المجددون.. يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها".
ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.
ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.
وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.
يحيى بن معين (158 هـ - 233 هـ)
اعتبره ابن الأثير الجزري والذهبي من المجددين على رأس المائة الثانية بصفته أحد المحدثين.
الإمام يحيى بن معين هو أحد كبار علماء الحديث، وإمام الجرح والتعديل، شيخ المحدثين، وهو عالم حديث نبوي سني المذهب.
ولد في خلافة أبي جعفر، أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، كان أبوه من نبلاء الكتاب، وكان على خراج الري وترك لابنه يحيى ألف ألف وخمسين ألف درهم (مليون و50 ألفا)، أنفقها كلها يحيى على الحديث.
زهد في الدنيا وأقبل على جمع السنن والعناية بها فكتب وحفظ وأملى وانتقد حتى أصبح مرجع المحدثين في عصره، وشهد له العلماء بالسبق والتفوق.
وكان أكبر الجماعة الكبار سنًّا، وهم: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وإسحق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، فكانوا يتأدبون معه، ويعترفون له.
قالوا عنه
قال ابن المديني: ما أعلم أحدًا كتب ما كتب يحيى، وجدت عنده كذا وكذا سفطا وسمعته يقول كل حديث لا يوجد في هذه، وأشار بيديه إلى الأسفاط، فهو كذب.
وسمعته يقول: كتبت بيدي ألف ألف (مليون) حديث.
وقال القاسم بن سلام: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه. وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له.
وقال أحمد (ابن حنبل): يحيى بن معين أعلمنا بالرجال.
وقال أبو سعيد الحداد: الناس كلهم عيال على ابن معين.
وقال محمد بن رافع سمعت أحمد يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى فليس بحديث.
وروى عن أحمد (ابن حنبل) أيضًا أنه قال: السماع من ابن معين شفاء لما في الصدور.
كما قال أيضًا: هنا رجل خلقه الله تعالى لهذا الشأن يظهر الله به كذب الكاذبين.
وقال العجلي: "ما خلق الله لهذا الشأن إلا ابن معين، ولقد كان يجتمع مع أحمد وابن المديني ونظرائهم فكان هو الذي ينتخب لهم الأحاديث لا يتقدمه أحد. وكان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وقلبت فيقول هذا الحديث كذا وكذا فيكون كما قال".
إمام الجرح والتعديل
ابن معين، رحمه الله، كان من أئمة الجرح والتعديل، وكان من عناية هؤلاء الأئمّة أن يجمعوا حصيلة بحثهم ودراستهم عن الرجال فيفردون للثقات كتبا كما يفردون للضعفاء كتبا أخرى.
ولم تكن هذه الكتب تعني مجرد جمع الأخبار وتصنيفها، إنّما هي أحكام في غاية الدّقة والتمحيص الشديد والتحري الزائد، فهم كانوا يراقبون الله في كل لفظة أو إشارة مخالفة أن يجرحوا عدلا أو يوثقوا مجروحا، فإذا كان حال الراوي يتضح بوصف اكتفوا به ولم يضيفوا إليه آخر، وهذا هو الذي أدى إلى هذا الاختصار الشديد في تراجم الرجال بين الطبقة المتقدمة خاصة.
وفاته
رحل يحيى بن مَعِين عن دنيانا في ذي القعدة، سنة 233 هـ، بالمدينة المنورة، وهو ابن خمس وسبعين سنة، ودفن بالبقيع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا