د. ممدوح الدماطى: قدماء المصريين ليسوا أفارقة.. وأي أثر تم سرقته وخرج من البلد لازم أرجعه.. وهذا مصير متحف التحرير (حوار)
>> طرحنا فكرة تذكرة مجمعة للمناطق الأثرية
>> استرداد الآثار جزء أساسى من عمل الوزارة
>> نملك 3 متاحف بقطع أثرية مختلفة تجذب السائح وتزيد الدخل القومي
>> المتحف المصرى الكبير ليس عرضًا متحفيًا فقط بل مؤسسة ثقافية متكاملة.
>> جار الآن تنفيذ الممشى الذى يربط المتحف بمنطقة الأهرامات
>> كليوباترا السابعة من بيت مقدونى يوناني ومستبعد أن تكون بشرتها باللون الزنجى
>> نحتاج رؤية كاملة تقدمها مصر للتاريخ والحضارة المصرية دون الرد على أى حملات تزييف
>> سلسلة «مصريات» مهمة للباحث والقارئ وانتظروا مفاجآت معرض القاهرة للكتاب الـ56
>> استراتيجية 2030 تسير وفق منهجها وتعتمد على استكمال المتاحف واسترداد الآثار
>> المتحف المصري الكبير يعرض آثار الملك توت عنخ آمون كاملة
>> نحتاج إعادة توثيق كل مرحلة من مراحل الحضارة المصرية من خلال الأفلام الوثائقية
مع الافتتاح الكامل للمتحف المصرى الكبير خلال الأشهر القادمة، يقف العالم أجمع منتظرًا رؤية أكثر من 5 آلاف عام من الحضارة الإنسانية. ويكشف الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق في حوار لـ "فيتو" أهمية المتحف الكبير – مشروع القرن – لمصر والعالم وأشياء أخرى، وإلى نص الحوار:
*مع انطلاق التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير، لماذا يوصف بمشروع القرن وما أهميته بالنسبة لمصر دوليًا وعالميًا؟
المتحف المصرى الكبير يعد أهم مشروع ثقافى تراثى فى القرن الحالي، ولذلك أطلق عليه مشروع القرن. المتحف المصرى فى التحرير وهو المتحف الأم لجميع المتاحف المصرية، افتتح للجمهور سنة 1902، وعند افتتاحه كان لدينا 33 ألف قطعة أثرية ما بين معروض ومخزون، وبالتالى كان هناك أريحية له فى عرض القطع الأثرية.
ولكن مع الوقت وفى عامى 1905-1906 اكتشفنا خبيئة الكرنك، ووجدنا بها 17 ألف تمثال.
ثم فى عام 1922 مقبرة توت عنخ آمون، وبعدها اكتشاف مقبرة يويا وتويا ثم اكتشف بير مونتيه خلال 1939-1940 مقابر صان الحجر.
كل هذه الاكتشافات كانت تذهب إلى المتحف إلى أن وصلنا إلى الثمانينيات فوصل عدد القطع فيه إلى 120 ألف قطعة أثرية وبالتالى كان هناك تكدس كبير وتم تحويل بعض القاعات إلى مخازن.
وكان الحل هنا أن ننشئ متاحف أخرى إقليمية تأخذ جزءا منها، وكان هناك امتداد لمتحف الأقصر ومتحف طنطا وأسوان وسوهاج، وتلك المتاحف كانت تأخذ من مخزون المتحف المصرى أو مخزون المواقع الأثرية الأخرى.
ولكن بعض القطع الهامة مثل آثار توت عنخ آمون، كانت تحتاج إلى مساحة مناسبة لعرضها فى المتحف المصرى بالتحرير وهو أمر غير متاح، على الرغم من استخدام جناحين بالكامل ولكن ليست كل الآثار.
فالرؤية فى المتحف المصرى الكبير أن تعرض مجموعة من الآثار الكاملة تتحدث عن الملكية والبعث ويكون القطع الرئيسية فيها توت عنخ آمون، حتى يعرض بالشكل الذى يليق به.
وللمرة الأولى ستعرض آثار الملك توت عنخ آمون كاملة فى المتحف المصرى الكبير، وهى 5 آلاف قطعة.
أيضًا المتحف الكبير يضم 100 ألف أثر سيعرض منها 50 ألفا والباقى فى المخازن، بالإضافة إلى المعامل والقاعات الرئيسية.
*وما هى المكاسب التى ستعود على مصر من افتتاح المتحف المصرى الكبير؟
أولًا نحن نكسب متحفا آخر، وهناك من يتساءل عن مصير المتحف المصرى فى التحرير، ولكنه سيعود إلى سيناريو العرض المتحفى الذى أنشئ عليه، بحيث يكون مريحًا للزائرين.
يوجد به أهم القطع لروائع النحت كتمثالى خفرع وزوسر. لدينا المتحف القومى للحضارة الذى نقلت إليه المومياوات الملكية ولذلك به جزء خاص بالعلوم مثل الطب. وبالتالى نحن نملك ثلاثة متاحف بقطع أثرية مختلفة تجذب السائح لأيام أخرى، مما يزيد الدخل القومي.
والمتحف المصرى الكبير ليس عرضًا متحفيًا فقط، وإنما مؤسسة ثقافية متكاملة. فبالإضافة لآثار توت عنخ آمون سيتم نقل مراكب الملك خوفو، أيضًا يضم متحفًا تعليميًا للطفل مما يساهم فى خلق أجيال جديدة مرتبطة بالحضارة والتراث المصري. بالإضافة إلى مناطق الخدمات من مطاعم ومحال. وهنا المتحف يصبح مؤسسة كاملة، وجار الآن تنفيذ الممشى الذى يربط بين المتحف ومنطقة الأهرامات. ولذلك هو إهداء للعالم بالفعل وسيكون الأول على مستوى العالم.
*مصر بها أكبر عدد من المناطق الأثرية التى تعد متاحف مفتوحة، برأيك ما المشروع الذى يربط كل ذلك؟
أغلب هذه المواقع هى مواقع تراث عالمي، وهذا فى حد ذاته رابط. فمصر تملك 6 مواقع تراث فريدة وهى أكبر كم تراث عالمي. نجد منطقة جبانة المنفية (الجيزة-سقارة-دهشور) كل منها موقع بذاته وبه كم قطعة أثرية. أيضًا لدينا القاهرة التاريخية الإسلامية بمساحة 32 كيلومترا مربعا. مدينة الأقصر كاملة موقع تراث عالمي. وهكذا. وعندما يتم وضعها على قائمة التراث العالمى - منظمة اليونسكو - من المفروض أن يكون لدينا شبكة معلومات متميزة وتربط بين كل ذلك.
وكان هناك خطة عمل بدأت فى وزارة الآثار، بحيث يكون هناك تذكرة - تيكت - مجمع للمناطق الأثرية. هذه الفكرة يكون لها قبول عند بعض الناس، ولكن المناطق نفسها يجب أن تعد جيدًا، من حيث إتاحة الخدمات مع تيسير طرق ووسائل الوصول إليها، وكل هذا يحتاج إلى تضافر الجهود بين الوزارات المعنية المختلفة.
*دائمًا ما ينشغل الناس بالآثار إما الاكتشافات أو الاستردادات من الخارج، بصفتك وزير الآثار الأسبق فهل هذا ما تعنى به وظيفة الوزارة فقط؟
بالطبع لا، فهو جزء من وظيفتها. فوظيفة وزارة الآثار أولًا الحفاظ على جميع الآثار المصرية، وإبرازها وتقديمها للجمهور. فنحن نملك كما هائلا من المواقع إذا فتحت للسياحة، ولكن كم موقع نتحدث عنه، هما الجيزة والأقصر وأبو سمبل وأسوان والقاهرة التاريخية، ولكن عدد من يذهب إلى المنيا ومعبد أبيدوس قليلون، من يذهب إلى منطقة الدلتا التى كان بها أروع المواقع الأثرية وهو صان الحجر ومن يزور معبد دندرة، إذن نحن لدينا ثراء يحتاج إلى أن يقف على قدميه.
استرداد الآثار جزء أساسى من عمل الوزارة، فأثر تم سرقته وخرج من البلد لازم أرجعه، أما الاكتشافات فموجودة لأن الوزارة تقوم بعمل الحفائر وأيضًا تأتى البعثات الأجنبية لعمل الحفائر والجامعات، وأشرف الآن على حفائر فى دندرة وعرب الحصن فى المطرية، وهذه الحفائر تخرج الآثار الهامة لاستكمال التطور التاريخى الحضارى المصري، فإذن كل هذا مهم.
*هناك بعض الناس ترى أن نترك الآثار مدفونة تحت التراب حفاظًا عليها من السرقات، فهل أنت مع التنقيب الدائم أم لا؟
بالطبع أنا مع التنقيب الدائم والاستعداد له، بمعنى أن يكون لدى متاحف ومخازن جيدة بالإضافة للتوثيق والنشر العلمي، لأن الآثار التى ستستخرج لن تكون حبيسة ولابد من تجهيز مواقع لائقة لها، وأنا بذلك أعطى التاريخ المصرى الحضارى حقه، فالأثر عادة ما يجيب عن تساؤلات فى التاريخ أو يغير بعضًا من الرؤى ويضيف عليها.
*تعرضنا مؤخرًا لحملة تزييف تاريخنا، والزعم أن أصل القدماء المصريين أفريقي، برأيك ما المشروع الذى نحتاجه حتى لا نكون فى موقع الدفاع عن أنفسنا؟
هذا هو العيب الكبير، فى مثل تلك الحملات الأفضل عدم الرد مطلقًا، ولكن أين دورنا فى الأفلام التسجيلية والدراما السينمائية والمسلسلات، أين دورنا على منصات التواصل كـ (اليوتيوب) فأنا أملك الأصل ويجب عليّ إبرازه دون الرد على تلك المهاترات.
فمن يقول إن الأفروسينتريك أصل القدماء المصريين، هنا أنا لدى المومياوات الملكية أعمل فيلما عنها واستعرض صورهم وملكهم من هو وماذا قدم.
وإذا كانت الأسرة الخامسة والعشرين محور جدال، هنا أقدم فيلما تسجيليا عنها باللغتين العربية والإنجليزية، وهذه الأسرة نعتبرها امتدادًا للحضارة المصرية، لأن مصر ضمت النوبة العليا منذ نهاية الدولة القديمة أى من الأسرتين الخامسة والسادسة، وبعد ذلك كان لنا دور فيها فى عصر الملك سنوسرت الثالث وكانت جزءًا من حدودنا.
أما فى عصر الدولة الحديثة، كان الذى يحكم كوش اسمه نائب الملك، إذن هى جزء من مصر فى الأساس قامت مصر بضمه إليها، إلى أن أتى ملوك الأسرة الخامسة والعشرين من هناك وكانت مصر تمر بفترة ضعف، فملوكها من النوبة وباعتبار أنهم من مصر استطاعوا أن يسيطروا عليها ويرفعوا راية آمون، وبالتالى حكموا تحت اسم الأسرة الخامسة والعشرين الكوشية ذات البشرة النوبية، وبالتالى نتحدث عن ناس بدأوا فى حضننا حيث ضمتهم مصر وأعطتهم حضارتها.
أيضًا الملكة كليوباترا السابعة، من بيت مقدونى يوناني، ومن المستبعد أن تكون بشرتها باللون الزنجى على الإطلاق لأن الجين الأفريقى لا ينتمى إليهم، وفى نفس الوقت احتمالية أن تكون والدتها أرستقراطية مصرية ابنة كبير كهنة منف وهى فى الشمال، وكل آثار كليوباترا التى وجدت ليس هناك دلالة فيها عن الشعر الأفريقى المجعد أو الملامح الزنجية، والبعض يعتقد أن لون شعرها كان أحمر لأننا وجدنا بعض الآثار لها وشعرها ملون بالأحمر، فنحن نحتاج إلى إعادة توثيق لكل مرحلة من مراحل الحضارة من خلال الأفلام الوثائقية، وهنا نتحدث عن خطة ورؤية كاملة تقدمها مصر دون الرد على أى حملات تزييف للتاريخ والحضارة المصرية.
*وضعت المحاور الخاصة بخطة وزارة الآثار فى استراتيجية 2030، حدثنا عن أهم البنود التى لم تتحقق بعد؟
استراتيجية 2030 تسير وفقا للمنهج المحدد لها، وهى خطة تعتمد على استكمال المتاحف وتطوير المواقع الآثرية واسترداد الآثار، ولذلك كان هناك اتفاقيات مشركة مع بعض الدول لمحاربة الإتجار غير المشروع فى الآثار مع روسيا وأسبانيا والأردن وكنت أتعاون فيها مع منظمة اليونسكو.
*بصفتك رئيس تحرير سلسلة “مصريات” الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، لماذا تم اختيار هذا الاسم وماذا تُقدم للقراء ؟
تم اختيار اسم مصريات لهذه السلسة لأنها متخصصة وتهتم بعلم المصريات، فهى سلسلة لكل الأعمال التى كتبت عن هذا العلم سواء إعادة طبع أو طباعته لأول مرة، والأعمال المقدمة يستطيع الباحث والقارئ العادى الاستفادة منها وتصدرها هيئة الكتاب بأسعار معقولة وفى متناول الجميع.
*وما هى أهم العناوين التى ستقدمها سلسلة مصريات فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025؟
صدر عن سلسلة مصريات العديد من العناوين ومنها الأسرة المصرية فى عصورها القديمة، الأرض والفلاح فى مصر على مر العصور،، الختيون فى المصادر القديمة، المغزى الدينى للتماثيل المكتشفة بمقبرة توت عنخ آمون، ديانة قدماء المصريين، السكين فى مصر القديمة، الوحى والنبوءة فى مصر القديمة، مقبرة الكاهن والفيلسوف “بيتوزيريس” فى تونة الجبل،صورة الإله فى الأدب المصرى القديم، الأوقاف فى مصر القديمة عند الأفراد، معبد كوم أمبو، آثار الواحات المصرية فى العصرين البطلمى والروماني، وانتظروا مفاجآت فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ56.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.