وجاءكم ترامب!
عكس استطلاعات الرأي، ونتيجة المناطرةَ الانتخابية الوحيدة فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية الجديدة ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.. ونحن بالطبع لسنا مهتمين بالدرجة الأولى بماذا سيجنى الأمريكيون من سياسات ترامب الاقتصادية، وسياساته الخاصة بالهجرة أو حتى سياساته الخارجية المتعلقة بأوروبا..
وإنما يهمنا أكثر سياسات ترامب في منطقتنا التى تشهد منذ أكثر من عام حرب إبادة لأهل غزة طالت أخيرا لبنان أيضا، ويمكن أن تتسع لتصبح حربًا إقليمية بدخول إيران فيها بشكل مباشر من خلال مسلسل الردود المتبادلة.
إن ترامب خلال حملته الانتخابية جاهر بدعمه لإسرائيل بقوة وقال إن من حقها الدفاع عن نفسها، ولكنه قال أيضا أنه سوف ينهى كل الحروب الدائرة الآن، سواء في أوكرانيا أو في منطقتنا.. وفي ذات الوقت لم يكشف عن رأيه في حل الدولتين، وإنما بدلًا من ذلك قال أنه سوف يسعى لزيادة مساحة إسرائيل لأنه يراها صغيرة..
وبالطبع هذا لن يكون سوى على حساب الفلسطينيين بسلبهم مزيدًا من أرض دولتهم في الضفة الغربية وغزة والقدس، التي سبق أن إعترف بها ترامب بشرقها عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الامريكية إليها!، كما سبق أن طرح حلًّا بديلًا لحل الدولتين يقوم على تطبيع العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل وتقديم بعض الإعانات المالية للفلسطينيين!
ولقد جاءنا ترامب الذى كان ينتظره نتنياهو ليمضي أسرع في تنفيذ مخططه بإجهاض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة كما نبغى ونطالب منذ عقود مضت.. فماذا نحن فاعلون إذن؟!
أعتقد أن على القمة العربية والإسلامية التي دعت لعقدها السعودية في الرياض أن تجيب على هذا السؤال المهم الآن، لأنه لا يجب انتظار أي تحرك فاعل وجاد من قبل بايدن الآن، خاصة بعد أن خسرت نائبته هاريس الانتخابات بنتيجة صادمة له ولكل الديمقراطيين معه.