ساعة الزعيم.. رسائل سياسية وعاطفية من معصم يد الملوك والرؤساء.. ماركات فضلها عبد الناصر والسادات ومبارك.. وقصص مثيرة عن الملك فاروق وترامب

دائما ما تلفت ساعات الزعماء والرؤساء الأنظار خلال ظهورهم أمام الكاميرات، وسط حالة من التساؤلات حول الأسباب التي دفعتهم لاختيار هذا النوع من الساعات لارتدائها خلال هذه المناسبة، حيث تشير إلى العديد من الأمور سواء التي تتعلق ببث رسائل معينة، أو استخدامها للحصول على مظهر وقيمة كبيرة أمام الحضور.

أكثر الإكسسوارات المفضلة لدى الزعماء

تعد الساعات واحدة من أكثر الاكسسوارات المفضلة لدى الزعماء، ما يجعلهم يقومون باختيارها بعناية كبيرة، لا ترتبط بالتطور التكنولوجي في هذه السلعة الشهيرة عالميا، ولكنها ترتبط بأمور سياسية أو شكل ومظهر محددين، حيث تختلف طريقة اختيارها ما بين الميل لإظهار الفخامة تارة، أو من الممكن ارتداء ساعات تشبه التي ترتديها عامة الشعب.

ومع اختلاف فئات وأنواع ساعات الزعماء والرؤساء، كشفت صحيفة "إندبندنت عربية" عن أكثر الاكسسوارات التي يفضل رؤساء الدول وزعماء العالم ارتداؤها، للحصول على حضور خاص في معاصم رموز الحكم في البلدان المختلفة، مما جعل شركات الساعات الفاخرة تتنافس لتقديم إصدارات حصرية وأخرى محدودة للغاية، مما جعل بعض شركات الاكسسواء الشهيرة تخصصت بتقديم منتجاتها للرؤساء والملوك فقط.

ومن بين مصممي الساعات الشهيرة من العلامات التجارية، تصدر شركة "رولكس" السويسرية قائمة الأكثر تفصيلا وانتشارا في أيدي الزعماء، في حين يلجأ بعض الرؤساء إلى ارتداء الساعات صاحبة الصناعة الوطنية لدعم منتجات بلدانهم، للقيام باستعراض جودتها وكفاءتها، ولم يرتدوا سوى ساعات تحمل ختم بلدانهم.

الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن أشهر من اقتنى الساعات

يعدّ الرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن (1809 - 1865) أشهر من اقتنى ساعات الجيب، وتعرض ساعته الذهبية في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي داخل العاصمة واشنطن، ويرجع تاريخ صناعتها إلى خمسينيات القرن الـ19، إذ جرى تنفيذها على أكثر من مرحلة في دول عدة بينها إنجلترا. 

في حين صنع غطاؤها الفاخر داخل الولايات المتحدة، وعلى رغم أنه عرف عن لينكولن الملقب بمحرر العبيد عدم ميله إلى التباهي واقتناء الأكسسوارات الثمينة، فإن الساعة بالنسبة إليه كانت رمزًا لمشواره الناجح كمحام.

الزعيم الروحي لإقليم التيبت الدالاي لاما

أما من أشهر من يحتفظون بساعة الجيب حتى الآن فهو الزعيم الروحي لإقليم التيبت الدالاي لاما، وبصورة معاكسة تماما لما عرف عن الراهب البوذي وجماعته في ما يتعلق بالتحرر من الممتلكات الاعتيادية، فإنه يمتلك ساعة فاخرة مصممة بصورة شديدة التعقيد من الماركة السويسرية العريقة "باتيك فيليب".

وتعد هذه الساعة من الأغلى في العالم، ولم يصنع منها سوى 15 قطعة فحسب، ويتراوح ثمنها ما بين 500 ألف (حوالى 524,575 دولار) إلى مليون يورو (نحو 1,049,070 دولار)، إذ باعت دار "سوذبيز" للمزادات نسخة مشابهة منها قبل 10 أعوام بما يقارب نصف مليون يورو.

وقصتها التي نشرتها عدة مواقع عالمية متخصصة في تتبع الساعات النادرة تعود إلى عام 1943، إذ أهداها إليه الرئيس الأمريكي حينها فرانكلين د. روزفلت وكان الدالاي لاما في الثامنة من عمره وقتها، في حين عرف عن روزفلت ولعه باقتناء الساعات المميزة ومن بينها ساعة "تيفاني أند كو" موديل "موفادو"، التي تحمل توقيع الدار الأمريكية التي تأسست عام 1837، إذ تلقاها روزفلت هدية عام 1945 وظهرت في يده خلال مؤتمرات عديدة وظلت معه حتى رحيله.

عرض ساعة ثمينة كان يرتديها الرئيس جمال عبدالناصر

وجرى الإعلان خلال الفترة الماضية عن عرض ساعة ثمينة كان يرتديها الرئيس  الراحل جمال عبدالناصر في جولاته المهمة مصنوعة من الذهب والمعادن الثمينة، وعُرفت منذ ستينيات القرن الماضي بساعة الرؤساء، إذ كانت متطورة للغاية حينها وتسمى ساعة "رولكس داي ديت" إذ تعرض الوقت والتاريخ أيضًا.

ومن المقرر أن تعرض دار سوذبيز الساعة في مزادها بنيويورك الأمريكية الذي يقام خلال السادس من ديسمبر الجاري، ومن المتوقع أن يصل سعرها إلى آلاف الدولارات، في حين أن ثمنها في عام 1963 وقت تصنيعها لم يتجاوز 700 دولار أمريكي، ووفقًا للمعلومات التي قدمها أحفاد الزعيم الراحل فإن الساعة نقش عليها التاريخ واسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إذ كان هو من أهداها لصديقه ناصر وقتها.

كذلك، ارتبط موديل الساعة نفسه باسم الرئيس الأمريكي جون أف كينيدي إذ تردد أن صديقته الممثلة مارلين مونرو أهدته نسخة مرصعة بالذهب الأصفر. كذلك اقتنى كينيدي ساعات عدة أخرى من "أوميجا" و"كارتييه"، والأخيرة أهدتها له زوجته جاكلين كينيدي.

ساعات الرؤساء التاريخية في المزادات

وتعد المزادات بصورة عامة هي المناسبات التي تظهر فيها الساعات التاريخية. ومن بين هذه الساعات ساعة "لوي أدميراس" التي صنعت لمصلحة شركة "بريغيه"، التي تحوي الأحرف الأولى للسلطان عثمان عبدالحميد الثاني وقدمت في السوق عام 1885. 

ساعة الملك فاروق من ماركة "باتيك فيليب"

وعرضت العام الماضي في أحد مزادات دبي ساعة تخص الملك فاروق من ماركة "باتيك فيليب" وبيعت بأكثر من 900 ألف دولار، ويعود تاريخها إلى عام 1941 حينما كلف الملك المصري بصناعتها بنقش خاص بتاج الملكية، إضافة إلى أول حرف من اسمه.

والماركة نفسها أيضًا فضلها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وظهرت إحدى ساعاته المصنوعة من الذهب الأبيض ويعود تاريخها لعام 1980 بأكثر من مزاد، كذلك فضلها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي وكانت نسخته تحمل عبارة "في الحاجة تكمن الحرية".

فيما بيعت قبل أشهر ساعة جيب أهديت لرئيس وزراء بريطانيا التاريخي الأشهر ونستون تشرشل وعليها إهداء يشير إلى أنها تعود إلى عام 1905، وفقًا لـ"سي إن إن"، كذلك كانت ساعة "باتيك فيليب" هي المفضلة لدى ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية.

وارتبطت ماركة "رولكس" السويسرية الشهيرة بالرئيس الأمريكي دوايت ديفيد أيزنهاور خلال خمسينيات القرن الماضي، إذ اكتسبت الماركة صيتا كبيرا بعد اعتماده لأكثر من موديل منها وبينها موديل "ديت جست"، وهو نفس ذوق ريتشارد نيكسون إذ تحظى "رولكس" بمكانة كبيرة لدى حكام الدول شرقا وغربا، فمثلًا كان الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يظهر مرتديا واحدة منها يبلغ سعرها نحو 10 آلاف دولار.

ساعة ترامب التاريخية

أما الرئيس المنتخب دونالد ترامب فهو يمتلك مجموعة كبيرة من الساعات، إذ ظهر خلال فترته الرئاسية الأولى أكثر من مرة مرتديًا ساعة تاريخية تعود إلى نهاية ستينيات القرن الماضي، مصنوعة من الذهب والفضة بقيمة مالية تقترب من 20 ألف دولار، ويفضل ترمب ارتداءها أثناء لعب الجولف.

ووفقًا لـ"Watches of Switzerland" فقد اشتراها ترامب من مزاد قبل ربع قرن، إذ كانت تعود للرئيس رونالد ريجان، فيما تصنف ساعة "رولكس"، "داي ديت"، بين الساعات التي يبدو ترامب مولعا باقتنائها ولديه مجموعة ساعات من ماركات متعددة فاخرة وغالية الثمن تتوافق مع طبيعة شخصيته الاستعراضية، وكونه أساسًا رجل أعمال ومستثمرًا ناجحًا.

ارتداء الساعات لتوجيه رسائل خاصة

وعلى ما يبدو أن تعدد مناصب جو بايدن السابقة جعله يقتني عديدًا من الساعات متفاوتة القيمة المالية والنوعية، فبخلاف ظهوره مرتديًا ساعة "أبل" لديه مجموعة متنوعة بعضها لا يتجاوز سعره 300 دولار مثل ساعة "سايكو"، وأخرى "رولكس" تصل إلى 13 ألف دولار وفقًا لـ"IFL Watches"، كما أن لديه ساعة "أوميجا" ذات خلفية سوداء يتجاوز سعرها 6 آلاف دولار، وأخرى من نفس الطراز يبلغ سعرها ثلاثة آلاف دولار.

واللافت أن بايدن اختار أن يرتدي خلال خطاب ترشحه للمنصب قبل نحو أربعة أعوام ساعته "سايكو" الأرخص ثمنا التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، في حين كان يحرص رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي على ارتداء تلك الماركة لدعم الصناعة الوطنية، إذ امتلك منها عدة إصدارات.

وعلى ما يبدو فإن اختيار الساعات هنا لا يعود فقط إلى مدى جاذبيتها ومناسبتها للملبس، سواء كانت ذات سوار معدني أو جلدي إنما للإشارات التي تبعثها، فالساعات الزهيدة الثمن كانت نهجًا معروفًا لبث رسالة من الزعماء لشعوبهم بأنهم معهم ومرتبطون بهم، فاختيار الساعة التي تشبه ما يرتديه الجمهور العام ويمكن لأي شخص اقتناؤها كانت ميزة تميز بها باراك أوباما حينما كان رئيسًا، إضافة إلى امتلاكه ساعات عدة من ماركات متنوعة بعضها مُهدى له من جهاز الخدمة السرية.

إلا أن أوباما اشتهر بساعة رياضية سعرها لا يتجاوز بضع مئات من الدولارات من ماركة "فايت بيت" وهي ساعة ذكية تتضمن برنامجًا لتحديد المواقع والرد على المكالمات والرسائل، إضافة إلى خدمة تتبع الحالة البدنية، وقد كان من أوائل الرؤساء الذين ارتدوا هذه النوعية من الساعات بسوارها الجلدي الأسود الأنيق، وشهدت الماركات التي ارتداها أوباما طلبا متزايدا بعد ظهوره بها.

أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فقد اشتهر بساعته السويسرية الفولاذية من ماركة "آي دبليو سي"، في حين يختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصميما يليق بشخصيته الصارمة وهي ساعة كلاسيكية معقدة المهام وفولاذية، تحوي كثيرا من القطع المصنوعة يدويا وتعبر عن دقة وفخامة الصناعة الألمانية متمثلة في ماركة "A. Lange & Söhne"، والتي تصل أسعار بعض النسخ منها إلى ما يزيد على المليون يورو.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.