د. عبد المنعم سعيد: سوريا على أرض الواقع 3 دول واليمن كذلك.. وليبيا مفتتة إلى قسمين.. والسودان ستنقسم إلى 90 دولة (حوار)
>> الصين دولة عظمى من نوع جديد وتلى أمريكا مباشرة ويمكن أن تكون بديلة لها
>> أمريكا لديها مصالح مع الشرق الأوسط وليست أطماعا
يرى الدكتور عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق والمفكر السياسى الكبير أن أمريكا ليس لديها أطماع فى منطقة الشرق الأوسط،
لافتا إلى أنها مصالح فقط،
كما شدد فى حوار مع «فيتو» على أن أمريكا حاضنة لإسرائيل، لأنهما حضارة واحدة وإسرائيل شريك صغير لها، مشيرا إلى أن الصين من الممكن أن تكون بديلا لأمريكا حال تراجعها وإن لم يكن قريبًا لكنها دولة عظمى من نوع جديد.. وإلى نص الحوار:
*هل الولايات المتحدة تشكل عبئا على العالم فى الوقت الحالى؟
الولايات المتحدة هى الدولة الكبرى فى العالم، أمريكا هى الدولة الوحيدة التى يوجد لديها 19 حاملة طائرات، والموازنة العسكرية لديها تساوى الخمس دول التى تليها، بما فيها الصين وروسيا وألمانيا وكل دول العالم،
مشكلة الولايات المتحدة ليست أنها عبئا على العالم أو غيره، إنما هى نتيجة أن لها نظام سياسى معين قائم على انتخابات، ولديها تغييرات فى الفكر الإستراتيجى، والفكر العام فى أوقات مختلفة، فهناك نوع من الذهول وعدم القدرة على الفهم..
بالتالى تظهر أمريكا كما لو كانت عبئا على العالم، لأنه لابد من التفكير فيها وفهمها، وكيف تجرى الانتخابات، وكيف جاء ترامب.. كل هذه الأمور، تتعب الغير، ويعتبر الغير أنها عبء عليه.
*أليست أمريكا هى حاضنة إسرائيل وتقف وراء تعاظم نفوذها بأساليب شتى؟
بالطبع أمريكا حاضنة إسرائيل لأنهما حضارة واحدة، الإسرائيليون مع الأمريكان وحدة عضوية كجزء من المعسكر الغربى، إسرائيل فى علاقتها بأمريكا مثل علاقة بلجيكا بأمريكا، إسرائيل دولة صغيرة لكنها مساهمة اقتصاديا وعلميا وفكريا وتكنولوجيا، هى شريك صغير مع أمريكا وعلاقة عضوية بين إسرائيل وأمريكا، وهى مثل علاقة أمريكا بباقى الدول الغربية، والحل الأوربى منذ وعد بلفور لإقامة دولة إسرائيل.
إسرائيل قائمة منذ 75 عاما، أمريكا لا تقدم لإسرائيل أمورا اقتصادية كثيرة، وخاصة أن أمريكا لديها كونجرس وغيره، ويرون الفائدة التى يحصلون عليها من إسرائيل، وإسرائيل ليست دولة عادية، بالمقارنة فى الناتج المحلى لديها، هى دولة متطورة، هناك نوع من العلاقة العضوية بين إسرائيل وأمريكا،
على سبيل المثال إسرائيل مثل ألاسكا ولاية فى أمريكا لكنها بعيدة عنها، أمريكا دولة عظمى مصالحها أكبر من إسرائيل، إسرائيل جزء من المصالح الأمريكية، لكن أمريكا دولة عظمى ولها مصالح أخرى وأنها دولة عالمية، العالم العربى سوق كبيرة للمنتجات الأمريكية سلاحا وغيره.
*ألا تلعب أمريكا دورا مهما فى جميع أزمات الشرق الأوسط بدءا من العراق وصولا إلى ليبيا؟
بالطبع أمريكا تلعب دورا مهما للغاية، هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تلعب دورا عالميا بهذا الشكل، معظم الصراعات الدولية يكون لأمريكا يد فيها، مثل حرب أوكرانيا على سبيل المثال، وأمريكا لم تنحج فى بعض الأحوال، استمروا 20 عاما فى أفغانستان ولم يغيروا شيئا وأنفقوا تريليونات الدولارات ولم يحققوا نجاحا هناك، ونفس الشيء أيضا فى العراق، فأمريكا لم تكن منتصرة دائما.
*ما طبيعة العلاقة التى تربط بين النظام الأمريكى والأنظمة العربية؟
علاقة دول بدول فيها توازن الفوائد المشتركة وتوازن التهديدات المشتركة، والأمر يتدخل فيه المرور بقناة السويس، والمضايق الدولية، نظرا لأن أمريكا تريد مرونة فى الحركة بمنطقة الشرق الأوسط، لديها غواصات نوووية تريد الدخول إلى البحر الأحمر، بالتالى لديها مصالح مع مصر، ولديها أيضا مصالح ذات طبيعة تجارية، وتريد أيضا استقرارا للرأسمالية الأمريكية الجبارة وتريد أسواقا، فهى تريد الحركة لها ولحلفائها أيضا مع اليابان مع أستراليا كل هؤلاء يريدون استقرارا إقليميا من أجل تشغيل التجارة والصناعة وخاصة مع المنتجات الجديدة، والمنافسة مع الصين أيضا.
*هل لا يزال للولايات المتحدة أطماع فى منطقة الشرق الأوسط؟
لا يوجد أطماع.. لديها مصالح مع منطقة الشرق الأوسط وليست أطماعا، بالطبع هى مصالح مع منطقة الشرق الأوسط، ونظرا لأنه لابد من المرور من هنا، وأيضا الشرق الأوسط مصدر لمشكلات كثيرة، هناك مشاكل بعيدة عن الجميع، وهناك فى سوريا، حوالى 600 ألف شخص قتلوا من بعد الربيع السورى، وعمليا سوريا 3 دول يسيطرون عليها، منطقة دمشق ومنطقة تحت سيطرة داعش وأخرى الأتراك، ومنطقة تحت سيطرة روسيا، وأيضا اليمن 3 دول الحكومة الشرعية وحكومة الحوثيين وحكومة اليمن الجنوبى، وليبيا بها قسمان شرق وغرب، والسودان ستكون 90 دولة، أمريكا لم تطلب التشابك داخل الدول نحن من ننادى عليهم!
*هل يمكن أن يتراجع الاقتصاد الأمريكى يوما، وتتكرر الأزمة الاقتصادية الأمريكية التى حدثت منذ عدة عقود؟
الأزمات الاقتصادية جزء من النظام الرأسمالي، العالم تزداد قدراته على التعامل مع الأزمات.. العالم خرج من أزمة 2008 بسرعة شديدة للغاية، على عكس أزمة الكساد الكبير فى عام 1929، حينها استمرت الأزمة حتى الحرب العالمية الثانية، وعمليا الحرب العالمية الثانية هى التى قضت على الكساد، خرجت أمريكا وغيرها من العالم من الكساد الكبير، فالنظام الرأسمالى يمكن أن يؤدى إلى أزمات لكن فى الأزمات حاليا تزداد القدرة الإنسانية مثلما حدث فى الكوفيد، وكان يمكن أن يؤدى إلى أزمة اقتصادية كبيرة لكن العالم تعلم كيف يتعامل مع الأزمات، لا أستبعد حدوث أزمة اقتصادية لأمريكا وخاصة أن السوق بطبيعته قلق وهناك عرض وطلب.
*ما هى بدائل الولايات المتحدة إذا أدركنا عالما بدون أمريكا؟
الصين هى التى تلى أمريكا مباشرة، ولا يوجد شىء بعد ذلك، الصين ممكن أن تكون بديلة لأمريكا لكن الصين دولة عظمى من نوع جديد، ليست مهتمة بموضوع الهيمنة، الصين كانت تسمى بالمملكة الوسطى، الصين هى الدولة الوحيدة التى أخذت من أمريكا “أبل” للتصنيع هناك، كل الشركات الكبرى تصنع هناك، ولكن ليس للصين تدخل فى الأزمات، الصين فيما عدا ما يهددها هى شخصيا، وبعض الأحلام حول موضوع تايوان.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا