الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة محمد بن الحنفية (1 – 2)
في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.
هو أخو سيدي شباب أهل الجنة، الإمام الحسن والإمام الحسين، ابني سيدنا علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.
عُرف بالحكمة والشجاعة والتقوى والورع، والبلاغة أيضا، وعانى من أذى بني أمية، لكنه لم يشارك في الحروب والثورات ضدهم، فنجا من التنكيل والقتل.
هو محمد بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو القاسم، عُرِف بابن الحنفية نسبة إلى أمه خولة بنت جعفر بن قيس من قبيلة بني حنيف.
ولهذه التسمية قصة، ففي أواخر حياة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كان جالسًا مع علي بن أبي طالب فقال: “يا رسول الله، أرأيت إنْ وُلد لي ولد مِنْ بعدك، أفأسمّيه باسمك؟ وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم”.
وقد تزوج الإمام علي من السيدة خولة، بعد وفاة سيدة نساء العالمين فاطمة، وأنجب منها محمد الذي عُرف لاحقًا بابن الحنفية نسبة لوالدته، وتمييزًا له عن شقيقه محمد الأصغر المكنى بأبي بكر وأمه ليلى بنت مسعود.
ولد ابن الحنفية في المدينة المنورة عام 21 للهجرة في زمن عمر بن الخطاب، وشبّ وترعرع في بيت والده أمير المؤمنين مع باقي أشقائه.
شجاعته
عُرف بالتقوى والعلم والورع والشجاعة، حيث كان صاحب اللواء يوم الجمل مع الإمام علي وأبلى بلاء حسنًا، فلما أعطاه علي الراية أوصاه، قائلًا له: تزول الجبال ولا تُزل، عض على ناجذك، وأعر الله جمجمتك، وتِّد في الأرض قدمك، وارم ببصرك أقصى القوم، وغضَّ بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه.
وكان على ميمنة جيش الإمام علي مالك الأشتر له، وعلى ميسرته عمار ابن ياسر، وأعطى الراية ابنه محمد ابن الحنفية، وكان عمره يومذاك عشرين سنة.
وشهد معه أيضًا واقعة صفين حيث أنه كان من خلال بسالته وإقدامه تفرّ من أمامه الأبطال.
حكمته
وقد أراد أحد المخالفين إيقاع الفتنة بين ابن الحنفية وأخويه الحسن والحسين فقال له: "إنما يريد علي تجنيب المكاره عن الحسن والحسين ورميك فيها"، فكان ردّ محمد ابن الحنفية عليه: الحسن والحسين عيناه وأنا يمينه، وإنما يدافع عن عينيه بيمينه، وبهذا الجواب أفحم وأخرس ذلك الفتان.
ووقع بين محمد بن الحنفية وأخيه الحسن بن على بن أبى طالب رضي الله عنهما جميعا جفوة، فكتب محمد إلي أخيه الحسن يقول: "أما بعد.. فإن أبى وأباك على بن أبى طالب لا تفضلني فيه، ولا أفضل فيه، وإن أمك فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمي امرأة من بنى حنفية فوا الله لو أن ملء الأرض من أمي ما عدلن أمك، فإذا بلغك كتابي هذا فاحضر لتترضاني، فإنك أحق بالفضل منى، والسلام".
فما بلغ الكتاب الحسن حتى بادر إلى أخيه محمد وترضاه.
لهذه الأسباب وغيرها، كان أبوه الإمام علي يعتمد عليه في الكثير من الحروب التي خاضها رغم صغر سنه.
تزوج محمد ابن الحنفية من السيدة أم عون بنت محمد بن جعفر الطيار بن أبي طالب، ويقال لها أم جعفر، وقد روت عن جدتها أسماء بنت عميس، واختلفت الروايات حول عدد أولاده، إلا أنه من المعروف بين المؤرخين أن ذريته كانت من ولديه: علي، وجعفر شهيد واقعة الحرة.
بلاغته
حدث أن كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يهدده ويتوعده ويحلف ليحملن إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدى الجزيـة، فكتب بن مروان إلي الحجاج أن اكتب إلى محمد بن الحنفية تهدده وتتوعده، ثم أعلمني بما يرد عليك.
فأرسل ابن الحنفية كتابه إلى الحجاج يقول: إن لله ثلاثمائة وتسعين نظرة إلى خلقه، وأنا أرجو أن ينظر الله إليَّ نظرة يمنعني بها منك، فبعث الحجاج بذلك الكتاب إلى عبد الملك بن مروان، فكتب مثل ذلك إلى ملك الروم فقال ملك الروم: ما خرج هذا منك ولا كتبت أنت به ولا خرج إلا من بيت نبوة.
ومن أقواله رضي الله عنه: من كرمت علية نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر.
وكان يقول: ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له مخرجا.
وكانت وفاته بحسب أغلب الروايات في العام 80 أو 81 للهجرة. واختُلف في مكان دفنه بين مكة أو المدينة أو الطائف أو في مصر.
وعلى الرّغم من وضوح شرف نسب ابن الحنفية، وعلمه وتقواه وشجاعته، وإخلاصه الله ولرسوله ولوالده أمير المؤمنين، وللأئمة من بعد ذلك؛ الحسن والحسين ومن بعدهما الإمام زين العابدين، بالرغم من كل ذلك.. ما تزال هناك حالة من الغموض أو التشويش المفتعل حول طبيعة دوره بعد استشهاد الإمام الحسين، رضي الله عنهما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا