رئيس التحرير
عصام كامل

العريفى والإخوان


تعجبت كثيرًا من التصريحات النارية التى خرجت عقب خطبة الدكتور محمد العريفى بمسجد عمرو بن العاص الأسبوع الماضى واتهامه بأنه إخوانى وأن الجماعة دعته إلى شحن المصريين بحب بلدهم والتعاطف مع رئيسهم، وكثير من مثل هذه الأقاويل.



وهذا ما دفعنى أن أسأل أحد المقربين من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن حقيقة التصريحات التى أدلى بها الطيب عن دعوة الأزهر للعريفى، فأكد لى أن الأزهر طالب العريفى بالحضور إلى مصر، وذلك بعد أن أشاد بدور مصر ومكانتها فى أحد مساجد السعودية.

وعلى الفور حضر الشيخ إلى الأزهر، وقمنا باستضافته على نفقة الأزهر بفندق الماريوت، إقامة كاملة، ووجهنا له دعوة لإلقاء حديث فى الأزهر الشريف، ووجدنا شعبية العريفى كبيرة، فطالبنا الأوقاف بدعوته لإلقاء خطبة الجمعة من عمرو بن العاص، لأن مساحته أكبر، وراح العريفى يؤكد على عظمة مصر ومكانتها، وتشرفت بأن أكون أحد المستمعين لخطبته وبثها مباشرة لبوابة "فيتو"، ورأيت حب الناس بمختلف تياراتهم السياسية من جميع المحافظات لخطبته، وأنهم كانوا فى شوق إلى من يذكرهم بذلك أما عن الإخوان فلم أر أيًا من قياداتهم فى الخطبة، وما فعلوا شيئًا إلا أن قاموا برفع لافتة كبيرة أمام أبواب عمرو بن العاص للترحيب بالعريفى.

ولابد أن يعلم الجميع أن مكانة مصر أكبر من الإخوان وحزبهم والسلفيين وتياراتهم وجماعتهم والليبراليين والعلمانيين وجبهتهم التى لم تنقذ شيئًا حتى الآن.

وقبل أن أنهى مقالى أحب أن أنبه وأشير، إلى أن هناك خوفًا ورعبًا من يوم 26 يناير القادم، يوم النطق بالحكم فى قضية أحداث بورسعيد الدامية، ومن المنتظر أن الحكم النهائى لن يرضى أحدًا من الطرفين، سواء أبناء بورسعيد أو ألتراس أهلاوى، ونحب أن نكتفى بالحديث عن يوم 25 يناير العيد الثانى للثورة وننسى يوم 26، خاصة أن معظم من هم فى قفص الاتهام ليس لهم علاقة بالقضية، وهذا ما أشار إليه كثيرون أثناء شهادتهم فى القضية، وقبل أن تحاسبوا هؤلاء حاسبوا الكبار مسئولى الرياضة ببورسعيد، ومسئولى الأمن واتحاد الكرة وبعدها انظروا إلى المتهمين الصغار؛ لأن مصر يجب ألا تفرق بين كبير فاشل مهما كان منصبه، وصغير ينفذ ما يسمع من أجل الحصول على المال.

الجريدة الرسمية