رئيس التحرير
عصام كامل

المجددون.. ابن حزم الأندلسي، الفقيه الموسوعي ضحية المحرقة

صورة تخيلية لابن
صورة تخيلية لابن حزم الأندلسي، فيتو

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها". 

ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.

ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينية والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.
وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.

 

ابن حزم.. الفقيه الموسوعي ضحية المحرقة (384 هـ - 456 هـ)

وصفه البعض بالفيلسوف والعالم الذي كان من أوائل من أكد أن الأرض كروية، قبل الفلاسفة اليونانيين القدماء بقرون.
واعتبره المفكر الإسلامي محمد رشيد رضا، أحد المجددين على رأس المائة الخامسة بصفته أحد الفقهاء والأصوليين. 
وحسب الكثيرين من المؤرخين، يعد ابن حزم الأندلسي الظاهري من أكبر علماء الأندلس، وهو أكبر العلماء المسلمين غزارة من حيث تصنيف وتأليف الكتب بعد الطبري.
وهو أيضا، إمام حافظ، وفقيه ومجدد ومتحدث وأديب وشاعر وناقد ومحلل، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والتاريخ والأدب ومقارنة الأديان.

كان ابن حزم الأندلسي، حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة، عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا، فهو أحد أعلام المسلمين في القرن الخامس الهجري، وقد وصفوه فقالوا: هو الإمام الكبير، والمجتهد المطلق، بحر العلوم، وجامع الفنون، الفقيه الحافظ، الأديب الوزير، المؤرخ الناقد، صاحب التصانيف الباهرة.

يذكر أن ابن حزم كان هو إمام المذهب الظاهري ومجدده، وحاملًا للوائه في القرن الخامس الهجري من خلال موسوعته الأصولية "الإحكام لأصول الأحكام"، ودراساته الفقهية "المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار".
حتى أن ذلك الفقيه الكبير استحق الوصف بأنه المناهض القوي للرقِّ والعبودية، ونصير النساء، ورائد حقوق المرأة.

مولده ونسبه

هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي.
ولد في قرطبة في الأندلس يوم 30 رمضان 384 هـ – 7 نوفمبر 994م.

كان، رحمه الله، من أكبر علماء الإسلام في التصنيف والتأليف، وهو حافظ وفقيه ظاهري، وأديب وشاعر. نسَّابة عالمٌ بسند الحديث النبوي، ناقد وفيلسوف.
بدأ حياته وهو على مذهب المالكية، ثمَّ غيَّر إلى الشافعية، ثمَّ ثبت على الظاهرية فلُقِّب بالظاهري.
وتعرض للتشريد والنفي عن وطنه بعد العداء الذي اشتعل بينه وبين جماعة من المالكية، فمات غريبا في أرض والديه في بلد اسمها مونتيخار عام 1064م.

مؤلفاته

قضى ابن حزم حياته ساعيا وراء العلم، حتَّى كان موسوعة تمشي على قدمين، فلم يترك علما من العلوم إلَّا وطرقه، كما أنَّه ألَّف وأثرى المكتبة العربية بمجموعة من المؤلفات المفيدة في كثير من العلوم والمعارف.
أخرج ابن حزم مؤلفات تزيد على 80 ألف ورقة.
كما ألف في الفقه وفي أصوله، وشرح منطق أرسطو وأعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية.

أصَّلَ ابن حزم ما يعرف عادة بالمذهب الظاهري، وهو مذهب يرفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي، وينادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح من القرآن أو من السنة لتثبيت حكم ما، لكن هذه النظرة الاختزالية لا توفي ابن حزم حقه فالكثير من الباحثين يشيرون إلى أنه كان صاحب مشروع كامل لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول فقه.

التمسُّك بالكتاب والسُّنة والإجماع

كان الإمام ابن حزم ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، لا يقبل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة التي يعتبرها محض الظن.
وربما يعتبر أول من قال بالمذهب الإسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية (الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين والفلاسفة في الحضارة الإسلامية وهي أحد أسباب الشقاق حول طبيعة الخالق وصفاته). 
ذكر ابنه أبو رافع الفضل أن تآليف أبي محمد هَذَا فِي الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب وغير ذَلِكَ بلغت نحو أربع مئة مجلد تشتمل عَلَى قريب من ثمانين ألف ورقة. 
ومنها كتاب "المحلى بالآثار في شرح المجلى بالاختصار"، ويعد واحدًا من أهم كتب الفقه الإسلامي، وموسوعة فقهية ضخمة، استعرض فيها ابن حزم آراء معظم من سبقه وعاصره من الفقهاء.
و"الفصل في الملل والأهواء والنحل" كتاب في دراسة عقائد أصحاب الملل غير الإسلامية كعباد الشمس والكواكب والنصرانية وحكماء الهند وعبدة الأصنام وغيرها، وآراء الفرق الإسلامية ومذاهبها كالمعتزلة والجهمية والقدرية والشيعة وغيرها من الفرق.
"الإحكام في أصول الأحكام".. "التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية"، "جوامع السيرة النبوية".. "رسالة في القراءات المشهورة في الأمصار".. "رسالة أسماء الصحابة والرواة وما لكل واحد من العدد".. "رسالة أصحاب الفتيا من الصحابة ومن بعدهم على مراتبهم في كثرة الفتيا".. رسالة جمل فتوح الإسلام بعد الرسول، صلى الله عليه وسلم".. 
"الناسخ والنسوخ في القرآن".. "سنن ابن حزم الظاهري".. "ديوان ابن حزم الشعري"، وغير ذلك كثير جدا.

حياته

نشأ ابن حزم في أسرة مسلمة، جدُّه الأعلى هو الصحابي يزيد بن أبي سفيان الذي عاش في الشام، وشارك في عدد من الفتوحات الإسلامية.
عاش ابن حزم الأندلسي في أوائل حياته في قصر أبيه الذي كان أحد وزراء المنصور بن أبي عامر.
وتربَّى في تلك الفترة من حياته على يد جواري القصر، وقد احتلَّت أسرة ابن حزم مكانة رفيعة في الأندلس، حيث امتلكت أسرته قرية كاملة هناك، وهي قرية "منت ليشم".

تعليمه

تعلم المنطق على يد محمد بن الحسن القرطبي، ودرس الحديث على يد يحيى بن مسعود، وأخذ الفقه الشافعي على يد عدد من شيوخ قرطبة، وبعد أن تعلَّم المذهب الشافعي انتقل إلى الظاهري فعُرف بابن حزم الظاهري.
وككثيرٍ من الناس عانى ابنُ حزم من الفتْنة التي اشتعلت في قرطبة في الفترة التي كان يكتب فيها كتابه الشهير "طوق الحمامة في الألفة والأُيلاف".

مشايخ ابن حزم

سعى ابن حزم الظاهري إلى العلم منذ الصغر، فأخذ عن كبار العلماء والمشايخ، وكان جدُّه قد ساعده في تحصيله العلمي وأرسله إلى خيرة مشايخ وفقهاء عصره، وقد كان لابن حزم مشايخ في الحديث والتاريخ والفقه والفلسفة والطب.

ابن حزم وزيرا

تولى ابن حزم وزارة للمرتضي في بلنسية، ولما هزم وقع ابن حزم في الأسر، وكان ذلك في أواسط سنة (409) هجرية، ثم أُطلق سراحه، فعاد إلى قرطبة.

كما تولى الوزارة لصديقه عبد الرحمن المستظهر في رمضان سنة 412 هجرية، ولم يستمر في هذا المنصب أكثر من شهر ونصف، حيث قُتِل المستظهرُ في ذي الحجة من السنة نفسها، وسُجِن ابنُ حزم ثم عُفي عنه.

وتولى الوزارة أيام هشام المعتد بالله فيما بين سنتي (418-422) هجرية.

ويمكن القول عنه إنه كان قامة فكرية وعلمية، من القامات التي يفخر بها تاريخ الأندلس بشكل خاص وتاريخ المسلمين بشكل عام.
وصفه ابن القيم بمنجنيق العرب أو بمنجنيق الغرب. 
وكانت الناس تضرب المثل في لسان ابن حزم، فقيل عنه: "سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان"، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته، وكثر أعداؤه في الأندلس.

قالوا عنه

قال عنه الحميدي: "ابن حزم الأندلسي كان حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة، عاملا، بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرئاسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الممالك، متواضعا ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة".

أبو حامد الغزالي: "وجدتُ في أسماء الله الحسنى كتابًا لأبي محمد بن حزم يدلُّ على عظم حفظه وسيلان ذهنه".
وقال عنه ابن كثير: "قرأ القرآن واشتغل بالعلوم النافعة الشرعية وبرز فيها وفاق أهل زمانه وصنف الكتب المشهورة".
ابن خلكان: "كانَ حافظا عالمًا بعلوم الحديث، مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد أن كان شافعي المذهب، فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة، عاملا بعلمه، زاهدا في الدنيا".

وقال العز بن عبد السلام عنه: "ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلى لابن حزم والمغنى لابن قدامة". 
جلال الدين السيوطي: "كان صاحب فنون وورع وزهد وإليه المنتهى في الذكاء والحفظ وسعة الدائرة في العلوم، أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم مع توسعه في علوم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار".
الفيروز آبادي: "إمام في الفنون وزير هو بعد أبيه للمظفر وترك الوزارة وأقبل على التصنيف ونشر العلم ومن تصانيفه كتاب التقريب في بيان حدود الكلام وكيفية إقامة البرهان في كل ما يحتاج إليه".
وقال عنه الإمام الذهبي: "الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف.. الفقيه الحافظ، المتكلم، الأديب، الوزير الظاهري، صاحب التصانيف".

ابن العماد الحنبلي: "كان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر مع الصدق والديانة والحشمة والسؤدد والرياسة والثروة وكثرة الكتب". 
وقال ابن بشكوال: "في حقه كان أبو محمد أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار".

لكن على النقيض، فقد انتقده البعض، مثل ابن تيمية: "وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث، وأكثر تعظيمًا له ولأهله من غيره، لكنه قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صرفه عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى".

من أقواله

- لا آفة على العلوم وأهلها أضرُّ من الدُّخلاء فيها وهم مِن غير أهلها؛ فإنّهم يجهلون ويظنُّون أنهم يعلمون، ويُفسدون ويقدرون أنهم يصلحون.
- إذا حضرتَ مجلسَ علمٍ فلا يكن حضورُكَ إلا حضور مُستزيد علمًا وأجرًا، لا حضور مُستغنٍ بما عندكَ، طالبًا عثرة تشيّعها أو غريبة تشنِّعها؛ فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلمِ أبدا.
- ثقْ بالمُتديِّن وإن كان على غير دينك، ولا تثق بالمُستخفِّ وإن أظهر أنه على دينك.
- بابٌ عظيمٌ من أبواب العقل والرَّاحة؛ وهو اطِّراحُ المبالاة بكلام النَّاس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عزَّ وجلَّ، بل هذا بابُ العقل كلِّه والرَّاحة كلِّها.
– الحب ليس بمُنكَرٍ في الأديان ولا بمحظورٍ في الشريعة، إذ القلوب بيد الله.

المحرقة

قام بعض فقهاء عصره المنتفعون من مناصبهم، بتأليب المعتضد بن عباد أمير اشبيلية، ضده، فأصدر قرارًا بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده “منت ليشم” من ناحية لبلة، وألا يفتي أحد بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة. 

وأحرقت كتبه علانية بإشبيلية، لكن لحسن الحظ فقد احتفظ جماعة من تلاميذه النجباء الذين قدروا فكره بالعديد من النسخ من كتبه التي كانوا يمتلكونها ثم قاموا بنسخها ونشرها.

وعن هذه المحرقة يقول شاهد عِيان على مشهد منها وقع في فاس، وهو المؤرخ المراكشي الذي يقول في كتابه "المُعجِب": "أمر(المنصور) بإحراق كتب المذهب (المالكي).....، لقد شهدتُ، وأنا يومئذ بمدينة فاس، يُؤتى منها بالأحمال فتوضع ويُطلق فيها النار..…، وكان قصده في الجملة محو مذهب مالك وإزالته من المغرب مرة واحدة، وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث. 
ومما ساعد على تصعيد الأزمة؛ ثقة ابن حزم بنفسه عند منازلة كبار فقهاء المالكية، وعدم تردده في تسفيه آرائهم طالما خالفت ما يراه حقًا.
كذلك، تنديده بولاية خلف الحصري للخلافة بإشبيلية، ومبايعته على أنه هشام المؤيد سنة 325 هـ/1033 م في عهد محمد بن إسماعيل القاضي.
ومعارضة فقهاء المالكية له وسعيهم لدى السلطان للإيقاع به وإثارة العامة ضده.
نزعة ابن حزم الأموية ودعوته لإعادة حكم الأمويين في الوقت الذي قطع فيه معظم ملوك الطوائف كل صلة بالأموية الأندلسية.


 واضطر لمغادرة إشبيلية إلى قريته منت ليشم التي كان يمتلكها ويتردد عليها، وظل بها يمارس التصنيف والتدريس حتى وافته المنية.

وفاته

توفي ابن حزم في 28 شعبان 456 هـ – 15 أغسطس 1064م، في قرية “منت ليشم”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية