فضل صيام يوم الاثنين والسور التي كان يقرؤها النبي فيه
يوم الاثنين هو ثالث أيام الأسبوع وهو من الأيام الفاضلة التي حث الشرع الحنيف على صيامها، حيث وردت العديد من الأحاديث التي تحض على صيام يوم الاثنين؛ لأنه ترفع فيه الأعمال، كما أن البعض يصوم يوم الاثنين اقتداء بالنبي واحتفاء بمولده صلى الله عليه وسلم ولكن هل ورد في الشرع الحنيف أو السنة النبوية شيء عن يوم الاثنين والسور التي كان يقرؤها النبي فيه.. هذا ما سنحيب عليه خلال التحقيق التالي.
صيام يوم الاثنين
من المعروف أن يوم الخميس والاثنين من الأيام الفاضلة، ففيهما تعرض الأعمال على الله تعالى، وفيهما تفتح أبواب الجنة، وثبت الترغيب في صيامها؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. رواه الترمذي وغيره.
وفى صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا.
وفي شرح الزرقاني على الموطأ: يوم الاثنين ويوم الخميس ـ فيه فضلهما على غيرهما من الأيام وكان صلى الله عليه وسلم يصومهما ويندب أمته إلى صيامهما وكان يتحراهما بالصيام..
وينبغي في هذين اليومين ـ إضافة إلى الصيام ـ الإكثار من مختلف الأعمال الصالحة من ذكر لله تعالى وصدقة, ونوافل لكونهما من الأوقات الفاضلة, ولأجل عرض الأعمال فيهما على الله تعالى.
وقال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: وأما في الأسبوع: فالاثنين والخميس والجمعة، فهذه هي الأيام الفاضلة يستحب فيها الصيام وتكثير الخيرات لتضاعف أجورها ببركة هذه الأوقات.
السُّور التي تُقْرَأ في اليوم والليلة
وردَ في كتاب الله - تعالى - وسنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الحثُّ على تِلاوة القُرآن الكريم كلِّه، والنَّهي عن هَجْرِه؛ كقوْلِه تعالى على لِسان نبيِّه - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} [النمل: 91 – 92]،
وقوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} [العنكبوت: 45]،
وقوله - عزَّ وجلَّ -: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
فهذه الآيات تأمُر بقراءة القُرآن كلِّه، وتحذِّر من هجره، وقد ورد الحثُّ على قراءة سورٍ أُخرى أيضًا، مثْل قراءة الفاتِحة، والبقرة، وآل عمران، والكهْف، والكافِرون، والإخْلاص، والمعوِّذتين، وغيرها.
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم: (اقْرؤُوا القُرآن؛ فإنَّه يأتي يوم القيامةِ شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، اقرؤُوا الزَّهراويْن: البقرة وآل عمران، فإنَّهما تأتيانِ يوم القِيامة كأنَّهما غمامتانِ، أو كأنَّهما غيايتان، أو كأنَّهما فرقانِ من طيْرٍ صوافَّ تُحاجَّان عن أصحابِهما، اقْرؤوا سورةَ البَقرة؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكَها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطلة)، قال معاوية: بلَغني أنَّ البطلة: السحرة؛ رواه مسلم في صحيحِه.
وقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: (الآيتانِ مِن آخِر سورة البقَرة، مَن قرأَ بِهما في ليلةٍ كفَتاه)؛ متَّفق عليْه من حديثِ ابن مسْعود - رضي الله عنْه.
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الفاتحة: (والَّذي نفسي بيدِه، ما أُنْزِلت في التَّوراة، ولا في الإنْجيل، ولا في الزَّبور، ولا في الفُرقان مثلها، وإنَّها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أُعْطِيته)؛ رواه الترمذي، وأصْله في البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه.
وعن ابنِ مسعودٍ أيضًا قال: قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: (مَن قرأَ حرفًا من كتاب الله فلهُ به حسنة، والحسنةُ بعشْر أمثالِها، لا أقول "ألم" حرف، ولكنْ ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)؛ صحيح رواه الترمذي.
وأخرج التِّرمذي عن ابْنِ عبَّاس: أنَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في سورة الملك: (هي المانِعة، هي المنْجِية تُنْجِيه من عذاب القَبْر)؛ صحَّحه الألْباني في السِّلْسلة، وحديث: (إنَّ سورةً من القُرآن ثلاثون آيةً شفَعَتْ لرَجُل حتَّى غُفِر له، وهي تبارك الَّذي بيده الملك)؛ رواه أحمد وأبو داود، والتِّرمذي وحسَّنه، وحسَّنه الألباني.
وروى أحمدُ والتِّرْمذي عن جابرٍ: "أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان لا ينامُ حتَّى يقرأ (ألم تنزيل)، وتبارك الذي بيده الملك"؛ صحَّحه الألباني.
وقد روي حديثٌ في فضل قراءة سورة الواقعة كلَّ ليلة، ولم يصحَّ.
السور التي كان يقرؤها النبي يوم الاثنين
لم يرد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم اختص يوم الأثنين بشيء من قراءة القرآن الكريم كما لم يخصص سورة لقراءتها في هذا اليوم وإنما ورد أن من السور التي كان صلى الله عليه وسلم يواظب عليها كل ليلة سورة الإسراء والزمر والسجدة والملك، فقد روى أحمد والترمذي عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: ألم* تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك. والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع.
وفي الحديث: كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر. رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
حكم تخصيص وقت معين لقراءة بعض سور القرآن الكريم
تخصيص وقت معين لقراءة بعض السور بغير دليل صحيح من البدع المنكرة، فإن العبادة مبناها على التوقيف فلا يعبد الله إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.