من المنتصر؟ إسرائيل أم حماس؟
فرض السؤال نفسه فرضًا على الطرفين المتحاربين، كما فرض نفسه فرضًا على الجمهور العربي المناصر للقضية الفلسطينية، والجمهور الإسرائيلي بشقيه المتطرف وشبه المتطرف، لأنه لا يوجد جمهور معتدل في الدولة النازية!
والحقيقة أن من السابق لأوانه طرح السؤال ناهيك عن فرضه فرضًا، ذلك لأن الاتفاق الذي يجب أو يجري تنفيذه منذ الثامنة والنصف صباح اليوم الأحد، هو مرحلة أولى تعقبها مرحلتان تمنى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن أن تتقلص إلى مرحلتين، وهذه المرحلة ليست إنهاء للحرب، بل وضحها نتنياهو مساء أمس بأنها وقف مؤقت لاطلاق النار.
ويلفت النظر أن إجابات الأطراف على السؤال استدعت ردود فعل متشنجة من جانب نتنياهو، وجعلت خصميه المتطرفين سموتريتش وزير المالية، والمهووس إيتمار بن غافير وزير الأمن القومي ينظران إليه في شماتة!
فعلى الجانب الفلسطيني، بادرت حماس لتؤكد نيتها نشر حكومتها في محافظات غزة اعتبارًا من اليوم، وخرج الدكتور خليل الحية يعلن فشل الحملة الصهيونية، وتعهد باستمرار القتال، وإن غلف ذلك بعبارات إنشائية..
وحتى في الشارع العربي والمصري هنالك أعداد كبيرة حسمت نتيجة المعركة لصالح حماس على أساس أن أهداف الحرب التى وضعها نتنياهو لم تتحقق، فلا هو حرر مختطفًا واحدًا ولا هو دمر حماس تدميرًا كاملًا، ولا هو مستقر في جباليا شمالي غزة والتى صارت فخ استنزاف يومي لجنوده وضباطه..
بل إن وزير خارجيته جدعون ساعر اعترف بذلك، وأكثر من ذلك أن عددًا من وزراء الحكومة ليلة أول أمس الذين أمضوا سبع ساعات في نقار وشجار قبيل الموافقة بأغلبية 24 واعتراض 8، بكوا بكاء شديدًا لأن الصفقة تمثل انتصارًا لحماس!
أضف إلى هذا كله، الفرحة العارمة في غزة والضفة الغربية، وهى في رأيي راجعة إلى وقف القتل اليومي، بأكثر منها إحساسًا بالفوز وقهر آلة الحرب الإسرائيلية، أعطت أسبابًا إضافية لنتنياهو ليخرج مساء أمس ليقول لن ننسحب من محور فيلادلفيا بل سنزيد عدد قواتنا هناك، والمرحلة الأولى هي وقف مؤقت لإطلاق النار، في خضوع مفضوح لشروط سموتريتش لكي يستمر في الحكومة ولا تنهار..
المزاد مفتوح، يغذيه الخوف، والتطرف، ويظل السؤال يتأرجح ما بين النشوة اللاواقعية، وبين الحقيقة المؤلمة بل المفزعة، وهي استشهاد ما يتجاوز الـ46 ألف شهيد، والـ110 آلاف جريح، بخلاف المفقودين، ومعظم هؤلاء جميعا نساء وأطفال.. ناهيك عن الدمار الرهيب في ربوع غزة، دمرت 80% من مبانيها ومنشآتها..
بعض المتأملين يرون أن هؤلاء الضحايا وهذا الدمار هم ثمن إحياء القضية الفلسطينية، وبعض آخر يرى أن الدمار المادي يمكن تعويضه وسيتم تعويضه بخطة إعمار عربية غربية، لكن اعتراف الجنرال جيورا آيلاند رئيس مجلس الأمن القومي السابق صاحب خطة الجنرالات في شمال غزة، بأن إسرائيل فشلت في حربها فشلًا ذريعًا، وأن حماس حققت انتصارًا، لا يمضي في صالح المقاومة الفلسطينية بقدر ما يمضي في دعم ضغوط المتطرفين داخل الحكومة، واستعداء ترامب، وإزاحته عن عناده، ليفتح خزائنه، المال والسلاح، هدايا قبول صفقة لم تتم أو صعب إتمام كل مراحلها..
كل البيانات المتضاربة الصادرة عن إسرائيل هدفها الاكتفاء بالمرحلة الأولى وخلق صعوبات أمام المرحلة الثانية، تبرر استئناف قتل الشعب الأعزل في غزة.. من المنتصر؟ حماس أم إسرائيل؟!
لننتظر انتهاء الستة أسابيع.. وستفرض الإجابة الصحيحة نفسها، حرب لم تضع أوزارها بعد فكيف نحكم بالنصر لأي طرف، أو الهزيمة لأي طرف؟
لا نعرف إذن من انتصر ومن هزم.. لكننا جميعا نعرف أن الخاسر المؤكد خارج طرفي الصراع.. إنها الإنسانية التى غضت الطرف والضمير عن المذابح النازية في أرض غزة والضفة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا