في رحاب الحبيب.. خبيب صحابي دفنته الملائكة
أستشعر الضآلة، ويقشعر بدني كلما طالعت قصة الصحابي الذي دفنته الملائكة، بعد أن ضحى بحياته، وقدم أسمى دروس الحب لسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.. أشعر بالضآلة لأنني، وغيري، من الملايين الذين تكتظ بهم الأرض مشرقا ومغربا، تقاعسنا، ولا نزال، عن إماطة الأذى عن سيرة الهادي البشير، صلى الله عليه وآله وسلم.
أساء إليه الجهال والحاقدون في أوروبا وغيرها، ولم يتحرك سوى المتطرفون، مقدمين أسوأ نموذج للإنسان المسلم المتشدد، الذي يميل إلى الانتقام، وليس التوضيح والتوعية، والنصح بالحسنى.
وقام المؤرخون بتشويه صورة الحبيب المصطفى، صلوات ربي وتسليماته عليه، وحفلت كتبهم، وموسوعاتهم، بقصص وهمية، استقوا معظمها من الإسرائيليات، وألصقوا بثوبه الناصع اتهامات الولع بالنساء، وتكثير الزوجات، والشبق إلى سفك الدماء، والعنف، وغزو الأبرياء، حتى أطلقوا على المواجهات التي خاضها دفاعا عن النفس، وعن المسلمين، وعن العرض، والأرض، إسم غزوات، وهو مصطلح يشي بالهجوم، والرغبة في التوسع، وليس الدفاع، وتفضيل السلم.
والله يعلم أنه، صلى الله عليه وآله وسلم، ما آذى إنسانا ولا حيوانا قط، ولا ضرب بشرا، ولا طعن عدوا.. دعونا نتناول قصة خبيب بن عدي، وهو صحابي شاب شارك في بدر، واضطر لقتل اثنين من جيش الأعداء.
ثارت ثائرة أرملة أحدهم، فنذرت أن تشرب الخمر في رأس سيدنا خبيب، وعرضت مكافأة مغرية لمن يقبض عليه -أي ثمن يطلبه-، مقابل رأسه. وفي وقعة بئر معونة احتال الكفار على ثلاثة من الصحابة، منهم خبيب، وخدعوهم، ثم قتلوا اثنين منهم، وألقوا القبض على خبيب. ثم أخذوه إلى مكة حيث باعوه للمرأة الموتورة، مقيدا بالسلاسل.
وقعت تلك الأحداث في الأشهر الحرم.. وبالتالي وجدوا حرجا في قتله، فقرروا أن يفعلوا ذلك بعد انتهاء الأشهر الحرم. وفي الموعد المحدد، أخذوه وخرجوا به إلى خارج مكة وقاموا بتعليقه في نخلة، وجمعوا أهل قريش.. وبدأوا يعذبونه ويضربونه وهو رافع رأسه في شموخ.
توجه إليه أبو سفيان، وهو لا يزال مشركا، وسأله: يا خبيب أستحلفك بالله.. أتحب أن يكون محمد مكانك الآن، وأنت في بيتك آمنا مطمئنا؟ أجابه خبيب إجابة خلدها التاريخ: والله ما أحب أن يشاك رسول الله بشوكة، فكيف أحب أن يكون في مكاني هذا؟!
أذهلت الإجابة أبا سفيان، فما كان منه إلا أنه قال: ما رأيتُ أحدًا يحب أحدًا، كحب أصحاب محمد لمحمد! ثم قال أبو سفيان: أتطلب أمرًا يا خبيب قبل أن تموت؟ فقال سيدنا خبيب: نعم أحب أن أصلي ركعتين لله. فقال أبو سفيان: أنزلوه واتركوه يصلي.
ففكوا وثاقه فصلى ركعتين خفيفتين، ثم قام فنظر إلى أبي سفيان، وقال: لولا أن تظنوا أني أخاف الموت لأطلت فيها.. ما شاء الله أن أطيل.. ثم أعادوه وربطوه وبدأ يقول شعرًا: "ولست أبالي حين أُقتل مسلمًا.. على أي جنب كان في الله مصرعي".
ثم وقف يدعو الله بأعلى صوته: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا.. وعندما دعا بها قام أبو سفيان، وقال للقريشيين: انبطحوا على الأرض كي لا تصيبكم الدعوة، فأصبح هو الوحيد الذي يرفع رأسه، وكلهم على الأرض، فلما رأى هذا المنظر.
فابتسم خبيب، ورفع وجهه للسماء، داعيا: اللهم أبلغ عني رسولك مني السلام.. فينزل سيدنا جبريل من السماء فيخبر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ويبلغه السلام من سيدنا خبيب، وبما حدث.
فيأمر النبي، صلى الله عليه وسلم، أحد الصحابة بأن يذهب بسرعة إلى مكة، ويحضر جثمان خبيب بن عدي، رضي الله عنه.
يروي الصحابي، قائلا: وصلت والدنيا قد أظلمت فصعدت على النخلة التي كان مربوطًا عليها.. وكنت أخشى أن يراني أحد فيقتلونني، ففككته حتى أنزل به من على النخلة، فوقع فنزلت من على النخلة أبحث عنه فلم أجده!!
فظللت أبحث عنه لكي لا أعود إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، بدونه، فانتظرتُ حتى يصبح الصباح.. وعندما طلع ضوء النهار لم أجده!! فعدت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، حزينًا لأني لم أنفذ المهمة التي كلفني بها.. فلما دخلت عليه ابتسم النبي، وقال لي: لا عليك؛ لقد دفنته الملائكة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا