أسماء سورة الفاتحة وسبب التسمية وفضائلها
سورة الفاتحة هي السورة التي يفتتح بها القرآن الكريم، وكذلك فإن سورة الفاتحة هي السورة التي تفتتح بها الصلاة، لما لها من فضل عظيم، ولذلك يستحب أن يفتتح بها الدعاء، لأن سورة الفاتحة ستكون سببًا في استجابة الدعاء بفضل الله سبحانه وتعالى، حيث إن أعظم دعاء بها، وتشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء؛ بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّ سورة الفاتحة تشتمل على آداب الدعاء؛ والكثير من الأحكام الأخرى وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة الفاتحة وسبب التسمية وفضائلها
سبب نزول سورة الفاتحة
يتلخص سبب نزول سورة الفاتحة في حادثة وقعت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل، فيقول فيها أبو ميسرة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه: يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق هاربًا، فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد، فقال:لبيك، قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: قل: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب، وهذا قول علي بن أبي طالب.
أسماء سورة الفاتحة وسبب التسمية
لسورة الفاتحة أسماء كثيرة ذكرها العلماء في كتبهم منهم الإمام الرازي والقرطبي والسيوطي وغيرهم، حيث تدل كثرة الأسماء على شرف المُسمَّى ومكانته. والفاتحة في اللغة: مشتقة من الفتح وهو نقيض الإغلاق، وفاتحة الشيء أوله.
فاتحة الكتاب: رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي: «أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد». وسميت بذلك: لأنه يفتتح بها في المصحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل: لأنها أول سورة نزلت من السماء، وقيل: لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ، وقيل: لأن الحمد فاتحة كل كلام.
السبع المثاني: قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ٨٧﴾ [الحجر:87]، وعن أبي بن كعب أنه قرأ على النبي أم القرآن فقال رسول الله: «والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».
وسبب تسميتها بالسبع: فلأنها سبع آيات. أما سبب تسميتها بالمثاني فهناك عدة وجوه: فقيل لأنها مستثناة من سائر الكتب السماوية، وقيل لأنها تُقرأ في الصلاة ثم إنها تثنى بسورة أخرى، وقيل لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل لأن الله أنزلها مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة،
وقيل لأنها كلما قرأ العبد منها آية ثناه الله بالإخبار عن فعله، وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المثاني وبلاغة المعاني، وقيل لأنها استُثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذُخرًا لها.
أمّ القرآن أو أمّ الكتاب: روى أبو هريرة عن النبي قال: «من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج – ثلاثًا – غير تمام».
ويعود سبب تسميتها إلى: أن أم الشيء أصله، وهذه السورة اشتملت على هذه الأمور الأربعة، ولهذا لقبت بأم القرآن لاشتمالها على الأمور الأربعة، فهي أصل القرآن.
رُوي عن أبي بكر بن دريد أنه قال: «الأم في كلام العرب الراية التي ينصبها العسكر، فسميت السورة بأم القرآن لأن مفزع أهل الإيمان إلى هذه السورة كما أن مفزع العسكر إلى الراية».
أما اسم أم الكتاب، ففي هذا الاسم خلاف، فجوزه الجمهور، وكرهه أنس بن مالك والحسن البصري ومحمد بن سيرين، واستدل أنس وابن سيرين على أن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ، فيما قال الحسن البصري: أم الكتاب الحلال والحرام.
القرآن العظيم: جاء عن الرسول أنه قال: «هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته». سميت بذلك: لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله تعالى بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم.
أما الأسماء الاجتهادية للسورة فمنها:
سورة الحمد: سميت بذلك لأن أولها لفظ الحمد.
والوافية: فقد كان سفيان بن عيينة يسميها بهذا الاسم، قال الثعلبي: «وتفسيرها أنها لا تقبل التنصيف، ألا ترى أن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في ركعة أخرى لجاز، وهذا التنصيف غير جائز في هذه السورة».
الكافية: سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها، وأما غيرها فلا يكفي عنها، روى عبادة بن الصامت عن الرسول قال: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها عوضًا منها».
الصَّلاة: روى أبو هريرة عن الرسول قوله: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين». والمراد هذه السورة. وقيل: لأنها من لوازمها، فهو من باب تسمية الشيء باسم لازمه. وقيل: لأن الصلاة لا تصح إلا بها.
سورة الدعاء: لاشتمالها على قوله تعالى: اهدَِنا الصراط المسَتقِيم.
والسؤال: روى أبو سعيد الخدري أن الرسول قال: «يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين».
والأساس: وفي سبب تسميتها بذلك وجوه: أنها أول سورة من القرآن الكريم فهي كالأساس. وأنها مشتملة على أشرف المطالب وذلك هو الأساس.
الشُّكر: وذلك لأنها ثناء على الله بالفضل والكرم والإحسان.
الشّفاء: لأنها إذا قرئت على المريض فإنها تشفيه بأمر الله. والرقية: روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله قال للرجل الذي رقى سيد الحي: «وما كان يدريه أنها رقية، اقسموا واضربوا لي بسهم».
المناجاة: لأن العبد يناجى فيها ربه بقوله: ﴿إِياك نَعبد وإِياك نسَتعِين﴾.
وسورة تعليم المسألة: قيل: لأن فيها آداب السؤال لأنها بدئت بالثناء قبله. وسورة التفويض: لاشتمالها على التفويض في قوله: ﴿إِياك نعبد وإِياك نسَتعِين﴾.
سورة الكنز: سميت بذلك لأنها تشتمل على كنوز عظيمة من العلوم والمعاني، ذكر هذا الاسم الزمخشري في تفسيره.
سورة النُّور: لظهورها بكثرة استعمالها أو لتنويرها القلوب لجلالة قدرها، أو لأنها لما اشتملت عليه من المعاني عبارة عن النور بمعنى القرآن.
أما الأسماء الخمسة والعشرين التي أوردها جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، فهي: الفاتحة، فاتحة الكتاب، أم الكتاب، أم القرآن، القرآن العظيم، السبع المثاني، الوافية، الكنز، الكافية، الأساس، النور، سورة الحمد، سورة الشكر، سورة الحمد الأولى، سورة الحمد القصرى، الرُّقية، الشفاء، الشافية، سورة الصلاة، اللازمة، سورة الدعاء، سورة السؤال، سورة تعليم المسألة، سورة المناجاة، سورة التفويض.
فضل ســورة الفاتحــة
سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن، وأفضلها، بل هي أفضل سورة في القرآن، ومما يدل على فضلها:
1- قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87].
2- ما رواه البخاري وغيره عن أبي سعيد بن المعلى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لَأُعلِّمَنَّك أعظَمَ سورةٍ في القرآن))، قال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أُوتيتُه).
وفي بعض روايات حديث أُبيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أُنزِلَ في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن مِثلُها، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أُوتيتُه".
3- ما رواه مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فُتِح اليوم، لم يُفتَحْ قط إلا اليوم، فنزَلَ منه ملَكٌ، فقال: هذا ملَك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم، وقال: أَبْشِرْ بنورينِ أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تَقرَأَ بحرف منهما إلا أُعطيتَه".
4- ما رواه البخاري ومسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاةَ لمن لم يَقرَأْ بفاتحة الكتاب).وغيره من الأحاديث الدالة على وجوب قراءة الفاتحة، وأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها، مما يدلُّ على فضلها.
5- ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل صلاة لا يُقرَأُ فيها بأم القرآن، فهي خِداجٌ - ثلاثًا - غير تمام).
وكذا ما جاء من الأحاديث في معناه الدالة على أن من صلَّى صلاة لا يقرأ فيها بالفاتحة فصلاتُه ناقصة غير تامة، أو أنها غير مُجْزِئة، فهذا أيضًا يدل على فضلها.
6- ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: قسَمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل...)) الحديث.
فقد سمَّى الله تعالى الفاتحة الصلاة، وقسمها بينه وبين عبده، فأولُها حمد وثناء وتمجيد للرب، وآخرُها للعبد دعاء ومسألة، وكلُّ هذا يدل على عِظَمِها وفضلها.
7- ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كانوا يفتتحون الصلاة - وفي بعض الروايات: يفتتحون القراءة - بـ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾".
8- ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾".
9- ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة اللديغ، وأن رجلًا منهم رقَاهُ بأمِّ الكتاب، وفي بعض الروايات: "فقام الرجل كأنما أنشط من عِقال".
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وما يُدرِيهِ أنها رُقْية، اقسِموا واضربوا لي بسهم).
وفي حديث خارجة عن عمِّه: "أنه مر بقوم فأتَوْهُ برجُل معتوهٍ في القيود، فرَقَاهُ بأم القرآن"، وذكر نحوه.فأثرُها في إبراء المريض يدل على عظمها وفضلها؛ ولهذا سماها الرسول صلى الله عليه وسلم بالرُّقْية.
10- وعن عبدالله بن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أُخبِرُك بخير سورة في القرآن؟))، قلت: بلى يا رسول الله، قال: (اقرأ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ حتى تختمها).
11- ومما يدل على عِظَم سورة الفاتحة وفضلِها: اشتمالُها على معاني القرآن كلِّه، من حمد الله والثناء عليه وتمجيده، وأنواع توحيده، وإثبات الرسالات والبعث والجزاء، وذكر العامل وعمله، وأقسام الناس، وغير ذلك، وقد جاء مأثورًا عن الحسن البصري، رواه ابن ماجه وغيره: "أن الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب، جمع عِلمَها في الأربعة، وجمع عِلمَ الأربعة في القرآن، وجمع علم القرآن في المفصَّل، وجمع علم المفصَّل في أمِّ القرآن، وجمع علم أمِّ القرآن في هاتين الكلمتين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]".
وقد أخرج مسلم وغيره عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظَمُ؟)، قال: قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: (يا أبا المنذر، أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظمُ؟)، قال: قلتُ: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255]، قال: فضرب في صدري، وقال: (والله لِيَهْنِكَ العِلمُ أبا المنذر).
.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا