رئيس التحرير
عصام كامل

حميدتى يتحالف مع طيور الظلام، تحذيرات من استدعاء الدعم السريع للتنظيمات المتطرفة بدول الجوار، دقلو يحرض ضد الجيش لجذب داعش وحركة الشباب إلى الخرطوم

قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع

في تطور خطير للأوضاع في السودان، زعمت لجنة المقاومة في مدينة ود مدني أن 31 شخصًا قُتلوا في غارة جوية نفذها الجيش السوداني على مسجد "الشيخ الجيلي" في حي الامتداد الغربي بعد صلاة العشاء.

حادث مسجد الشيخ الجيلي يهدف للتحريض ضد الجيش السوادني

الحادث، الذي وقع الأحد الماضي، يعتبره سياسيون ومراقبون من بين الأحداث التي قد تستغل من قبل التنظيمات الإرهابية مثل داعش وحركة الشباب الصومالية للتحريض ضد الجيش السوداني واتهامه بمحاربة الإسلام.

البيئة غير المستقرة في السودان تعزز احتمالات عودة نشاط الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، التي لطالما اعتبرت السودان ملاذا آمنا، خاصة أن خلال تسعينيات القرن الماضي، كان السودان ملجأ لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، حيث استقر في السودان من 1991 إلى 1996، ما ساهم في تأسيس جذور فكرية وتنظيمية لهذه الجماعات حتى بعد مغادرته البلاد.

في الآونة الأخيرة، وتحديدا مع تفاقم الصراع بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع، تستغل الأوضاع من قبل هذه الجماعات لزيادة نشاطها، خاصة مع وجود حدود مفتوحة تربط السودان بدول تعاني من نشاط الجماعات الإرهابية مثل تشاد، ليبيا، والقرن الإفريقي.

 

أهداف الإرهاب في السودان

مع تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، تنشط التنظيمات الإرهابية في محاولة للسيطرة على مواقع جغرافية، لا سيما المناطق الغنية بالموارد الطبيعية مثل الذهب. 

هذه الجماعات تسعى إلى استغلال الفوضى لتأسيس خلايا جديدة أو إعادة إحياء خلايا قديمة، وتشير التقارير إلى أن عشرات السودانيين التحقوا بتنظيم داعش في العراق وسوريا، ما يؤكد وجود قاعدة دعم محتملة لهذه الجماعات داخل البلاد.

وأشار مراقبون إضافة إلى ذلك، إلى أن الصراع المستمر في السودان يثير مخاوف من هجرة عكسية لمقاتلين من تنظيمات متطرفة خارج السودان، مثل اليمن وليبيا، إلى الداخل السوداني. هذه الهجرة العكسية تزيد من احتمالية تشكل خلايا إرهابية جديدة يصعب على الأجهزة الأمنية تعقبها.

 

الدور الإقليمي والدولي فى السودان

السودان يُعتبر نقطة محورية لتمدد الإرهاب في إفريقيا، مع وجود جماعات مثل بوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال، وتنظيمات داعش والقاعدة في شمال أفريقيا. 

وانتشار هذه الجماعات في ظل الصراع السوداني  يشكل تهديدًا أمنيًا للدول المجاورة مثل مصر وليبيا وحتى لأوروبا، حيث قد تستخدم السودان كقاعدة لتنسيق وتخطيط هجمات إرهابية على مستوى عالمي.

في ظل هذه المخاطر، فإن الجهود الدولية مطلوبة بشكل عاجل احتواء الوضع في السودان قبل أن يتحول إلى مركز جديد للإرهاب يشبه أفغانستان.

هل تستدعي قوات الدعم السريع التنظيمات الإرهابية؟ 

ميلشيا الدعم السريع بعد الهزائم المتلاحقة التي ألمت بها خلال الفترة الماضية، قد تستعين بالتنظيمات الإرهابية لتحقيق انتصارات شكلية والحفاظ على صورتها، خاصة أنها تعد بمثابة القوة المحركة لعناصر عدم الاستقرار في البلاد. حيث تسببت تحركاتها غير المنضبطة، خاصة في المناطق الحدودية، في خلق فراغات أمنية تم استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية. فبينما كانت تلك القوات تركز على الصراعات الداخلية والقمع المحلي، أفسحت المجال لنمو الجماعات الإرهابية واستغلال التوترات الطائفية والعرقية.

وبفعل الفوضى السياسية والأمنية التي أوجدتها قوات الدعم السريع في العديد من المناطق، تمكنت الجماعات الإرهابية من الاستفادة من تلك الحالة وتوسيع نفوذها، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي تفتقر إلى الرقابة الأمنية الكافية.

الارتباط المباشر بين الدعم السريع والجماعات الإرهابية

الشكوك حول ارتباط بعض عناصر ميلشيا  الدعم السريع بالجماعات الإرهابية لم تعد خافية. فالتقارير المتعددة تشير إلى وجود اتصالات بين بعض قيادات هذه القوات وبين التنظيمات المتطرفة التي تنشط في إفريقيا ومنطقة الساحل. 

كما أن هناك دلائل تشير إلى أن بعض العمليات التي تقوم بها الدعم السريع، تسهم بشكل غير مباشر في تمويل تلك الجماعات، سواء عن طريق عمليات تهريب الأسلحة أو غيرها من النشاطات غير المشروعة.

هذا الارتباط، سواء كان عن طريق الدعم اللوجستي أو التواطؤ المباشر، يعقد المشهد الأمني في السودان، ويجعل من الصعب استعادة السيطرة الكاملة على الأوضاع. إذ أن تفكيك هذا التحالف المظلم بين قوات الدعم السريع والجماعات الإرهابية يتطلب جهودا متكاملة على المستويين المحلي والدولي.

ميليشيا الدعم السريع وزعزعة الاستقرار الإقليمي

لم تقتصر تداعيات وجود ميليشيا الدعم السريع على السودان فقط، بل تجاوزت الحدود الوطنية لتؤثر على الأمن الإقليمي. بحسب خبراء فقد أسهمت تحركاتها العشوائية وعملياتها العسكرية في تشريد مئات الآلاف من السكان، ما أدى إلى تدفقات هائلة من اللاجئين إلى الدول المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان. كما أن تفاقم الوضع الأمني في السودان أعطى دفعة للجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل الإفريقي، مما أدى إلى تصاعد الهجمات الإرهابية في العديد من دول المنطقة.

هذا التأثير الإقليمي يعكس بوضوح كيف أن زعزعة الاستقرار في السودان ليست مسألة داخلية فحسب، بل هي أزمة تمتد آثارها إلى ما وراء الحدود. وكلما استمر الوضع الأمني في السودان على ما هو عليه، فإن المنطقة بأسرها ستظل عرضة للتأثر بالنشاط الإرهابي المتزايد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية