زي النهارده، الخميني يدعو زعيم الاتحاد السوفيتي للدخول في الإسلام والتخلي عن الشيوعية

في مثل هذا اليوم من عام 1989، أرسل آية الله روح الله الخميني الزعيم الروحي والسياسي لجمهورية إيران الإسلامية، رسالة غريبة من نوعها إلى ميخائيل جورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي، ماذا كانت فحواها ؟ 

التخلي عن الشيوعية والدخول في الإسلام

دعا الخميني الزعيم السوفيتي إلى التخلي عن الشيوعية والفكر الماركسي الذي كان يحكم الاتحاد السوفيتي، والبحث عن الطريق الصحيح في الإسلام، والذي اعتبره الخميني بديلًا أسمى وأكثر استدامة في تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

وحملت الرسالة في طياتها تلميحًا إلى أن  العقيدة الشيوعية بما تحمله من مبادئ مادية ونظرة مادية للحياة، سيقف عائقًا أمام التقدم الروحي والتطور الأخلاقي، في مقابل ذلك، قدم الخميني الإسلام كمنهج شامل لا يقتصر على الجانب الروحي فقط، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، من خلال تحقيق العدالة، والإصلاحات الاقتصادية، وحماية حقوق الإنسان.

رد الفعل السوفيتي على الدعوة الإيرانية للدخول في الإسلام

كان  رد الفعل السوفيتي عليها أن الاتحاد سيظل متمسكًا بمبادئه الاشتراكية والشيوعية، ولم يتم اتخاذ أي خطوة نحو تحقيق تلك الدعوة، وجرى اعتبار الرسالة إنها جزءًا من الصراع السياسي والفكري الذي كان يخيم على الساحة الدولية خلال فترة الحرب الباردة، والتي شهدت مواجهة شديدة بين المعسكرين الغربي والشرقي.

من ناحية آخرى، كانت الرسالة تعبر عن استراتيجية الخميني الأوسع لنقل الثورة الإسلامية الإيرانية إلى ما وراء  حدود بلاده، سواء كان ذلك في الدول المجاورة أو حتى في القوى العظمى مثل الاتحاد السوفيتي، إذ حاول الخميني من اللحظات الأولى لنجاح ثورته إلى فتح جبهات جديدة ضد الفكر الغربي عمومًا

كما أن الرسالة حملت أيضًا في طياتها تحذيرًا ضمنيًا للاتحاد السوفيتي من أن المستقبل سيكون للإيديولوجيات الدينية، وليست للأنظمة المعتمدة على المادية دون غيرها. 

تأثير رسالة الخميني على العلاقات الإيرانية السوفيتية

على الرغم من أن العلاقة بين إيران والاتحاد السوفيتي كانت معقدة في ذلك الوقت، فإن الرسالة فتحت نافذة لفهم أكبر للصراع الأيديولوجي بين الإسلام السياسي والشيوعية، حيث لم تكن هذه الرسالة سوى نقطة في بحر من محاولات التأثير الإيراني في الخارج، وبدء إيران تعميق تعاونها مع الحركات الإسلامية في دول آسيا الوسطى التي كانت تحت السيطرة السوفيتية.

وتبقى رسالة الخميني إلى جورباتشوف واحدة من اللحظات الفارقة في تاريخ العلاقات الدولية، حيث جمعت بين السياسة والدين، والعلاقات الثنائية والتاريخية، كما شكلت هذه الرسالة جزءًا من محاولات إيران المستمرة لتقديم نفسها كقوة دينية وثقافية مؤثرة، وساهمت في إثارة تساؤلات حول مدى تأثير الفكر الشيعي في عالم يعاني من أفكار متناقضة، وحروب باردة طويلة الأمد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.