محمد مصطفى المراغي.. شيخ الأزهر الشريف يضرب موعدًا مع التاريخ.. رفض الانحناء لملك بريطانيا.. طالب بحل جماعة الإخوان..عارض «فاروق» في تحريم ما أحل الله

مواقف عظيمة يسجلها التاريخ للشيخ محمد مصطفى المراغى منذ أن عمل قاضيا شرعيا حتى أصبح شيخا للأزهر، حالة فريدة من نوعها فى الشموخ والاعتزاز بالرأى وبقدر وقيمة وقامة العلماء ورجال الدين.

تصدى بكل حزم لكل محاولات الهدم والتهميش للأزهر ورجاله. لم يخش يوما من الأيام حاكما أو سلطانا، وكانت عقيدته الراسخة فى عقله ووجدانه أن كلمة رجل الدين هى العليا.

ومن المواقف التى تحسب لشموخ وكرامة الشيخ محمد مصطفى المراغى ما حدث مع ملك بريطانيا جورج الخامس، ففى مثل هذا اليوم 24 نوفمبر عام 1911 رست فى ميناء سواكن بالسودان السفينة التى تقل الملك جورج الخامس ملك الإمبراطورية البريطانية الذى كان فى طريقه لحضور مراسم تتويجه الإمبراطورى فى الهند فى ديسمبر 1912 على البحر الأحمر بالسودان، وكانت قد صدرت الأوامر البريطانية لكبار رجال الدولة والأمراء والأعيان فى السودان ــ التى كانت تحت الاحتلال البريطانى بحكم ضم مصر والسودان ــ التواجد فى ميناء سواكن بالسودان لاستقبال سفينة الملك جورج الخامس التى ستتوقف لبعض الوقت، ويقضى بروتوكول الاستقبال ألا يصعد أحد على السفينة سوى الجنرال فرانسيس ريجنالد وينجت الحاكم العسكرى للسودان، أما الباقون فيكفيهم شرفا إطلالة الملك عليهم من شرفة السفينة وهم على رصيف الميناء.

رفض الانحناء لغير الله 

كان فى مقدمة المدعوين قاضى السودان محمد مصطفى المراغى ــ أصبح شيخا للأزهر فيما بعد ذلك ــ الذى أخبر الحاكم العسكرى للسودان حين تمت دعوته للحضور لاستقبال سفينة الملك أنه لن يحضر استقبال الملك إلا إذا صعد على السفينة مثله، مما أرغم الإنجليز حلا للموقف على تغيير بروتوكول الاستقبال، وصعد القاضى مصطفى المراغى السفينة، وأيضا كان من بروتوكول مصافحة الملك جورج الانحناء له أثناء المصافحة، إلا أن الشيخ المراغى لم ينحن وصافح الملك منتصبا، مما أغضب الحضور، ولما عاتبه القادة الإنجليز على عدم انحنائه قال المراغى: ليس فى ديننا الركوع لغير الله.

وكانت المحطة الأولى لسفينة الملك جورج الخامس فى ميناء بورسعيد ويومها صعد خديو مصر عباس حلمى الثانى للترحيب بالعاهل الإنجليزى جورج الخامس وزوجته الملكة مارى وشقيقها الأمير أولفوس دوق تيرو، كما صعد على ظهر السفينة اللورد كتشنر المندوب السامى البريطانى فى مصر، ومحمد ضياء الدين رشاد ولى عهد العرش العثمانى، والأمير حسين كامل عم الخديو عباس حلمى الثانى، ومحمد كميل باشا القبرصى الصدر الأعظم للسلطان العثمانى عبد الحميد الثانى. 

رفض اشتراك مصر فى الحرب العالمية 

كان للشيخ محمد مصطفى المراغى مواقف تاريخية مشرفة منها أنه عندما كان شيخا للازهر أعلن صراحة رفضه دخول مصر الحرب العالمية الثانية لا مع الانجليز ولا مع الألمان وقال "إن مصر لا ناقة لها ولا جمل من هذه الحرب، وأن الفريقين المتحاربين لا يمتان لمصر بصلة" فغضبت بريطانيا وطلبت إصدار بيان رسمى من شيخ الأزهر فى هذا الشأن، وطلب رئيس الوزراء حسين سرى من شيخ الأزهر بإصدار بيان لا يحرج الحكومة، وكان طلبه بلغة التهديد للشيخ، فرد الشيخ عليه "امثلك يهدد شيخ الأزهر وهو أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة ولو شئت لاعتليت منبر الحسين وأثرت الرأى العام ضد الحكومة وفى هذه الحالة ستجد نفسك ــ حسين سرى ــ فى بيتك".

طالب بحل جماعة الإخوان المسلمين 

من مواقف الشيخ مصطفى المراغى أيضا عندما تنبه إلى الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان المسلمين بقيادة حسن البنا هو تحويل الجماعة إلى مرجعية بديلة من غير أن تكون مؤهلة لذلك، وأباحت لنفسها الفتوى فى الدين بتأسيسها لقسم الفتوى بالرغم من أن قلم الإفتاء الشرعى لكل المصريين هو دار الإفتاء المصرية وهيئات الأزهر الشريف، ومن هنا طالب المراغى بحل جماعة الإخوان كأول داع لذلك.

شيخ الأزهر يشكر رئيس مجلس النواب على تعزيته في وفاة شقيقته

الملكة فريدة، رحلة صافيناز ذو الفقار من القصر إلى الوحدة وكيف تسبب طلاقها في ثورة 23 يوليو

أعلن الإمام مصطفى المراغى أن الجماعة تريد خلق مرجعية دينية موازية للأزهر بعد أن صار للجماعة قلم إفتاء خاصا بها، ونحن نطالب أحمد ماهر رئيس الوزراء بحل جماعة الإخوان والجماعات المماثلة التى أباحت لنفسها الفتوى بين الناس، ولذلك نطالب بحلها، لكنه توفى بعدها بشهور قليلة قبل تحقيق طلبه.

موقف جريء مع الملك السابق 

الموقف الثالث للشيخ محمد مصطفى المراغي وكان شيخا للأزهر عام 1945 الذى يدل على شجاعته ونصرته للدين حين رفض منح فتوى للملك فاروق تقضي بعدم أحقية الملكة فريدة بالزواج من غيره إذا طلقها، ولم يعجب الملك كلام المراغى فاحتد عليه، فقال المراغى للملك: أما الطلاق فلا أرضاه وأما التحريم فلا أملكه، ثم صاح بأعلى صوته وقال: "إن المراغى لا يستطيع أن  يحرم ما أحل الله"، عقب هذا اللقاء العاصف ساءت صحة الشيخ المراغى وأصابه المرض حتى رحل.

والشيخ محمد مصطفى المراغى عالم أزهري وقاض شرعى مصرى من مواليد عام 1881 مركز المراغة محافظة سوهاج بصعيد مصر، تولى مشيخة الأزهر مرتين عام 1923 واستقال بعد سبع سنوات، ثم عاد الى المشيخة عام 1935 حتى رحل عام 1945. 
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.