رئيس التحرير
عصام كامل

هل تؤثر تصريحات المسئولين بشأن الضرائب على البورصة؟.. خبراء: غياب الاستراتيجية الحكومية المتكاملة وراء أزمة سوق المال.. ولابد من اتباع نهج التضحية من أجل نجاح برنامج الطروحات

تداولات البورصة،
تداولات البورصة، فيتو

تواصل الحكومة المصرية إجراءاتها في إطار مساعيها لجذب المستثمرين، ودعم خطة الحكومة لـ طرح الشركات  بالبورصة.

ومن أجل ذلك تستهدف التقدم  بمشروع قانون لمجلس النواب خلال الشهر الجاري، ينص على إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية على معاملات البورصة، مع العودة إلى "ضريبة الدمغة" المقطوعة.
 

ارتباك البورصة بسبب الضرائب 

وكانت البورصة على مدار السنوات السنوات العشر الماضية شهدت عدة تقلبات فيما يتعلق بفرض الضرائب على المعاملات، بين "الدمغة" على عمليات البيع والشراء، وأخرى على الأرباح النقدية السنوية المحققة من التداولات ولم يتم تطبيقها حتى الآن، بسبب عدم صدور اللائحة التنفيذية لقانون إصدارها (30 لسنة 2023)، نتيجة عدم التوصل لآلية تحصيل واضحة، وسط مخاوف من أن يؤدي تطبيقها إلى خسائر حادة في السوق.

 

غياب استراتيجية حكومية متكاملة للطروحات 

 

وقال الدكتور مصطفى بدرة خبير أسواق المال:إن فرض أي رسوم ضريبية يجب أن يتم وفق استراتيجية حكومية متكاملة، لافتا إلى أنه منذ عامين قررت الحكومة فتح ملفات ضريبية بشكل واسع،ما  أدى إلى  فوضى  أصابت المستثمرين والحياة الاستثمارية بشكل كبير، وادى لخروج  المليارات من الدولارات خارج السوق المصري، وإحجام الشركات عن القيد في البورصة ما أدى إلى تراجع خطة الطروحات الحكومية عن التنفيذ في المواعيد التى حددتها الحكومة، ثم تم تأجيلها أو التراجع عنها.


وأضاف أن حالة الارتباك والتصريح من جانب المسئولين من وقت لآخر بالرجوع لضريبة الدمغة أو الأرباح الرأسمالية؛ يؤدي إلى بلبلة والخوف من ضخ المستثمرين لاستثماراتهم في السوق، مضيفا إن فقد المستثمرين للثقة في السوق لا يتم التخلص منه إلا بصعوبة شديدة.


فرض الضرائب يؤثر على البورصة سلبا 

 

وأشار إلى أن فرض الضرائب يجب أن يكون عن طريق سياسة صحيحة وسليمة للغاية، ووفقا لرؤية واستراتيجيات حكومية واضحة ؛ مضيفا أن السياسات الضريبية وقرارات وزراء المالية خلال السنوات الماضية أدت إلى ارتباك وفوضى كبيرة.


وتابع: إن حزمة التسهيلات التي تحدث عن وزير المالية احمد كجوك واقر جزء منها وجزء منها سيتحول إلى قرارات وقوانين  يجب ان تفسح المجال أمام الاستثمارات أمام القطاع الخاص لضخ استثمارات جديدة والمشاركة في الطروحات الحكومية.


 

منهج التضحية من أجل الاستثمار الأفضل

 

وشدد على ضرورة اتباع الحكومة  منهج التضحية من أجل الاستثمار الأفضل، وهي تعنى أن تضحي الحكومة  بجزء من العائدات  من ضرائب البورصة في سبيل تحسين بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار، وزيادة قاعدة الاستثمار والمشاركة في الطروحات المنتظرة. 

 

وتابع: إن فرض ضريبة على البورصة يعني فشل برنامج الطروحات والإقلاع عن القيد بالبورصة، وتراجع الاستثمار الخاص.

 

مشاركة الأفراد في الطروحات العامة الأولي  

 

وقال عمرو الألفي خبير أسواق المال: إنه مع الطروحات العامة الأولية المنتظرة،لابد من دعم الأفراد للمشاركة في الطروحات وذلك من خلال الإقبال على استخدام التطبيقات الإلكترونية  بدلا من لجوء مديري الحسابات في الشركات للتعامل والتواصل مع العملاء وفقا للشكل التقليدي للتداول، وبالتالي مع استخدام التطبيقات زاد عدد المحافظ للأفراد في السوق خلال العام الماضي بشكل لافت للنظر، حيث دخل السوق شريحة من الشباب وصغار المستثمرين ممن لم يكن لديهم القدرة على ضخ أموال كبيرة على اختراق السوق.

 

وتابع: لابد من تسهيل التطبيقات لتكون بسيطة وسهلة الاستخدام،  ولذلك فإنه مع ارتفاع معدلات التضخم زاد البحث عن قنوات استثمارية أخرى وبالتالي فإن  تسهيل تطبيقات التداول سيساهم في جذب شرائح جديدة من المستثمرين الأفراد. 

 

وأشار إلى أنه في حال دخول المستثمرين الحاليين في برنامج الطروحات  المقبلة فذلك  سلاح ذو حدين حيث  إن ذلك قد يتسبب في الضغط على السوق، من حيث السيولة، والتخارج من بعض الاسهم للدخول في الأسهم الجديدة،  أما الجانب الايجابي فهو دخول شريحة جديدة من المستثمرين استغلالا للاستفادة من الأداء الجيد للأسهم المطروحة في الفترة الأولى، ولفت إلى أنه تتميز البورصة بأنها سهلة في التخارج بعكس العقارات أو الذهب وغيره، ولذلك ومع نجاح تطبيق ثاندر ظهرت تطبيقات عقارية سهلت على صغار المستثمرين الدخول للسوق.

التخبط الحكومي في تطبيق الضرائب على البورصة 


وأكد محمد رضا خبير أسواق المال، أن التخبط الشديد من جانب الحكومة في تطبيق الضرائب على  البورصة كضريبة الأرباح الرأسمالية؛ أو ضريبة الدمغة ساهم في عرقلة برنامج الطروحات والاقلاع  عن دخول السوق  لسنوات واجهاض مساعي نجاحه فقد تم تكوين أكثر من لجنة وزارية للإشراف على هذا البرنامج، وقبلها تصريحات كثيرة عن طرح شركات ثم يتم التراجع ثم يتم صدور تصريحات أخرى بطرحها، لنجد بعد سنوات من الإعلان عن برنامج الطروحات الحكومية أن محصلة التنفيذ هي شعار "جاري حصر الشركات الحكومية للطرح وجاري تحديد التوقيت المناسب".

غياب الرؤية يؤثر على مستقبل الطروحات  
 

 

وأشار إلى  أن حالة الارتباك في تنفيذ الضرائب على البورصة أدى إلى أن  السوق غير مهيئة تمامًا لإستقبال طروحات جديدة بأحجام كبيرة  بسبب الارتباك في تنفيذ الضرائب على المعاملات أو إلغائها وكذلك أرتفاع أسعار الفائدة والتي أدت إلي إحتجاز وتحول السيولة إلي القطاع المصرفي وكذلك إرتفاع تكلفة التداولات  مما أدى إلي تقليص أحجام السيولة بشكل كبير.


ضرورة التوقف عن  التصريحات بشأن الضرائب على  البورصة

 

 وتابع،  أنه كان من الواجب التوقف عن  التصريحات بشأن الضرائب على  البورصة  ؛ وافساح المجال أمام القائمين على برنامج الطروحات الحكومية لسرعة حصر وتحديد قائمة بالشركات التي سيتضمنها برنامج الطروحات الحكومية وكذلك الشركات التابعة للجيش مع أصدار التعديلات اللازمة لإزالة العوائق القانونية أمام تنفيذ عملية الطرح بتحويلها لشركات مساهمة وتحديد نسب الطرح، مع إتباع مثلث النجاح للطروحات وهو قيمة عادلة، وتوقيت مناسب وترويج أمثل لضمان نجاح الطروحات الحكومية، حيث يجب تحديد قيمة عادلة لطرح الأسهم وتسعير الأسهم بشكل جذاب، وأختيار التوقيت المناسب للطرح وتهيئة السوق أولًا من خلال زيادة أحجام التداول والسيولة به لإستيعاب برنامج الطروحات والذي سيكون تخفيض أسعار الفائدة لدى البنك المركزي من أكبر وأهم المحفزات لزيادة التداول والسيولة ودخول مستثمرين وجذب استثمارات جديدة في البورصة، وكذلك القيام بأعمال الترويج للطروحات عن طريق مؤسسات متخصصة واستقطاب عملاء المؤسسات وعملاء الأفراد ذوي الملاءة وتوفير صانع سوق لطروحات الشركات الحكومية.
 

تجدر الإشارة إلى أنه كانت البورصة معفاة تمامًا من أي ضرائب على الأرباح المحققة نتيجة المعاملات، أو تلك التي توزع بشكل نقدي أو مجاني على المساهمين بالشركات المقيدة. لكن منذ ان جاءت  حكومة إبراهيم محلب ألغت في يوليو 2013 ضريبة الدمغة على المعاملات رغم أن فرضها كان في مطلع العام ذاته، وقررت بدلًا من ذلك فرض ضريبة على التوزيعات النقدية بواقع 10%، إلى جانب ضريبة أخرى بنسبة 10% على الأرباح الرأسمالية المحققة من الاستثمار في البورصة، والتي أُلغيت بعد عام واحد فقط من تنفيذها، بعدما تكبدت الأسهم وقتها  خسائر حادّة غير مسبوقة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية