رئيس التحرير
عصام كامل

هل يصمد رغيف العيش أمام التحول للدعم النقدى.. المخابز تحذر من المساس به: "لعب بالنار".. ومخاوف من ارتفاع سعره

رغيف العيش
رغيف العيش

يعتبر ملف “رغيف الخبز” من الملفات الشائكة التى تتحاشى الحكومات التحرك بصدده وتتجنب رفع سعره، لحساسية الأمر لدى المواطنين على مر السنين باعتباره “قوت الغلابة”.

وعلى مر السنين، كان رغيف الخبز هو كلمة السر لاحتجاجات وغضب المصريين عند المساس به، وكانت انتفاضة الخبز هى الدليل الأبرز وهى انتفاضة شعبية قامت فى مصر فى 18-19 يناير 1977، على نظام الرئيس الأسبق أنور السادات فى جميع المدن الرئيسية تقريبًا بسبب مضاعفة أسعار مواد غذائية أساسية بينها الخبز، وتراجعت الحكومة عن قراراتها بسبب الغضب الشعبي.

وظل سعر رغيف الخبز مدعوما فى مصر بشكل ثابت خلال فترة سبعينيات القرن الماضى عند نصف قرش فقط حتى منتصف عام 1980، عندما قررت الحكومة زيادة سعره إلى قرش واحد.

وفى عام 1984 ونتيجة إصلاحات جديدة للحكومة، قامت برفع سعر رغيف الخبز المدعم إلى قرشين، واستقر عند هذا السعر حتى عام 1988 حينما قررت حكومة عاطف صدقى رئيس الوزراء آنذاك تحريك سعر رغيف الخبز إلى 5 قروش.

وعاد الهدوء والاستقرار إلى سعر رغيف الخبز المدعم فى مصر عند 5 قروش على مدار 36 عاما حتى وقتنا الحالي، رغم التضخم المتكرر والأزمات الاقتصادية التى تشهدها مصر نتيجة تأثرها بالأزمات الاقتصادية العالمية.

لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وعصفت بسعر رغيف الخبز، بقرار من مجلس الوزراء مايو الماضى بتحريك سعر رغيف الخبز إلى 20 قرشًا بدلًا من 5 قروش.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء حينها أنه لم يتم تحريك سعر الخبز المُدعم منذ أكثر من 30 سنة، وعلى مدار هذه الفترة تضاعف سعر الخبز على الدولة عشرات المرات تقريبًا، وبالتالى هذا الأمر حمّل الدولة أعباء مالية أصبحت مُتزايدة بصورة كبيرة جدًا، وبالتالى كان كل هدفنا مجرد تقليص هذا الدعم بصورة قليلة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن تكلفة رغيف الخبز على الدولة تبلغ نحو 125 قرشًا، ويتم بيعه بـ 5 قروش، وبالتالى، فالدولة تتحمل 120 قرشًا على كل رغيف، وهو ما يعنى أن الدولة تتحمل سنويًا 120 مليار جنيه على اعتبار أنه يتم إنتاج 100 مليار رغيف فى المتوسط سنويًا؛ ولذا كان من الضرورى اتخاذ قرار بتحريك سعر الخبز قليلًا لتقليص الدعم نسبيًا، الأمر الذى جعل مجلس الوزراء يتخذ قرارًا برفع سعر الخبز المدعم إلى 20 قرشًا.

ووفقًا لتصريحات رئيس مجلس الوزراء، فإن الدولة لا تزال تدعم كل رغيف خبز بـ 105 قروش، وهو ما يعنى أن الدولة ستتحمل 105 مليارات جنيه سنويًا، مشيرًا إلى أن كل ما تقوم به الحكومة فى هذا الشأن هو الترشيد قليلًا من حجم الدعم المُلقى على عاتق الخزانة العامة للدولة؛ من أجل ضمان استدامة تقديم الخدمة والدعم.

ويواجه رغيف الخبز تحديًا جديدًا الفترة المقبلة، عندما تبدأ الحكومة فى تنفيذ توجهها بشأن التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدي، حيث يشغل الرأى العام المصرى ما هو سعر رغيف الخبز بعد التحول إلى الدعم النقدي؟!

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد صرح أنه تمت إحالة ملف التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى إلى مجلس الحوار الوطني، بهدف وضع التصورات والاقتراحات المتعلقة بتطبيق هذه المنظومة.

وأن الحكومة فى انتظار المخرجات النهائية التى سيقدمها الحوار الوطنى بشأن الدعم النقدي، تمهيدًا لدراسة إمكانيات تطبيقه على أرض الواقع، وسيتم البدء فى تطبيق الرؤية أو الخطة بداية من العام المالى المقبل ولكن بشكل متدرج.

ويقول عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز، إن جلسات الحوار الوطنى لم تتطرق إلى سعر رغيف الخبز عند التحول إلى الدعم النقدي، وآخر مرحلة يمكن النظر إليها هو المساس بسعر رغيف الخبز، لأن الرغيف بالنسبة للمواطن المصرى يعنى “الحياة”.

وأضاف “غراب” أن الدولة ستكون حريصة على استمرار الوضع الحالي، حتى وإن قامت بتحريك أسعار سلع مدعمة أخرى، ولكن بعيدًا عن الخبز، سيكون آخر مرحلة يمكن التفكير فيها، خاصة أن رغيف الخبز السياحى حاليًا أقل سعر له جنيه ونصف الجنيه أو جنيهان، والاقتراب من رغيف الخبز المدعم “لعب بالنار”.

وكان الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية قد أكد أن توجه الوزارة خلال الفترة القادمة هو إعادة هيكلة منظومة الدعم بهدف تحقيق النفع لكافة المواطنين المستفيدين من منظومة الدعم وبمشاركة أصحاب كافة المنشآت التموينية بما فيها المطاحن والمخابز وبدالى التموين ومنافذ مشروع جمعيتى والتى تعمل جميعها فى خدمة المواطن المصرى صاحب الحق الأصيل فى هذه المنظومة.

واستمع الدكتور شريف فاروق وزير التموين إلى مطالب ومقترحات عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز، والتى تستهدف الحفاظ على كافة أطراف المنظومة بما فيها أصحاب المخابز بصفتهم مقدمى خدمات المواطنين أصحاب البطاقات التموينية وحصولهم على الخبز بجودة.

وقد تضمنت أهم المطالب والمقترحات التى تقدمت بها الشعبة العامة للمخابز تحسين جودة الدقيق لضمان إنتاج رغيف خبز مطابق للمواصفات، والتأكيد على شركات البطاقات الذكية بتحسين مستوى الخدمات الذكية المقدمة من جانبها بما يساهم فى انتظام عمل المنظومة بالسرعة والكفاءة المطلوبة لضمان تقديم الخدمة للمواطنين بكل سهولة ويسر.

هذا بالإضافة إلى تفعيل دور لجان التظلمات بمديريات التموين للنظر فى أى طلبات أو تظلمات يتقدم بها أصحاب المخابز.

وأكد وزير التموين أن هناك رقابة مشددة على كافة المطاحن فى القطاعين العام والخاص لضمان إنتاج دقيق مطابق للمواصفات ولكافة المعايير المعتمدة من أجل إنتاج رغيف خبز ذى جودة عالية مع أهمية المحافظة على الوزن والسعر المقرر.

ميزانية الخبز

من جانبه، قال خالد صبرى المتحدث الرسمى باسم شعبة المخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن أكثر من 63 مليون مواطن يستفيدون من منظومة دعم الخبز، والحكومة الآن تتجه إلى التحول إلى الدعم النقدي، وهو حصول المواطن على مبلغ مالى لشراء احتياجاته من السلع أو الخبز.

وأضاف أن دعم الحكومة بمثابة “صلة الرحم” بين المواطن وحكومته، و85% من الشعب يحتاج إلى رغيف الخبز لأنه أصبح بندًا “ثقيلا”، بعد ارتفاع أسعار الخبز السياحي، وفى حالة رفع الحكومة يدها عن دعم الخبز، ميزانية المواطن ستختلف تمامًا وستتضاعف، والمواطن لا يتحمل ذلك، فقد يستغنى عن اللحوم أو الدواجن، ولكن لا غنى عن رغيف العيش، فميزانية الخبز فى أسرة تتكون من 4 أفراد قد تصل إلى 40 أو 50 جنيها يوميا، وهو ما يمثل عبئا على المواطنين، مؤكدًا أن الدعم النقدى يجب أن يكون مشروطًا ويستخدم فقط فى شراء الخبز والسلع.

وحول تأثر قطاع المخابز عند تطبيق الدعم النقدى، قال “ صبرى “ إن قطاع المخابز لن يتأثر عند التحول إلى الدعم النقدي، لأنه قطاع منتج، ولا غنى للأسرة المصرية عن الخبز.

من جانبه، قال محمد عبدالجواد سكرتير عام الشعبة العامة للمخابز فى الاتحاد العام للغرف التجارية، إن الدعم النقدى لن يؤثر على صناعة الخبز، فلا بديل لرغيف الخبز، مضيفًا أنه يجب أن تكون قيمة الدعم النقدى تتناسب مع التضخم، وتكفى احتياجات المواطن من السلع والخبز، وتحديد بدقة الفئات المستحقة للدعم.

وأشار إلى أن البقال التموينى ومنافذ جمعيتي، سوف تتأثر بتطبيق الدعم النقدي، بينما قطاع المخابز لن يتأثر بالتحول إلى الدعم النقدي.

وأكد أنه فى حالة رفع الحكومة الدعم عن المخابز البلدية وخروجها من المنظومة التموينية، يمثل أمرا إيجابيا بالنسبة للمخابز، لأن مكاسب المخابز البلدية ستكون أكبر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية