رئيس التحرير
عصام كامل

مستعد للذهاب إلى الكنيست ذاته، كواليس جديدة في الذكرى الـ 47 لزيارة السادات لإسرائيل

السادات، فيتو
السادات، فيتو

تزامنا مع مرور 47 عاما على زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، كواليس جديدة بشأن الرحلة التي أثارت وقتها عاصفة من الجدل السياسي في المنطقة العربية.

وبحسب "بي بي سي، عندما هبطت طائرة الرئيس أنور السادات في مطار بن جوريون في التاسع عشر من نوفمبر 1977، كان العالم بأسره يتابع الحدث. وكانت زيارته إلى إسرائيل، التي كانت الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة عربية، بمثابة نقطة تحول في الشرق الأوسط.

وكان السادات قد فاجأ مجلس الشعب في 9 نوفمبر من عام 1977 وأعلن أنه "مستعد للسفر إلى أقاصي الأرض" لحماية أرواح المصريين وأن "إسرائيل سوف تفاجأ عندما تسمعني أقول إنني على استعداد للذهاب إلى برلمانها، الكنيست نفسه".

 

زيارة السادات إلى إسرائيل

لم يتردد السادات عندما وجه إليه مناحم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، دعوة رسمية للزيارة، وبينما كانت طائرته تحلق على ارتفاع منخفض فوق تل أبيب صفق المئات من المارة في الشوارع.

وهبطت الطائرة في مطار بن جوريون في الساعة 8:03 مساء يوم 19 نوفمبر من عام 1977، ليغادرها السادات كي يصنع تاريخًا جديدًا في الشرق الأوسط باعتباره أول زعيم عربي يزور إسرائيل.

لقد سافر السادات والمسئولون والمراسلون المصريون من قاعدة أبو صوير الجوية في مصر، مباشرة إلى مطار بن جوريون الدولي. وكان في انتظار الطائرة التي تحمل علم مصر وكلمات "جمهورية مصر العربية" سجادة حمراء على المدرج.

وبعد 3 دقائق من وصول الطائرة خرج الزعيم المصري إلى مدرج المطار، حيث اُطلقت الأبواق ترحيبا به.

وبحسب «BBC»، فقد استقبله رئيس الوزراء مناحيم بيجن والرئيس إفرايم كاتسير، اللذان أشادا بالسادات في الأيام الأخيرة لخطوته الجريئة في اتخاذ قرار زيارة إسرائيل.

وشكر السادات بيجن على دعوته، فرد الأخير قائلًا: "من الرائع أن نستقبلك، شكرًا لك على مجيئك".

وبعد دقائق قليلة من وصوله، عزفت فرقة إسرائيلية النشيد الوطني المصري، وأُطلقت المدافع تحية للرئيس. وفي المطار، حيث تجمع أكثر من ألف مراسل أجنبي ومحلي لمشاهدة الهبوط التاريخي، ورفرفت الأعلام المصرية.

ومن بين الأشخاص الذين استقبلهم السادات كبار الشخصيات من الضفة الغربية المحتلة.

ثم استعرض السادات حرس الشرف الإسرائيلي المكون من 72 فردًا، والذي يتألف من جميع فروع قوات الاحتلال، وبينما كان يسير مع بيجن وكاتسير، صفق كبار المسئولين الإسرائيليين الذين أصيبوا بالذهول مثل مواطنيهم في الأيام الأخيرة عندما أعلن الرئيس المصري استعداده للذهاب إلى إسرائيل.

وصافحهم السادات وابتسم وهو يسير في صف طويل من المدعوين في احتفال رسمي غريب يُقام لزعيم دولة تعيش إسرائيل في حالة حرب معها.

وفي المطار، صافح السادات أشخاصًا تذكرنا أسماؤهم بسنوات الصراع التي ميزت العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، ومن بينهم موشيه ديان، ورئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير، ورئيس الوزراء السابق إسحاق رابين، والجنرال أرييل شارون.

وعلى طول الطريق من المطار إلى القدس، انتظر الآلاف من الإسرائيليين لمشاهدة الموكب التاريخي وهو يشق طريقه عبر الطرق المتعرجة.

وتم ترتيب موعد وصول السادات للفندق في الساعة 10:00 مساءً بناء على طلبه.

ورافقت زيارة السادات إجراءات أمنية غير عادية، حيث كان الآلاف من الجنود ورجال الشرطة ومسئولي الأمن الإسرائيليين في حالة تأهب دائم أثناء الزيارة.

وأغلق مسئولون أمنيون الفندق، الذي يطل على المدينة القديمة المسورة التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، ومنعوا جميع الغرباء من دخول الردهة.

وبعد وصوله إلى فندق الملك داود، التقى الرئيس السادات لمدة نصف ساعة ببيجن وديان ونائب رئيس الوزراء يجائيل يادين في زيارة وصفت بأنها مجاملة.

وبحسب «BBC»، قال بيجين للصحفيين، في إشارة إلى الزعيم المصري: "لقد أجريت معه بالفعل مناقشة خاصة، ويمكنني أن أقول إننا نحب بعضنا البعض".

وفيما كان السادات يتحرك في رحلته التاريخية، كان محاطًا برجال الأمن والمراسلين الذين كانوا ينتظرون كل كلمة من اجتماعاته مع بيجين.

وكان الإجماع بين الساسة ورجال الدولة والمحللين في إسرائيل هو أن زيارة السادات قد غيرت المشهد في الشرق الأوسط بشكل لا رجعة فيه.

وشهدت شوارع القدس وتل أبيب خلال الزيارة مشهدًا غريبًا، فقد كانت سيارات الأجرة تحمل أعلامًا مصرية صغيرة، وكان فندق الملك داود الفخم يرفع علم مصر.

اليوم التالي لزيارة السادات

في صباح اليوم التالي، أدى السادات الصلاة في المسجد الأقصى، وشارك مع الحاضرين في الاحتفال بعيد الأضحى.

وبعد ذلك، زار ضريحًا مسيحيًا في كنيسة القيامة، كما قام بزيارة ياد فاشيم، النصب التذكاري الذي أقامته إسرائيل لإحياء ذكرى 6 ملايين يهودي قُتلوا على يد النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية.

 

الحقوق الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية

ثم ألقى السادات خطابًا تاريخيًا أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر، تحدث فيه بصراحة ووضوح عن رغبته في السلام. وأكد السادات في خطابه، الذي ألقاه باللغة العربية، الحقوق الفلسطينية، ودعا لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، مشددا على ضرورة انسحابها من الأراضي المحتلة عام 1967.

 

 

وخاطب الشعب الإسرائيلي بشكل مباشر، قائلًا: "جئت إليكم اليوم على أمل أن نضع معًا حجر الأساس لسلام دائم".

وأضاف قائلا: "أقول لكم بصدق إن أمامنا اليوم الفرصة المناسبة للسلام، إذا كنا جادين حقًا في مساعينا من أجل السلام، إنها فرصة لا يستطيع الزمن أن يضيعها مرة أخرى، إنها فرصة إذا ضاعت أو أُهدرت فإن المتآمرين ضدها سيحملون لعنة الإنسانية ولعنة التاريخ".

وحرص على التحدث مع النواب الإسرائيليين من مختلف الأحزاب، ليؤكد جدية مصر في تحقيق السلام.

وناقش السادات مع بيجن تفاصيل المبادرة المصرية لتحقيق السلام، بما في ذلك الانسحاب من سيناء ومستقبل الأراضي الفلسطينية.

 

اتفاقية كامب ديفيد

بعد هذه الزيارة بتسعة أشهر وتحديدا في سبتمبر من عام 1978 وبعد 13 يومًا من المفاوضات، تم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في المنتجع الذي يحمل هذا الاسم بالولايات المتحدة، وقد وقع عليها كل من السادات وبيجن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر (كراعٍ للاتفاقية).

وقد لعبت الولايات المتحدة، بقيادة كارتر، دورًا محوريًا في استضافة المفاوضات حيث تم التوصل للاتفاقية، وهي اتفاقية تمهيدية وضعت الأسس للتوصل إلى السلام بين مصر وإسرائيل.

وتضمنت الاتفاقية وثيقتين تناولت الأولى إطار العمل للسلام بين مصر وإسرائيل وشمل ذلك انسحاب إسرائيل من سيناء، وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وضمان أمن الحدود.

أما الوثيقة الثانية فتناولت إطار العمل للسلام في الشرق الأوسط وشمل ذلك حل القضية الفلسطينية عبر مفاوضات متعددة الأطراف.

وكان الهدف من هذه الاتفاقية هو وضع الأسس لاتفاق سلام شامل بين البلدين، لكنها لم تكن ملزمة قانونيًا.

 

معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

في 26 مارس من عام 1979 تم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعد 6 أشهر من اتفاقية كامب ديفيد.

ووقع على معاهدة السلام السادات وبيجن وهي اتفاقية قانونية ثنائية رسمية قائمة على أسس اتفاقية كامب ديفيد، تُلزم مصر وإسرائيل بإنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات سلام شاملة.

وتضمنت تفاصيل تنفيذ الاتفاق انسحاب إسرائيل من سيناء وهو الأمر الذي تم بحلول عام 1982، بما في ذلك تفكيك المستوطنات الإسرائيلية هناك، وتبادل السفراء والعلاقات الدبلوماسية، وإنهاء حالة الحرب والالتزام بحل النزاعات سلميًا، كما تضمنت المعاهدة بنودًا تضمن التزام الطرفين ببنود الاتفاق، برعاية الولايات المتحدة.

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية