الوحش الذي لايموت.. كيف يخطط داعش لإقامة دولته في سوريا بعد سقوط الأسد؟.. يعيد تشكيل نفوذه وتحالفاته بالمناطق الصحراوية.. يعتمد على الخلايا النائمة.. وينشئ شبكات تمويل ذاتية من تجارة المخدرات
لم يعرف العالم تنظيم أشد قسوة في العصور الحديثة من داعش والذي اعتقد الكثيرون أن سقوطه في سوريا والعراق يعني نهاية أسطورته، ولكن مع مرور الوقت، تبين أن التنظيم لم ينتهِ، بل يخطط لإعادة تشكيل نفسه وتوسيع نطاقه في المناطق التي تسيطر عليها الفوضى في الشرق الأوسط.
ومع سقوط نظام بشار الأسد، يبرز التساؤل عن كيفية استغلال داعش لهذه الفرصة لإقامة دولته المزعومة على الأراضي السورية، وهل انتهت القصة، أم أن التنظيم يخطط لمرحلة جديدة من الاستعداد للعودة ؟
موقف داعش الحالي في سوريا
وتعرض تنظيم داعش لعدد من الضربات القاسية وخاصة في السنوات الأخيرة، ومع ذلك لا يزال التنظيم يملك قدرة على إعادة ترتيب صفوفه في أماكن متعددة داخل سوريا والعراق، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى السيطرة المركزية، مثل البادية السورية.
ورغم التراجع العسكري الملحوظ في دير الزور والرقة، لكن تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في 2023 أشار إلى أن داعش لا يزال نشطًا في العمليات الإرهابية والمسلحة، ويعمل على إعادة بناء قوته عبر الخلايا النائمة".
ووفقًا لدراسة أخرى نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أظهرت بيانات استخباراتية أن داعش يُسجل نشاطًا متزايدًا في مناطق الحدود السورية - العراقية، وهي المناطق الصحراوية التي يصعب على القوى المحلية أو الخارجية السيطرة عليها، لتأسيس مناطق غير خاضعة للمراقبة الدولية يظل من خلالها قادرًا على تنفيذ عمليات إرهابية وتدريب مقاتلين جدد.
خريطة الفوضى، كيف يستغل داعش الفراغ الأمني في سوريا؟
عرف داعش كيف يستفيد من الفوضى العارمة في سوريا التي أعقبت الحرب الأهلية، إذ مع انهيار مؤسسات النظام السوري وضعف قوات المعارضة، كان التنظيم قادرًا على التأثير في المناطق التي تشهد صراعات بين الفصائل المسلحة المختلفة، مثل شمال شرق سوريا.
ورغم القضاء على دولة داعش، لكن وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة الصادر عام 2023، تزايدت الأنشطة الإرهابية، وأعاد داعش تنظيم صفوفه مستغلًا الفراغ الأمني لإقامة شبكات إمداد وتمويل"، وهذا الوضع يجعل من الصعب تنفيذ هزيمة نهائية للتنظيم في سوريا، خاصة مع بقاء التهديدات الأمنية وأسباب الصراع بين الفصائل السورية، وهو ما يفتح الباب أمام عودته مرة أخرى وبطريقة أكثر توحشًا، ولكن كيف يمكن حدوث ذلك ؟
تحالفات داعش، اللهو الخفي في الأزمة السورية
يتلاعب داعش في سوريا اليوم بالأوضاع الإقليمية والدولية، حيث يُعيد تشكيل تحالفاته بشكل مستمر بما يتماشى مع المصالح المتغيرة، وفي السنوات الماضية، استفاد التنظيم من بعض التحالفات مع جماعات جهادية أخرى مثل القاعدة وأيضًا جماعات متشددة داخل إيران، كانت تسعى إلى تحقيق توازن قوى مع الميليشيات الشيعية التابعة لها في المنطقة.
وتُظهر الوثائق المسربة أن داعش بدأ في البحث عن فرص للتحالف مع قوات أخرى قد تكون جزءًا من النظام أو فصائل المعارضة، لتحقيق هدفه في السيطرة على مناطق جديدة، ويؤكد ذلك تقرير صادر عن التحالف الدولي ضد داعش الذي يؤكد أن التنظيم يواصل تعديل استراتيجياته بما يتماشى مع التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة.
ماذا يعني سقوط نظام الأسد لـ داعش ؟
يُعد سقوط الأسد نقطة تحول كبيرة بالنسبة لداعش، حيث أشار العديد من المحللين العسكريين إلى أن انهيار النظام السوري سيكون بمثابة فتح الباب للتنظيم من أجل إعادة إحياء مشروع دولة الخلافة الذي دمره التحالف الدولي خاصة حال تزايد الفراغ السياسي والعسكري في دمشق، أو اندلاع صراع بين القوى المحلية.
وتتنبأ دراسة أصدرتها مجموعة الأزمات الدولية بأن داعش قد يستخدم الظروف الناتجة عن انهيار الدولة السورية لإعلان مناطق جديدة تحت سيطرته، مما يعيد خلق الأرضية التي انطلق منها التنظيم في 2014، وبذلك يكون التنظيم مستعدًا لاستغلال غياب الحكم المركزي في سوريا لتعزيز نفوذه.
المقاتلون الأجانب.. ورقة داعش السحرية
واحدة من أبرز العوامل التي تساعد داعش في تحقيق طموحاته هو استمرار تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، يؤكد ذلك تقرير صادر عن «الإنتربول» في 2022، الذي كشف عن أن التنظيم لا يزال قادرًا على جذب أعداد كبيرة من المجندين الجدد من جميع أنحاء العالم، لا سيما من دول منطقة القوقاز، وبعض دول جنوب شرق آسيا.
ومع انهيار النظام السوري، يتوقع أن يشهد داعش زيادة في تدفق المقاتلين الذين سيتوجهون إلى سوريا للمشاركة في تأسيس الدولة الإسلامية الجديدة مع أول مؤشرات قد تظهر لذلك، وهؤلاء المقاتلون سيعززون من قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات عسكرية شديدة الدموية لاحتلال مناطق استراتيجية تسمح له بالعودة.
ويمكن القول أن داعش يمثل تهديدًا مستمرًا حتى بعد هزيمته منذ سنوات، إذ يعرف كيف يستفيد ليس فقط من انهيار المؤسسات المحلية وأنظمة الحكم، بل ومن التوترات الدولية، سواء بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين تركيا والأكراد، ويؤكد على ذلك وثائق الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن التنظيم الدموي يستفيد من التوترات بين القوى الدولية والإقليمية، ويستخدمها لصالحه في تحركاته العسكرية والتوسع في الأراضي السورية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا