رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تكون الجنة ميراثا؟، تفسير الشعراوي للآية 85 من سورة الشعراء

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيتو

الجنة، تناول الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره حول سورة الشعراء، دعاء النبي إبراهيم عليه السلام، موضحا كيف تكون الجنة ميراثا كما جاء في الآية الكريمة.

 

سورة الشعراء الآية 85

قال تعالى: «وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ».

سورة الشعراء الآية 85
سورة الشعراء الآية 85

تفسير الشيخ الشعراوي للآية 85 من سورة الشعراء 
 

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: بعد أن دعا لأمر في الدنيا، ثم لأمر بعد موته دعا لنفسه بجنة النعيم الدائم في الآخرة، ولا شك أن ربه عز وجل قد أجابه إلى هذه، فهو من ورثة جنة النعيم، بدليل قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي الآخرة لَمِنَ الصالحين} [البقرة: 130]، وكلمة ميراث الجنة وردتْ في القرآن أيضًا في قوله تعالى: {أولئك هُمُ الوارثون الذين يَرِثُونَ الفردوس هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 10- 11]، والميراث أنْ تأخذ مِلكًا من آخر بعد موته، فكيف تكون الجنة ميراثًا؟.

 

كيف تكون الجنة ميراثًا؟


وواصل الشيخ الشعراوي: قال العلماء: إن الخالق عز وجل لم يخلق الجنة على قدر أهلها وكذلك النار، إنما خلق الجنة تتسع للناس جميعًا، إنْ آمنوا، وخلق النار تتسع للناس جميعًا إنْ كفروا؛ ذلك لأنه سبحانه خلق الخَلْق مختارين، مَنْ شاء فليؤمن، ومَنْ شاء فليكفر. وعليه، فميراث الجنة يعني أنْ يرث المؤمنون أماكن الذين كفروا في الجنة، يتقاسمونها فيما بينهم، والوارث يرث مال غيره وثمرة سعيه، لكن لا يسأل عنها، إنما يأخذها طيبة حتى إنْ جمعها صاحبها من الحرام، إلا إنْ أراد الوارث أن يبرئ ذمة المورِّث، فيردَ المظالم إلى أهلها، إذن: الوارث يأخذ الميراث دون مقابل فكأنه هِبة، وعلى هذا المعنى يكون المراد بميراث الجنة أن الله تعالى أعطى عباده الطائعين الجنة هبةً منه سبحانه، وتفضّلًا عليهم، وليس بعملهم، فالجنة جاءتهم كما يأتي الميراث لأهله دون تعب منهم ودون سَعْي.


وأضاف الشعراوي: وهذا تصديق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي: (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته)، قالوا: فالجنة ميراث؛ لأن الأصل أنك لا تُجازَى على الخير الذي قدمته؛ لأن تكليف من الله تعالى يعود خيره عليك في الدنيا، حيث تستقيم به حياتك وتسعد بها، وما دام التكليف في صالحك، فكيف تأخذ أجرًا عليه؟ كالوالد حيث يحثّ ولده على المذاكرة والجد في دروسه، فهذا يعود نفعه على الولد، لا على الوالد، وكأن ربك عز وجل يقول لك: ما دُمْتَ قد احترمتَ تكليفي لك، وأطعتني فيما ينفعك أنت، ولا يعود عليَّ منه شيء، فحين أعطيك الجنة أعطيك بفضلي وهِبَة مني، أو أننا نأخذ الجنة بالعمل، والمنازل بالفضل.
إذن: لا غِنَى لأحد مِنّا عن فَضْل الله، لذلك يقول سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، هذا هو المعنى المراد بميراث الجنة، وينبغي ألاَّ تعوِّل على عملك وطاعتك واجتهادك في العبادة، واعلم أن النجاة لا تكون إلا برحمة الله وفضل منه سبحانه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية