رئيس التحرير
عصام كامل

نقطة حرب شاملة، كل ما تريد معرفته عن وضع محور فيلادلفيا في اتفاقية كامب ديفيد

محور فيلادلفيا، فيتو
محور فيلادلفيا، فيتو

محور فيلادلفيا، بات كلمة كافية لجر المنطقة إلى حرب شاملة أو توسع الصراع كما يسميها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كررت مصر التحذير منها في أكثر من مناسبة، منذ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع أكتوبر الماضي.

مصر تشارك مع الوسطاء في جهود التهدئة بغزة

وخلال الشهور الماضية منذ دخول مصر، كدولة وساطة إلى جانب قطر وأمريكا، تبذل القاهرة جهودا جبارة لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وتجرع الوفد الأمني المصري الذي يطير في جولات مكوكية بين العواصم الأوروبية والعربية، مرارة ألاعيب الجانب الإسرائيلي المشارك في التفاوض، نتيجة الدخول في متاهة تبديل الشروط بين ليلة وضحاها.

 

الوفد المصري المتواجد بصورة دائمة على رأس مثلث الوسطاء الثلاثة (القاهرة والدوحة وواشنطن) عمل منذ الشروع في تلك المفاوضات، على تذليل جميع العقبات، على أمل الوصول لحل دبلوماسي يوقف عجلة الموت التي تتوقف عن الدوران.

إسرائيل تعتاد ترويج الأكاذيب ضد مصر وقطر

إسرائيل التي اعتادت مهاجمة الوسطاء، وبعدما وجهت سهام نقد وأكاذيب إلى قطر، لتشويه جهودها خلال الأشهر الماضية، نقلت الدفة بعدها إلى مصر، ولا يمر يوم بدون كذبة جديدة تستهدف القاهرة، ووجد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضالته في محور فيلادلفيا، وجعل منه مسألة مصير لبقاء تل أبيب، مثل كثير من الأكاذيب التي روجها منذ بداية العدوان، حتى المستشفيات لم تسلم من رواياته الخيالية حول مخازن السلاح وغيرها من الخيبات التي تبناها وتبين عدم صحتها أو جدواها.

 

كعادة في ترويج الأكاذيب التي بدأها من شمال القطاع، وصل إلى جنوبه على حدود مصر، وتبنى خدعة جديدة لأهالي الأسرى حول ضرورة البقاء في محور فيلادلفيا لإنقاذ أبنائهم، لدرجة وصفه بأنبوب الأكسجين لـ حماس.

الإعلام العبري كذب تصريحات نتنياهو حول محور فيلادلفيا

الإعلام الإسرائيلي نفسه كذب نتنياهو، استعرض مؤتمره الصحفي الذي خصصه للحديث عن محور فيلادلفيا، الذي وقف خلاله يمارس هوايته المعتادة في الشرح على الخرائط والرسومات، بهدف ترويج وهم الإنجازات العسكرية والنصر الكامل، لم تخلُ قناة عبرية من انتقاد واضح لأكاذيب نتنياهو، ورغم التزام القاهرة الصمت الاستراتيجي على هرطقات رجل ابتليت به المنطقة والعالم، خرج الإعلام العبري ليؤكد أن جميع فتحات الأنفاق المكتشفة أسفل محور فيلادلفيا مغلقة من الجانب المصري.

نتنياهو، فيتو

فما هو السر وراء التمسك باحتلال محور فيلادلفيا؟ الإجابة جاءت بين سطور الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان، الذي حسم بالأدلة والشواهد في مقال له نشر مؤخرا بصحيفة “نيويورك تايمز”، قال فيه: “إن نتنياهو لا يرغب في التفاوض ولن ينهي الحرب في قطاع غزة، لحين إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، عودة دونالد ترامب (صديقه سياسته وإيديولوجيته اليمينية) إلى البيت الأبيض”.

أمريكا تقدم مقترحا منقحا حول غزة الأسبوع المقبل

الأسبوع المقبل، ومع الممل الذي أصاب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من ألاعيب نتنياهو، قررت واشنطن طرح مقترح منقح للخروج من مأزق التمسك ببقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وتحدثت مصادر لوكالة "رويترز" عن ملامح الاتفاق الجديد المرجح تفخيخ "بيبي" له كعادته.

محور فيلادلفيا، فيتو

الخطة الأمريكية المنقحة، تقضي بتخفيض قوات الجيش الإسرائيلي المتواجدة في محور فيلادلفيا، خلال المرحلة الأولى من الصفقة، والانسحاب الكامل سيكون عند الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية في صفقة الأسرى.

وتسببت إشكالية محور فيلادلفيا بشرخ في الحكومة الإسرائيلية، وفق خيال نتنياهو، فإن سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا أمر ضروري للأمن القومي وغير قابل للتفاوض، في المقابل يخالفه الرأي وزير الدفاع يوآف جالانت الذي يرى أن موقف نتنياهو قد يعرقل أي اتفاق لوقف إطلاق النار وبالتالي إطلاق سراح الرهائن، ويتماهى معه رموز المعارضة.

وضع محور فيلادلفيا في اتفاقية كامب ديفيد وفك الارتباط

وخلال الفترة الماضية، ومع كثرة الحديث عن محور فيلادلفيا - صلاح الدين- تحدث البعض عن وضع المحور في اتفاقية كامب ديفيد، وتعالت الأصوات المطالبة بالانسحاب من الاتفاقية ردا على التعنت الإسرائيلي.

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما وقعت مصر معاهدة السلام - مصر وإسرائيل - خلال عام 1979 كانت المنطقة الأمنية والعازلة الممتدة من البحر المتوسط شمالًا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبًا بطول 14 كيلومترًا، والمعروفة باسم "ممر فيلادلفيا" تحت سيطرة إسرائيل من ناحية الأراضي الفلسطينية، وتدخل ضمن نطاق المنطقة (د) التي تنطوي على انتشار عسكري خفيف.

 

اتفاقية كامب ديفيد، فيتو

ولم تسمح الاتفاقية بوجود قوات مصرية من ناحية الأراضي المصرية، تلك المنطقة التي أطلق عليها (ج). غير أنه بموجب خطة "فك الارتباط" انسحبت إسرائيل من قطاع غزة وتم تسليمه للسلطة الفلسطينية خلال أغسطس 2005، مع احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري في "محور فيلادلفيا".

وخلال سبتمبر من العام نفسه 2005، وقعت مصر وإسرائيل "اتفاق فيلادلفيا" أو في ما يعرف بـ"اتفاق المعابر" الذي انطوى على تعديل لعدد القوات المصرية الذي تسمح به اتفاقية السلام في المنطقة ومن ثم زيادة عدد القوات من 450 إلى 750 جنديًا مصريًا على ذلك الشريط الحدودي بهدف مكافحة الإرهاب وعمليات التهريب. 

الخلاصة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يراهن على الوقت والصبر من دول المنطقة، ويتناسى أنه بسلوكه العدواني في القطاع زرع الغبن في النفس العربية، وتتربص دول على رأسها إيران لفرصة مواتية لإمطار الاحتلال بوابل من الصواريخ، إضافة إلى وجود حزب الله اللبناني على الجبهة الشمالية الذي يناوش حتى الآن بالصواريخ والمسيرات لم يدخل في مواجهة برية، ووقعت تل أبيب وسط دائرة مقاومة منتشرة في العراق واليمن وسوريا، ويجهل نتنياهو أن اندلاع الحرب الشاملة أو توسع الصراع بات متوقفا على طلقة رصاص غاضبة نتيجة نفاد الصبر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

 

الجريدة الرسمية