عودة طابا.. 36 عامًا على استرداد المدينة الحدودية.. يوم تاريخي لن ينساه المصريون.. تفاصيل شهادة الوزير إسماعيل شيرين.. وماذا قال مفيد شهاب؟

في مثل هذا اليوم عادت طابا إلى السيادة المصرية، ورفع العلم المصري عليها فى 19 مارس عام 1989، وهو يوم تاريخي لن ينساه المصريون، بعد أن عادت أجزاء كبيرة من سيناء وفق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ماعدا طابا التي رفضت إسرائيل عودتها وأحقيتها لأجزاء منها، فجاءت مشكلة ترسيم الحدود من جديد، واكتشفت القيادة المصرية مخالفات إسرائيلية فى 13 علامة حدودية تريد إسرائيل ضمها إلى حدودها لدعم منافذها على البحر الأحمر.

ولجأت مصر الى التحكيم الدولي لعودة طابا إلى السيادة المصرية وتشكلت لجنة مصرية للمشاركة في التحكيم لعودة طابا والدفاع عن أحقية مصر في طابا، وتكونت اللجنة من أستاذ القانون الدكتور وحيد رأفت، والمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق الذي أطلق على معركة استرداد طابا " معركة العصر "، والدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي والدبلوماسي نبيل العربي، والخبير العسكرى اللواء عبد الفتاح محسن.

وبعد استعراض الوثائق ووالمستندات والخرائط ثبت أحقية مصر في طابا، وأزالت إسرائيل جميع منشآتها التي أقامتها في فترة الاحتلال “22 سنة” في طابا ماعدا فندق سونستا طابا الذي اشترته الحكومة المصرية من إسرائيل.

إلا أنه يذكر الفضل في تقديم وثائق أحقية مصر في مدينة طابا إلى رجل القوات المسلحة إسماعيل شيرين آخر وزير حربية في الحكم الملكي لمصر، فبعد تقديم الفريق المصري ما لديه من وثائق وخرائط، فضلًا عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة، بما يدعم الحق المصري، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك، وفتحت باب الشهود، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه، فتقدم إسماعيل شيرين متطوعا رغم أنه لم يكن قد طلب للشهادة، حيث كانت سيرته قد طواها النسيان منذ خروجه من مصر بعد خلع الملك فاروق ولكن الرجل تقدم للشهادة بدافع شخصي من نفسه حيث إنه لم ينس أنه مصري محب لها ومخلص لبلده وأحد ضباط الجيش المصري المخلصين ,.

إسماعيل شرين يدلى بشهادته 

وتلخصت شهادة إسماعيل شيرين في أنه كان قائدًا للكتيبة المصرية في مدينة "طابا"، وأن لديه في أوراقه، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا -بالرغم من خصوصية الخطابات المتبادلة بينه وبين زوجته ــ الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق ــ  إلا أنه لم يبخل بها على الوطن وعرضها على الفريق المصري للتحكيم، وأعلن أن لديه ردودا على تلك الخطابات أرسلت إليه في "طابا"، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك، إضافة إلى أن لديه بعض الصور مع بعض وحدات أفراد الجيش المصري يرتدون الطربوش المصري في طابا، ورحب الفريق به شاهدًا، وقبلت به المحكمة، وأدلى بشهادته التي زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر في مدينة طابا.

مستندات دفاع لجنة عودة طابا 

واستند الموقف المصري إلى انسحاب الإسرائيليين من سيناء بما فيها طابا إلى الحدود الدولية عقب العدوان الثلاثي عام 1956، لكن الإسرائيليين تحججوا بأن هذا الانسحاب كان خطأ وأن موقفهم قائم على اتفاقية 1906 الخاصة بترسيم الحدود بين مصر والدولة العثمانية. وتنوعت الأدلة التي قدمها الفريق المصري للمحكمة وشملت الوثائقَ التاريخية والتي احتلت مكان الصدارة والخرائط والمجسمات الطبيعية والإحداثيات الشبكية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية إلى مناطق الخلاف وبقايا أعمدة الحدود، فضلا عن شهادات الشهود.

وبلغ عدد صفحات حكم  عودة طابا 230 صفحة؛ أولها يضم الحيثيات التي قام عليها قرار المحكمة، والثاني يضم الرأي المخالف وفيه رأي القاضية الإسرائيلية الوحيد التي اعترضت على الحكم، أما الجزء الثالث فضم أربعة ملاحق تضمنت نصوص مشارطة التحكيم واتفاقية 1906 وخريطتين.
 

من الاحتلال إلى النصر، ذكرى استعادة طابا آخر حبة من رمال الوطن

مطار طابا الدولي يستقبل ضيوف احتفالات ذكرى التحرير بتنظيم مميز واستعدادات مكثفة

وفي سبتمبر عام 1988، وفي قاعة مجلس مقاطعة جنيف صدر الحكم بأغلبية أربعة أصوات واعتراض صوت واحد هو صوت القاضية الإسرائيلية الوحيدة التي اعترضت على الحكم، بأحقية مصر في أراضي طابا وانتصار الدبلوماسية المصرية في استرداد أرضها كاملة دون نقصان.

رفع العالم المصري وتأكيد السيادة المصرية 

وانتهت قضية طابا برفع العلم المصري فوق أراضيها عام 1989، شارك فيها الرئيس السابق حسني مبارك ورفع العلم تأكيدا للسيادة المصرية في طابا، بعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت لأكثر من 7 سنوات.

شهادة مفيد شهاب 

ويعلق الدكتور مفيد شهاب أحد اعضاء لجنة عودة طابا ويقول: دخلنا معركة طابا وكانت تتوقع إسرائيل الهزيمة واستمرت من عام 1982 وحتى عام 1985 ورفضت الانسحاب وطلبت إسرائيل أن يقوم طرف ثالث بالوساطة بين الطرفين يعطي حلولا وسطية ترضي الطرفين وتكون في شكل مقترحات غير ملزمة للطرفين دون أن يكون ملزما بأحكام ونصوص القانون الدولي وإنما يتدخل دون أي اعتبارات أخرى ولكن رفضت مصر هذا المقترح تمامًا وتم اللجوء للتحكيم الدولي وقبلت إسرائيل التحكيم حتى يكون القرار ملزما للطرفين غير قابل للطعن ويكون مستندا لأحكام القانون فقط دون أي اعتبارات أخرى، كما قبلت إسرائيل الدخول في مفاوضات انتهت باتفاقيه السلام التي نصت علي انسحاب إسرائيل كاملًا من سيناء وبعد سنوات ثلاث من الزيارات الميدانية لأعضاء هيئة التحكيم الدولية لطابا والموقع المتنازع عليه ومعاينة العلامات الحدودية والمذكرات والمرافعات حكمت المحكمة بأحقية مصر في طابا وأن طابا أرض مصرية وعلى القوات الإسرائيلية أن تنسحب فورًا من طابا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.