أسماء سورة المجادلة وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها
سورة «المجادلة»، جاء افتتاح السورة في المرأة التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في شأن زوجها وسورة المجادلة هي السورة 58 في ترتيب المصحف، أما ترتيب سورة المجادلة في النزول فكان بعد سورة «المنافقون»، وقبل سورة «التحريم» وهي من السور المدنية الخالصة، وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة المجادلة وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها.
أسماء سورة المجادلة
سميت هذه السورة في كتب التفسير وفي المصاحف وكتب السنة ( سورة المجادلة ) بكسر الدال أو بفتحه.
وتسمى (سورة قد سمع) وهذا الاسم مشتهر في الكتاتيب في تونس ، وسميت في مصحف أبي بن كعب (سورة الظهار).
سبب تسمية سورة المجادلة بهذا الاسم
سميت سورة المجادلة بهذا الاسم، لأنها نزلت بشأن المرأة التي جاءت تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجادله،
فضائل سورة المجادلة
أنها من سور المفصل الذي أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نافلة ففضل به على سائر الأنبياء.
واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال... وفضلت بالمفصل".
ومما انفردت به هذه السورة تكرير الاسم الأعظم الجامع في قصة (المجادلة) وجميع السورة، تكريرًا لم يكن في سواها، بحيث لم تخل منه آية، وأما الآيات التي تكرر في كل منها مرتين أو أكثر، فكثيرة.
سبب نزول سورة المجادلة؟
ورد للعديد من آيات سورة المجادلة أسباب نزول، ومن هذه الآيات ما يأتي:
سبب نزول قوله -تعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّـهِ)؛ نزلت هذه الآية الكريمة والآيات الثلاث التي تليها
نزلت في خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت، فقد جاءت خولة تشتكي لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما فعل زوجها، حيث دخل عليها فكلّمها في أمرٍ ما فرّدت عليه وغضب منها فقال لها: أنت عليّ كظهر أمي، ثمّ عاد مرّة أخرى وأراد منها ما يريد الرجل من امرأته، فرفضت ذلك وذهبت إلى رسول الله تستفتيه فنزلت هذه الآيات التي تنهى عن الظهار وتُبيّن كفارته؛ وهي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا.
المرأة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات
ومما روي في شأن خولة رضي الله عنها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين وكان راكبًا على حمار، فاستوقفته خولة طويلًا ووعظته. وقالت له: “يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشي الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب.”
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه واقف أمامها، يسمع كلامها في إمعان وقد أحنى رأسه مصغيًا إليها … وقد كان برفقته أحد مرافقيه وهو جارود العبدي، فلم يستطع صبرًا لما قال خولة لأمير المؤمنين فقال لها في غضب: “قد أكثرت أيتها المرأة العجوز على أمير المؤمنين”. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “دعها … أما تعرفها؟ هذه خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات وعمر أحق والله أن يسمع لها..”
سبب نزول قوله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ)؛
نزلت هذه الآية في يهود المدينة الذين كانوا يأتون إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيُسلّمون عليه بقولهم "السام عليك" بدلًا من السلام عليك، وكانوا يقولون في أنفسهم "لولا يعذّبنا الله بما نقول" فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يردّ عليهم بقوله وعليكم، ويأمر أصحابه بهذا، ومعنى قولهم "السام عليك" أي؛ الموت.
سبب نزول قوله -تعالى-: (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)؛
نزلت هذه الآية الكريمة ناسخة للآية التي أمرت بوجوب تقديم الصدقة قبل سؤال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لأنّهم أكثروا على رسول الله وشقّ عليه إجابتهم كلّهم، فكان تقديم الصدقة بمثابة التنظيم لتلك الأسئلة الكثيرة، ثمّ نزل التخفيف الإلهي والرحمة بالمؤمنين المقتضي إلغاء وجوب تقديم الصدقة.
سبب نزول قوله -تعالى-: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)؛
نزلت هذه الآية الكريمة في الصحابة -رضوان الله عليهم- الذين تركوا مودّة أهلهم وذويهم من المشركين والكفّار، وقاتلوهم وعادوهم عندما أظهر هؤلاء كفرهم ومعاداتهم للإسلام وأهله ومحاربتهم لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، ومن هؤلاء الصحابة الكرام أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- الذي اشتدّ على أبيه عندما سبّ رسول الله أمامه، وأراد مبارزة ابنه في معركة بدر ولكنّ رسول الله نهاه عن ذلك، وأبي عبيدة بن الجرّاح الذي قتل والده في معركة أحد، وآخرين غيرهم.
موضوعات سورة المجادلة
1- الحديثُ عن المرأةِ الَّتي جادَلَت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شأنِ زَوْجِها، وبيانُ حُكمِ الظِّهارِ وكَفَّارتِه.
2- ذِكرُ الَّذين يُحادُّونَ اللهَ ورَسولَه، وبيانُ سُوءِ عاقبتِهم.
3- تقريرُ سَعةِ عِلمِ اللهِ تعالى، وأنَّه لا يخفَى عليه شَيءٌ.
4- الكلامُ عن التَّناجي وما كان يَتناجى به أعداءُ الإسلامِ ويُحَيُّونَ به الرَّسولَ، وما يَنبغي أن يكونَ عليه تناجي المؤمِنينَ، وذِكرُ ما كان اللهُ تعالى شَرَعه للمؤمِنينَ قبْلَ مناجاتِهم للرَّسولِ.
5- بيانُ بَعضِ آدابِ المجالِسِ.
6- ذِكرُ بَعضِ صِفاتِ المنافِقينَ، ومُوالاتِهم لليَهودِ، وحَلِفِهم على الكَذِبِ، ونِسْيانِهم ذِكرَ اللهِ، وبيانُ سُوءِ عاقبتِهم.
7- خُتِمَت السُّورةُ بالثَّناءِ على المؤمِنينَ، وبيانِ صِفاتِهم الكريمةِ، وحُسْنِ عاقبتِهم.
مقاصد سورة المجادلة
* الحكم في قضية مظاهرة أوس بن الصامت من زوجه خولة، وبيان حكم ظهار الرجل من امرأته، بأن يقول لها -مثلًا-: أنت عليَّ كظهر أمي.
* إبطال ما كان في الجاهلية من تحريم المرأة إذا ظاهر منها زوجها، وأن عملهم مخالف لما أراده الله سبحانه، وأنه من أوهامهم وزورهم التي كبَّتهم الله بإبطالها.
* الإعلام بإيقاع البأس الشديد، الذي أشارت إليه سورة الحديد بمن حاد الله ورسوله؛ لما له سبحانه من تمام العلم، اللازم عنه تمام القدرة، اللازم عنه الإحاطة بجميع صفات الكمال.
* أن الله تعالى يعلم جميع ما في السماوات والأرض، ومن ذلك أنه يعلم السر والنجوى، وبيان مصير الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول صلي الله عليه وسلم.
* بيان ضلالات المنافقين ومنها مناجاتهم بمرأى المؤمنين ليغيظوهم ويحزنوهم، ومنها موالاتهم اليهود، وحلفهم على الكذب.
* بيان آداب مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم. وشرع التصدق قبل مناجاته صلى الله عليه وسلم، وأن على المؤمنين إذا قيل لهم: تفسحوا في المجالس أن يتفسحوا.
* الثناء على المؤمنين في مجافاتهم اليهود والمشركين، وأن الذين يتولون قومًا معادين الإسلام أعد الله لهم عذابًا مهينًا.
* أن الله تعالى قضى بأن يغلب هو ورسله جميع أعداء الدين، وأن الله ورسوله وحزبهما هم الغالبون.
* أن من يتركون مودة من يحادون الله ورسوله -ولو كانوا أقاربهم- أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه، وأنهم سيدخلون جنات تجري من تحتها الأنهار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا