عودة الإسلام السياسي.. سيناريوهات ريمونتادا طيور الظلام!.. نوح: الجولانى يعتزم تجميع التنظيمات الإرهابية فى سوريا
مع اتساع دائرة النزاعات والفوضى فى منطقة الشرق الأوسط من جديد، من سوريا إلى السودان، ومن اليمن إلى ليبيا، ودع القوس مفتوحًا..يتساءل الناس: هل يعود الإسلام السياسى من جديد، هل تعود الروح إلى التنظيمات المتطرفة، هل يستدعيها الغرب ويمنح لها قبلة الحياة بعد غياب دام طويلًا؛ ليستخدمها فى تحقيق مصالحه وأطماعه، هل المنطقة العربية على موعد مع أزمات أخرى؟
هذه ليست قراءة متعسفة لما جرى فى الأسابيع الأخيرة، بل استشرافا لما قد يحدث فعلًا. هناك إرهاصات لمشاهد أشد تعقيدًا. ما حدث فى سوريا، وفق سيناريو لم يكن محتملًا ولا متوقعًا بمثل هذه الوتيرة المتسارعة، يجب أن يكون ناقوس خطر. هل يقوم الإسلاميون الآن من مراقدهم وجحورهم ومضاجعهم؟
التاريخ يشهد بأن الإسلاميين إذا سيطروا على مقاليد الأمور فى دولة أو بلد انقلب أمرها رأسًا على عقب. دعك من الابتسامات الصفراء، والوعود الوهمية الزائفة. الفوضى تصاحب الإسلاميين أينما حلوا ورحلوا وارتحلوا. جرت العادة أن مناطق النزاعات تُعتبر بيئة خصبة للتنظيمات المتشددة والمتطرفة التى تستغل ضعف قبضة الدولة المركزية لتحقيق أهدافها ومآربها، وتحويلها إلى ساحات نفوذ خاصة بها.
تقارير صحفية عالمية رصدت تحركات على الأرض تشى بذلك. كتابات ومقالات للباحثين والمعنيين بالإسلام السياسى تحذر من عودة الكابوس، وإن عاد فعلًا، فسوف يعود لينتقم. الأمر لن ينتهى بما حدث فى سوريا وما سوف يصاحبه من تداعيات داخلية. هناك أحاديث أخرى عما يشهده السودان من انقسامات، وما يتردد عن استغلال جماعة الإخوان لها. البيئة السياسية المضطربة فى السودان وليبيا وغيرهما توفر مساحة لهذه الجماعات للتجنيد والتدريب وترقب ساعة الصفر.
الإسلام السياسى -سواء المعتدل أو المتطرف- يظل وفيًا لأيديولوجياته التى لا تعترف بالدولة الوطنية. ما فعله الإخوان فى مصر، وما كانت قياداتهم يرددونه يدعم هذا الطرح بقوة. لا تصدق من يزعم أفول جماعات الإسلام السياسي بلا عودة؛ لأنها قادرة على العودة فور ظهور الفوضى والانقسامات وضعف الأمن، فضلًا عن استعدادها -فى أى لحظة- لأن تكون مطيَّة فى يد الغرب ودول أخرى مثل: إيران، وليست “داعش” عن الذاكرة ببعيد!
“فيتو” تدق فى هذا الملف جرس إنذار لما قد يحدث فى القريب العاجل: احذروا عودة طيور الظلام، وانتفاضة جماعات الإسلام السياسي، وريمونتادا داعش وأخواتها.
اليوم دمشق وغدًا مصر.. جملة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى كتبها أعضاء وقادة بجماعة الإخوان الإرهابية، بعد هروب بشار الأسد من سوريا وسيطرة أحمد الشرع على الأراضى السورية.
بمجرد دخول أحمد الشرع وجماعته دمشق وهروب بشار الأسد ورجاله زادت المخاوف من عودة جماعات الإسلام السياسى للمنطقة مرة أخرى. فى هذه السطور يوضح قادة سابقون بتيارات الإسلام السياسى وخبراء مستقبل جماعات الإسلام السياسى. هل الفرصة أصبحت مواتية أمامهم للعودة من جديد؟
مختار نوح: الجولانى لن يستمر!
مختار نوح القيادى المنشق عن جماعة الإخوان يرى أن ما حدث فى سوريا لن يستمر طويلًا لأن أحمد الشرع وضع مع بدايته ملامح نهايته من خلال إعلان التعايش مع إسرائيل وإلغاء التجنيد الإجباري، وبالتالى هو يغير خط الدولة السورية بشكل كامل. وإذا كان مرسى استمر عامًا فإن الجولانى لن يستمر ٣ أسابيع بعد حلف اليمين، مؤكدًا أن تنظيم داعش والتنظيمات الأخرى المشابهة له لم تختفِ وإنما كانت متواجدة بالدول التى بها عدم استقرار سياسى وأمني، ولذلك يسعى الجولانى إلى تجميع هذه التنظيمات فى سوريا وهو ما بين ٥٠ إلى ١٠٠ ألف ومنحهم الجنسية السورية كمظلة للتنظيمات الإرهابية وهى محاولة لتكرار تجربة روسيا.
القاسمى: كل السيناريوهات محتملة
الدكتور صبرة القاسمى القيادى السابق بجماعة الجهاد والباحث فى شئون تيارات الإسلام السياسي، يرى أن التساؤل المطروح حاليًا حول عودة هيمنة التيارات الإسلامية السياسية فى سوريا، سؤال معقد يتطلب تحليلًا متعمقًا للوضع الحالى والسيناريوهات المستقبلية.
يقول القاسمي: الأحداث فى سوريا معقدة للغاية، وتأثيراتها على المنطقة بأكملها واسعة النطاق. عودة هيمنة تيارات الإسلام السياسى المتشددة هى أحد السيناريوهات المطروحة، ولكنها ليست الوحيدة.
وواصل حديثه قائلًا: أما عن المخاوف من عودة الإخوان الإرهابية للحياة السياسية من جديد، فالإخوان هى حركة إرهابية كبيرة لها حضور فى العديد من الدول العربية وتعد هى الأم والمفرخة لكل الجماعات الإرهابية وأكثرهم خطورة. عودة هذه الحركة الإرهابية إلى الحياة السياسية تثير مخاوف لدى الجميع، خاصةً فى ظل التوترات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، فإن عودة الإخوان الإرهابية تتوقف على العديد من العوامل، مثل: السياسات الحكومية ومدى تقبل الحكومات لعودة هذه الحركة والتى تمثل خطرًا كبيرًا عليها والتجارب التاريخية تثبت ذلك.
وتابع: فى حقيقة الأمر لا يوجد رابح واضح من عودة التيارات الإسلامية المتشددة إلى الساحة السياسية إلا بعض الدول الإقليمية ذات الأطماع المعروفة مثل الكيان الصهيونى والذى يبدو أنه على وفاق مع هذه الجماعات والذى يحدث بصورة مشينة. من ناحية، قد تستفيد هذه التيارات من حالة الفراغ السياسى والاجتماعى فى سوريا وتحاول التمدد بحسب عقيدتها.
ويسرد القاسمى رؤيته حول مستقبل جماعات الإسلام السياسى ويرى أنه يعتمد على العديد من العوامل، ولكن يمكن ذكر بعض السيناريوهات المحتملة من بينها:
التحول إلى تنظيمات مسلحة: قد تلجأ بعض هذه الجماعات إلى العنف المسلح لتحقيق أهدافها وذلك بزيادة وتنشيط اللجان الدعوية والشرعية لاستقطاب المزيد من العناصر للتنظيمات الإرهابية المختلفة داخل سوريا والإقليم والعالم أجمع.
المشاركة فى العملية السياسية: قد تحاول بعض هذه الجماعات المشاركة فى العملية السياسية لمحاولة تضليل المجتمع السورى والإقليمى والدولى وتبديل عباءتها ومن ثم محاولة السيطرة ومحاولة تصدير العنف والإرهاب لكامل المنطقة.
الاندماج فى المجتمع: قد تحاول بعض هذه الجماعات الاندماج فى المجتمع والتخلى عن أيديولوجيتها المتطرفة وهذا مستبعد فى ظل حملها للسلاح، فمن يحمل السلاح وتتلطخ يده بالدماء ليس من اليسير عليه أن يضع السلاح.
الاختفاء: قد تختفى بعض هذه الجماعات تدريجيًا بسبب ضعفها أو بسبب القمع الحكومي.
ختامًا، الوضع فى سوريا والمنطقة معقد ومتغير باستمرار، من الصعب التنبؤ بدقة بمستقبل التيارات الإسلامية السياسية، ولكن من الواضح أن هذه التيارات ستظل تلعب دورًا هامًا فى تشكيل المشهد السياسى فى المنطقة.
النجار: هذا هو متحور الإخوان!
أما الدكتور هشام النجار الباحث فى شؤون التيارات الإسلامية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام فيقول إن عودة الإسلام السياسى بعد الحدث السوري، ليست مفاجئة لكن احتاج الأمر عدة سنوات لإعادة التموقع وإحداث تبادل أدوار وتصعيد جناح مكان آخر وهو ما رصدناه قبل عامين فى ظاهرة جديدة ومختلفة تحت عنوان (الجهادية المحلية) وتتمثل فى إعداد تيار الإسلام السياسى المسلح ليحل مكان الإخوان ويتولى السلطة فى أكثر من منطقة ويحمى التجربة بسلاحه ليتلافى الخلل فى تجربة الإخوان التى أسقطتها ثورات شعبية. وهذا التيار المسلح هو عبارة عن تحور باتجاه المحلية من تنظيم القاعدة العالمي، حيث انقسم القاعدة الآن إلى قسمين أحدهما مركزى يعتنق الأفكار القديمة ويعمل لخدمة استراتيجية إيران ويقيم قادته بطهران، وآخر انفصل عنه ودشن تجارب حكم محلى بديلًا عن جماعة الإخوان ومدعومة أيضًا من دول آخرى تسعى لنيل رضا الغرب وأمريكا بتقديم خدمات فائقة للمخططات الغربية والإسرائيلية وعبر كبح جماح داعش ومكافحته وتفكيك وملاحقة المجموعات التى لا تزال تعتنق أدبيات الإرهاب العابر للحدود، فى مقابل نيل الاعتراف الأمريكى والدولى بسلطتها وحكمها وهو ما تحقق تدريجيًا فى سوريا بداية من التمركز فى شمال غرب سوريا عبر هيئة تحرير الشام وتدشين تجربة حكم محلى محمية بالسلاح وأخيرًا قبل التطورات الأخيرة من أوكرانيا حيث عقدت كييف صفقة مع أبو محمد الجولانى جرى بموجبها تدريب عناصر الهيئة على الأسلحة المتطورة والمسيرات وهو ما أحدث الفارق فى أداء الهيئة العسكرى أثناء الاستيلاء على المدن السورية الواحدة تلو الأخرى وصولًا إلى دمشق. إذن نحن بإزاء عملية تحور وتحول للقاعدة من العالمية إلى المحلية وعملية تبادل أدوار حيث يقوم القاعدة المتحور فى خدمة نفس الأطراف الإقليمية والمشاريع الدولية التى كانت توظف فى السابق جماعة الإخوان والتعويل الآن أن ينجح القاعدة المتحور فيما فشلت فيه جماعة الإخوان.
ويضيف: فيما يتعلق بالإخوان وفرضية عودتهم للحياة السياسية مجددًا هناك بالطبع صحوة داخل تيار الإسلام السياسى برمته ومن ضمنه جماعة الإخوان بعد نيل جرعة دعم معنوى كبيرة نتيجة التغيير الكبير الهائل فى سوريا. فالحدث السورى لحظة فارقة فى تاريخ هذا التيار ومن المستبعد أن يفوت فصيل منهم خاصة الإخوان الفرصة دون توظيفها ونيل مكاسب منها لا سيما أن الانتهازية جزء من عقيدتهم.
وواصل حديثه قائلًا: فيما يتعلق بالرابح من عودة هذه التيارات للساحة من جديد، فالرابح الأول بدون منازع هى إسرائيل.
نعيم: أفكار الشرع تتقاطع مع الإخوان
ويرى نبيل نعيم مؤسس جماعة الجهاد فى مصر أن ما حدث فى سوريا وسيطرة أحمد الشرع قائد تنظيم هيئة تحرير الشام على مقاليد الأمور سيغرى غيره من تنظيمات الإسلام السياسى للسير على نفس النهج.
ويؤكد نعيم أن تحالف هيئة تحرير الشام مع داعش أو القاعدة أمر مستبعد لأنهم مرفوضون اجتماعيًا، فضلًا عن أن أفكار الشرع أقرب لأفكار الإخوان المسلمين. لكن فى كل الأحوال، هذه التنظيمات الإسلامية لم تنتهِ، فطوال السنوات الماضية كانوا كامنين فى العراق وسوريا وليبيا ومناطق القرن الإفريقي.
وواصل حديثه قائلًا: لا توجد مخاوف من عودة جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر بعد نجاح تصفية قياداتها ووفاة معظم عناصرها وتحول البعض الآخر إلى صراعات داخلية على الزعامة، فضلًا عن أن المواطن المصرى أصبح يرفضهم، لكن ممكن تواجدهم فى سوريا مع الشرع.
وتابع: الرابح من عودة تيارات الإسلام السياسى هو التيارات نفسها لأنها تعتبر الدولة غنيمة وفقًا لفكر سيد قطب، وأن أهالى الدولة درجة ثانية وفقًا للاستعلاء الإيمانى الذى وضعه سيد قطب فى فكر هذه الجماعات. كل هذه الشواهد تقول إن مستقبل جماعات الإسلام السياسى سينتهى لأن الناس ليس لديهم استعداد لتجربة الماضي، فضلًا عن أن هذه الجماعات يستخدمها الغرب لتحقيق أهداف محددة ثم ينقلب عليهم للتخلص منهم، وخير شاهد تجربة تنظيم القاعدة.
شعبان: استنساخ داعش
بدوره، أوضح المهندس أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكى المصرى أن ما حدث فى سوريا على المستوى السريع أو القصير سيدعم عودة الإسلام السياسى وسيطرته، وسيكون تأثيره واضحًا فى دعم تيارات الإرهاب المتأسلم وتحفيزها على العمل حتى فى الساحات التى انسحبت منها.
وأشار شعبان: رأينا هذا فى أمرين، الأول: النية المبيتة للجولانى بأن يصبح رئيسًا لسوريا بعد رحيل الأسد، والنقطة الثانية هى إعلانه باتخاذ خطوات لحل الميليشيات الموجودة وبناء جيش موحد تحت سيطرته، وهذا يعنى أن هذه الجماعات التى هى بالعشرات لن تقبل بتسليم السلاح وتتحول إلى عساكر فى جيش الجولانى وبالتالى انفجار الصراعات الداخلية على الهيمنة مؤكدة.
وأوضح شعبان: أن تنظيم داعش أضعف خلال الفترة الماضية وأعتقد أنه سيعاد استنساخه مرة أخرى وضخ دماء فى عروقه نظرًا لأن له دورا كبيرا للغاية فى مشروع الشرق الأوسط الجديد وإسرائيل الكبرى ودوره ما زال محتفظا.
وأضاف شعبان: أعتقد أن تنظيم داعش صناعة أمريكية وأداة وظيفية لعب أدوارا فى أوقات وبعد أن يؤدى دوره المطلوب يختفى ولكنه موجود وتحت أمر القيادة الأمريكية فى أى لحظة.
وتابع رئيس الحزب الاشتراكي، أن الغرب لم يفقد علاقته بهذه التنظيمات على أى مستوى متسائلًا “هل وقعت حادثة إرهابية فى بريطانيا؟” بالطبع لا نظرًا لأنها احتضنت هذه الجماعات ومنها جماعة الإخوان منذ تأسيسها وبريطانيا تحتضنها وبعدها سلمت نفوذها لأمريكا وأصبحت أمريكا هى التى تسيطر على هذا المجال ولديها أجهزة استخبارات ضخمة للغاية.
وأشار شعبان: إلى أن الجماعات الإرهابية لعبت أدوارا عديدة منها تحطيم نظام صدام حسين أيضًا فى العراق وفى ليبيا تحطيم نظام القذافى وأيضًا دورها فى نظام الأسد ولولا هبّة الشعب المصرى فى ٢٠١٣ لكانوا أساءوا الأمور وأعتقد أنه من الصعب حاليًا إجراء مصالحة مع الإخوان وهى متبنية ما حدث فى سوريا.
واستكمل شعبان: الأوضاع فى سوريا لن تستقر وهى فى سبيلها إلى التقسيم وهى بالفعل تقسمت حاليًا جزء أمريكى وإسرائيلى وجزء إخوانى وفى رأيى أن الإسلام السياسى بوجه عام على المستوى السريع القريب أعيد إحياؤه بعدما كان تلقى ضربة قاصمة بهزيمته فى مصر ولكن اليوم أعتقد أنه أعيد للحياة وحصل على دماء للحركة ولكن أعتقد أنه خلال شهور قريبة ستنفجر الخلافات والصراعات نظرًا لأن السلطة مغرية للغاية وهم ليسوا مؤهلين لها على أى مستوى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا