مي زيادة.. ما تيسر من حياة ملهمة الأدباء.. نذرت نفسها للكتابة ورفضت الزواج.. كواليس إدخالها مستشفى الأمراض العقلية.. واليوم تحل ذكراها الـ83
مى زيادة ، ملهمة الادباء وأديبة المحروسة، أديبة وكاتبة عربية عشقها جميع الأدباء والعباقرة، معشوقة الأدباء فى عصرها فقد أحبها جبران خليل جبران وأحبها عباس محمود العقاد وأحبها مصطفى صادق الرافعى ولطفى السيد، فلم تخل حياتها من قصص الحب التي كانت جميعها من طرف واحد إلا مع جبران، ورغم ذلك لها رسائل وكتابات وأشعار مع أغلب أدباء عصرها، رحلت فى مثل هذا اليوم عام 1941.
ولدت مى زيادة في عام 1886 بمدينة الناصرة بفلسطين، هي ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي زيادة فيما بعد، اشتهرت بتعدد لغاتها ونبغت في الشعر والأدب والموسيقى، تربعت على عرش الأدب العربى سنوات طويلة وتقول عن نفسها وتقول: ولدت فى بلد وأبى من بلد آخر، لكنى أنا فلسطينية لبنانية مصرية سورية، ورغم أنها نشأت في لبنان؛ فإن شهرتها لم تكن إلا في مصر، وقد نالت الجنسية المصرية فباتت مثل خليل مطران شاعر القطرين فكأنها أديبة القطرين مثله، ولها في مصر أكثر مما لها في لبنان، ولكونها نشأت في مدارس الراهبات؛ عاشت حياتها بلا زواج، كأنها نذرت نفسها وروحها للكتابة والصحافة والأدب.
وصفت بالظاهرة العجيبة
كانت مى زيادة أشهر أديبة عربية في القرن العشرين، وصفها الكاتب أحمد حسن الزيات بالظاهرة العجيبة، وقال عنها الدكتور طه حسين: “صاحبة صوت جميل يصل من الأذن إلى القلب مباشرة”، ووصفها الشيخ مصطفى عبد الرازق بـ "رائدة النهضة النسوية فى الشرق" وقال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي (إذا نطقت صبا عقلي إليها، وإن بسمت إلى صبا جنانى)، وقال أنطون الجميل “ كل لقب ضئيل إذا ما قورن باسمك يا مى”. كانت مى زيادة أشهر أديبة عربية في القرن العشرين، وصفها الكاتب أحمد حسن الزيات بالظاهرة العجيبة،
رغم ان مى زيادة حققت الشهرة العظيمة وزحام الرجال حولها من المفكرين والادباء والمبدعين الغارقين فى حبها الا انها لم تشعر بالانتماء الى اى منهم الا واحدا هو جبران خليل جبران الذى أحبته على الورق فقط من خلال الرسائل المتبادلة بينهما من القاهرة وامريكا حيث يقيم جبران، كان جبران يعيش فى نيويورك ومى تعيش فى القاهرة ولم يتقابلا ابدا، ورغم ذلك كانت قصة حبهما أجمل قصة حب فى الأدب العربى وكان رحيله عام 1931 من الأحداث التى كسرتها وأوصلتها إلى المرض والجنون.
كتب جبران فى حبها الشعلة الزرقاء
وفى كتاب للصحفية نوال مصطفى صدر بعنوان ( مى زيادة..اسطورة الحب والنبوغ ) تقول فيه: حب عجيب جمع بين مى وجبران والرسائل المتبادلة بينهما تنم عن حب عميق ورومانسية وفكر خصب، وكانت رسالة جبران الاخيرة قبل وفاته بأسبوعين اسماها > الشعلة الزرقاء " عام 1931 قال فيها: شاخت الروح بجسمى وغدت..لاترى عنى غير خيالات السنين / فإذا الآمال فى صدرى..فبعكاز اصطبارى تستعين / والتوت منى الأمانى وانحنت..قبل ان ابلغ حد الاربعين / تلك حالى فإذا قالت رحيل..ماعسى حل به ؟قولوا الجنون / واذا قالت أيشفى ويزول مابه..قولوا ستشفيه المنون.
وأضافت نوال مصطفى: رحل جبران وترك مى زيادة تعيش تحت سحب داكنة سوداء واحتوتها الاحزان والوحدة واستعدت للنهاية لتنتهى حياة انسانة فريدة فى كل شئ..فى طفولتها البائسة، فى شبابها المتوهج بالعبقرية والنجاح والشهرة، فى حبها المحروم، فى انسحاب الحياة بكل جمالها وبريقها من تحت قدميها فجأة، ثم فى نهايتها المأساوية التراجيدية المحزنة، هى قصة لسيرة حياة تستحق ان تروى وان تقرأها الاجيال والكتاب إبحار ممتع فى عالم الاديبة مى زيادة التى ملأت الدنيا وشغلت الناس.
تعرضت مى لمحنة شهيرة فحين قررت إهداء مكتبتها إلى مصر بعد وفاتها قام أحد أقاربها بالحجر عليها وإدخلها مستشفى الأمراض العقلية فأضربت عن الطعام، وقرر الأطباء أنها سليمة عقليا وتوسط الأدباء في الوطن العربى لخروجها من المستشفى فأخرجتها الشرطة فى موكب كبير ورجعت إلى مصر وعاشت بصبرى أبو علم حاليا ـلكنها عاشت فى عزلة تامة وأصيبت بالضعف والهزال ووضعت كتابا بعنوان "العصفورية" يحكي معاناتها فى مستشفى المجانين، حتى رحلت في مثل هذا اليوم 17 أكتوبرعام 1941 بالقاهرة.
يوم عرس مى زيادة
ينشر نعى مى زيادة فى جرائد العرب فى أسى، ويدعو الاتحاد النسائى بلسان زعيمته ومؤسسته هدى شعراوى لإقامة حفل تأبين لمى زيادة حضرها جميع اعضاء صالون مى من الادباء والمفكرين والسياسيين وقالت هدى شعراوى ( هذا يوم عرس مى زيادة ).
بنت الشاطئ ترثى مى
كتبت المفكرة الدكتورة بنت الشاطئ فى رثاء مى زيادة تقول: سيدتى انى اتكلم بلسان المعجبين والاصدقاء، وارفع لك صوت كل من يقدرونك راجيا ألا تترددى فى تكليفهم وتكليفى بجميع ما تريدين ان يؤدى اليك من خدمات،
وكتب الاديب عباس محمود العقاد فى رثاء مى زيادة يقول: أين فى المحفل مى ياصحاب ؟..عودتنا هاهنا فصل الخطاب / عرشها المنبر مرفوع الجناب..مستجيب حين يدعى مستجاب / سائلوا النخبة من رهط الندى..أين مى ؟ هل علمتم أين مى ؟ / الحديث الحلو واللحن الشجى..والجبين الحر والوجه السنى / كل هذا فى التراب ؟ آه من هذا التراب.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية