رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد شوقي.. تجاوز إنتاجه الشعري أكثر من 23 ألف بيت.. أبدع في الكتابة النثرية.. سر اعتراض العقاد ورامي على مبايعته أميرًا للشعراء.. واليوم ذكرى رحيله الـ92

أمير الشعراء احمد
أمير الشعراء احمد شوقى

 أمير الشعراء أحمد شوقى من أخصب شعراء العربية إنتاجا، هو رائد النهضة الحديثة فى الشعر، من أكثر شعراء جيله انتشارا، إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف وخمسمائة بيت، وهو رقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث، وأيضا له كتابات نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، منها: (عذراء الهند، ورواية لادياس، ورقة الآس، أسواق الذهب)، عرف بشاعر القصر لتقربه الشديد لملوك الأسرة العلوية ورحل فى 14 اكتوبر 1932.


ولد الشاعر أحمد شوقى بحي الحنفي بالقاهرة في 16 أكتوبر 1868، لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكتاب الشيخ صالح، فحفظ  أجزاء من القرآن وتعلم  مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية حيث بدأ ظهور موهبته الشعرية.

 

بعثة دراسية على نفقة الخديوي 

 درس أحمد شوقي بمدرسة الحقوق عام 1885 حيث لفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني أستاذ البلاغة بالحقوق ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجعه، وكان الشيخ بسيوني ينظم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وأثنى علي شوقي في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يرسله للدراسة في فرنسا على نفقة القصر، فالتحق بجامعة “مونبلييه” لمدة عامين لدراسة القانون.

أحمد شوقى 


وعندما عاد أحمد شوقي إلى مصر أثناء تولى الخديو عباس حلمى الحكم، فعينه بقسم الترجمة في القصر، وأطلق عليه شاعر الأمير، وأصبح شوقي ضيفا مستديما على مجالس الخديو حتى غضب الإنجليز على الخديوي عباس ونفي إلى الاستانة، وحدثت هزة عنيفة فى حياة شوقى ليس بسبب زوال السلطة ولكن بسبب هروب الناس منه، وأثناء الحرب العالمية الأولى  قرر الإنجليز نفيه إلى إسبانيا هو وأولاده لمدة ست سنوات وهناك كتب متوجعا “وطنى لو شغلت بالخلد عنه... نازعتنى إليه فى الخلد نفسى”.

 

غنى بالاستقلال وآمال الشعب 

 عاد أمير الشعراء أحمد شوقي إلى أرض الوطن عام  1920 من منفاه واستقبله الشعب استقبالًا رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر "حافظ إبراهيم" وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال بعد ان انقطعت صلاته بالقصر والأمراء. 

 

قصيدة دول العرب وعظماء الإسلام 

 عكف الشاعر أحمد شوقى على قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وأمهات الأدب العربي، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي قصيدته (دول العرب وعظماء الإسلام) وهي تضم 1400 بيت تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة.

أحمد شوقى وأبنائه 


 تعد قصائد الشاعر أحمد شوقى في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أروع أشعاره وأقواها في النظم والعاطفة، ومن أشهر قصائده "نهج البردة"  التى أعجب بها شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري ليقوم بشرحها وتداولها، تبعها قصائد الهمزية النبوية، وقصيدة ذكرى المولد التي غنتها أم كلثوم باسم سلوا قلبى.


من أعمال أحمد شوقى الشعرية "الشوقيات" وهو ديوان يتكون من أربعة مجلدات، يشتمل المجلد الأول على السياسة والتاريخ والاجتماع، ويشمل الثانى متفرقات في الوصف والاجتماعيات والمناسبات.ويشمل المجلد الثالث على المراثى، أما الرابع فهو قصاصات من صحف ومطبوعات،  ومن دواوينه أيضا: عنترة، على بك الكبير، الست هدى، البخيلة، وغيرها، أما المسرحيات فهى من أجمل ما قدم شوقى منها مسرحية "مجنون ليلى" و"عنترة " و" مصرع كليوباترا ".

العقاد يعارض امارة شوقى للشعر 

بايع الشعراء أحمد شوقى  بإمارة الشعر عام 1927 حيث اتسمت حياته بالترف وعاش حياة الملوك والأمراء، وأقيم حفل التنصيب بدار الأوبرا الملكية برئاسة الزعيم الوفدى سعد زغلول وبحضور مندوب عن الملك فؤاد الأول وعدد كبير من رجال السياسة والأدب والفكر، وحضر الأدباء باستثناء الأديب عباس محمود العقاد، الذي امتنع عن الحضور اعتراضا على المبايعة لأحمد شوقى بل انه كتب مجموعة من المقالات التى وصف فيها مصر بأنها بلد عقيم لم ينجب شاعرا واحدا يمكن أن يكون أميرا.. لا فى عهد قدماء المصريين ولا فى العصر الإسلامي وان كل الشعراء عالة على الأدب بل إنه وصف الأدباء العرب المبايعين لأحمد شوقى بإمارة الشعر بأنهم جهلة بحقيقة الشعر والشعراء.

أمير الشعراء أحمد شوقى 


أيضا كتب الشاعر أحمد رامى عن إمارة احمد شوقى للشعر قائلا: “أنا معترض أصلا على أن يكون للشعر إمارة ولها أمير، واعترف أن أحمد شوقى كان أعظم من قرض الشعر منذ قال العرب شعرا لكنى لا اعترف للشعر بإمارة ولا أمير”.
كتبت مجلة “البلاغ” الأسبوعية عام 1927 ان “احتفالية إمارة الشعر قد أقيمت وبويع أحمد شوقى أميرا ولم يلتفت أحد لكلام العقاد وموقفه ولا غير العقاد ولا أقام له وزنا بل وصلوا إلى أنه كلام حاقد”.

معرضة تعليم الفتاة خوفا عليها 

 تزعم أمير الشعراء أحمد شوقى معارضة تعليم المرأة بحجة أنها ضعيفة مثل عصفور الكناريا، وأن حجبها عن الخروج إلى الحياة العامة ليس إلا لصيانتها والخوف عليها من عاديات الخروج وتبعاته إلا أن رئيس الجامعة أحمد لطفى السيد تحدى الجميع وفتح أبواب الجامعة أمام الفتيات.

قصيدة تحية مشروع القرش آخر كتاباته 

حصل الشاعر أحمد شوقى على مكانة كبيرة بين الكبراء وظل محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، ليرحل في 14 من أكتوبر 1932.


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية