الكرسي اللي محدش قعد عليه

في كافيه صغير على ناصية شارع هادي، كان في ترابيزة جنب الشباك، عليها أربع كراسي. كل يوم ييجي 3 صحاب، يقعدوا يتكلموا، يضحكوا، يحكوا عن شغلهم، مشاكلهم، أحلامهم.. لكن دايمًا كان في كرسي رابع فاضي.

كل اللي ييجي الكافيه كان ياخد باله.. ليه الكرسي ده محدش بيقعد عليه؟! لدرجة في مرة، الجرسون اللي كان لسة جديد في المكان لما خد باله من الموقف اللي بيتكرر بصورة شبه يومية مقدرش يكتم فضوله، فقرر يسألهم وهو بيحط المشاريب: هو الكرسي ده ليه فاضي على طول؟

التلاتة سكتوا لحظة، وبعدين واحد فيهم ابتسم وقال: الكرسي ده لصاحبنا الرابع.. اللي عمره ما قعد معانا هنا، لكن مكانه لازم يكون موجود.

الجرسون استغرب وقتها وفضوله زاد وسألهم تاني: ازاي يعني؟ فساعتها ردّ واحد تاني وهو بيبص للكرسي: كان لازم يبقى هنا.. بس الدنيا خدتنا، وهو مشي في طريق واحنا في طريق، وكل مرة نقول "بكرا هنتصل بيه"، بس بكرا عمره ما جه.

التالت كمل الكلام، وصوته هادي شوية: من سنة وصلنا خبر إنه سافر فجأة، وقطع كل وسيلة تواصل معانا.. معرفناش نودّعه حتى. ومن يومها، كل ما نيجي الكافيه، بنسيب له كرسي، كأنه لسه معانا.. كأننا مستنينه يرجع في أي لحظة.

الجرسون سابهم ومشي وهو حاسس بحاجة غريبة.. قد إيه في حياتنا ناس كنا مفروض نقعد معاهم، نسأل عليهم، نديهم وقت، بس سبنا الأيام تسرقنا، ولما فُتناهم.. بقوا مجرد كراسي فاضية في ذاكرتنا.

الرحمة التي تسبق الخوف

بعيون تحبنا

قبل ما يقفل الكافيه، كتب على ورقة صغيرة: "ماتسيبش الكرسي فاضي.. كلم اللي وحشك قبل ما يبقى مجرد ذكرى." وحطها على الترابيزة اللي فيها الكرسي الفاضي.
للمتابعة على حساب الفيس بوك: @PWagiih

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.