رئيس التحرير
عصام كامل

عصر الاستعمار الأمريكي!

تسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إصابة معظم عقلاء العالم، من القادة إلى العوام، بالذهول وعدم الاستيعاب، بل الصدمة وعدم التصديق، لأن ما قاله ترامب أكد الحقيقة السائدة عنه أنه غير متزن!

قال ترامب إن غزة مكان لا يصلح للحياة، وليس أمام سكانها إلا الخروج منها إلى مصر والأردن، والبقاء خارجها لمدة طويلة لأنه سوف يعيد بناءها بأموال العرب، وسيجعلها ريفيرا عالمية، منتجعا رائعا، يرتاده الناس من جميع أنحاء العالم. 

تصريحه كان واضحا، فهو أعلن أنه سوف يستولي علي غزة ويضمها إلى الولايات المتحدة، والوجه الآخر لهذا الضم، أنه لن يكون هناك وجود لإسرائيل في غزة، كما لن يكون هناك وجود للغزاويين، والاستخلاص الثالث لهذا التصريح أن الولايات المتحدة ستكون جارا لمصر على الحدود مع رفح!

منذ منتصف ليلة أمس السوداء في تاريخ أمريكا وحتى منتصف هذه الليلة، تتوالى تصريحات الرفض من حلفاء ترامب وخصومه على السواء، فمصر والأردن رفضتا رفضًا قاطعًا تهجير الشعب الفلسطيني واستقباله في الدولتين. 

وبعد وقت وجيز جدًّا من تصريحات ترامب في المؤتمر الصحفي الذي انتشى فيه نتنياهو انتشاء الشهوة، خرجت المملكة العربية السعودية ببيان في منتهى القوة والوضوح، يستحق التحية حقًّا، ترفض التهجير وترفض التطبيع، وتربط أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

أوروبا كلها والإتحاد الأوروبي بل وبريطانيا صانعة النكبة أصلًا، ترفض قنبلة ترامب، وتراها خرقًا غير مقبول للقانون الدولي، وجريمة حرب.

بطبيعة الحال فإن الشعب المصري، والشعوب العربية توجست من جنون هذا الرجل الذي يسهل استمالته بالمديح والنفخ، وهذا ما فعله نتنياهو، ويلفت النظر تصريحات الدكتور مدبولي رئيس الحكومة بأن مصر جاهزة لأسوأ الاحتمالات، تعبير معناه الوحيد، أننا جاهزون حتى للحرب إذا تعرضنا للعدوان.

مع نهاية نهار أمس بدأت الإدارة الأمريكية تتراجع، وتقع في تناقضات، وهي تناقضات بدت جلية حتى في تصريحات ترامب أول أمس وقت المؤتمر مع المنتشي نتنياهو، فقد خرجت المتحدثة بالبيت الأبيض أمس تعلن أن ترامب لم يتعهد بإرسال قوات أمريكية إلى غزة، وقالت الخارجية الامريكية إن خروج الفلسطينيين مؤقت، وإنه يريد إعمار غزة من أجل الفلسطينيين!

في الوقت نفسه مارس ترامب رذيلة الكذب بالنسيان، لا بد أن أربط الكلمتين معًا، الكذب بسبب النسيان منعًا للقدح، فقد قال إن السعودية لم تطلب إقامة دولة فلسطينية، رغم بيان الخارجية السعودية الذي يخزق عينيه لشدة وضوحه في الرفض لمخططه وجموحه، ثم يكذب بالنسيان أيضًا ليقول إن مصر والأردن يتقبلان التهجير، رغم رفض العاهل الأردني القاطع، ورفض الرئيس السيسي الحازم للتهجير والإيواء معًا. 

ثم يكذب ثالثًا ليقول إنه يطرد الفلسطينيين لأنه مشفق عليهم من الحياة الصعبة القاسية في غزة المدمرة.. أما الكذبة الرابعة فقوله إنه لقي إشادة وقبولًا من مستويات مختلفة في منطقتنا بالفكرة التي طرحها، وهي استيلاء أمريكا علي غزة وضمها وطرد الفلسطينيين، ومنع عودتهم، وتعميرها بأموال الخليج لتكون منتجعًا لمليارديرات العالم.

مستشار ترامب للشرق الأوسط قال إن ترامب معجب بغزة منذ ثماني سنوات، ويراها أروع شاطئ في العالم، وسوف يضمها للعلم الأمريكي.

تصريحات ترامب تعكس تفكير رجل بلا تفكير، والحق أن هذه التصريحات أدت إلى ما يشبه الاستفتاء العالمي على مدى سلامة الصحة العقلية، والنفسية، لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. القوة الطائشة بلا عقل.. ترى غيرها مجرد قطعان حتى تفيق هذه القوة الغبية على ما يردعها..

موقف عربي واحد يتبلور بقوة خلال أيام.. ونتمنى أن يتكلم الزعماء العرب بقوة وبلا تلطيف للعبارات مع رجل متنمر بطبعه، مكشوف اللسان والوجه.. الذوق والكياسة لا يصلحان معه.. الوضوح القاطع المانع يكبح جماحه.. وفق الله الزعيمين في مهمتهما، حين يتجهان لواشنطن، الرئيس السيسي وخلفه كل الشعب المصرى ناصرًا ومعينًا، والعاهل الأردني ومعه شعبه، ومن خلفهما كل الشعوب والأنظمة العربية.


السؤال الآن: كيف سيضم ترامب غزة؟ بالقوة؟ هل سيقتل المليونين وأربعمائة ألف مواطن فلسطيني؟
قال لن يرسل قوات أمريكية، هل تقتلهم إسرائيل بالنيابة عن ترامب وتحت حمايته؟ هل بدأ عصر الاستعمار الأمريكي.. أظن بدأ.. ويبدأ أيضًا عصر الإفاقة العربية.. أتمنى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية