رئيس التحرير
عصام كامل

الأنبا بطرس، قصة منسق قراءات وألحان أسبوع الآلام

الكنيسة
الكنيسة

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة الأنبا بطرس، أسقف البهنسا، الذي ترك إرثًا عظيمًا من الإنجازات الروحية والطقسية.

 

قصة الأنبا بطرس أسقف البهنسا

 

الأنبا بطرس كان راهبًا في دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بجبل أدريبة غرب سوهاج. تميز بالعلم الغزير والبحث في الكتب المقدسة، وكان له دور كبير في تطوير طقوس الكنيسة وألحانها. 

 

وتم رسمه أسقفًا للبهنسا في الفترة من 1186 إلى 1220م، حينما كانت البهنسا مدينة ذات شأن كبير منذ العصور الفرعونية والرومانية، واحتوت على العديد من الكنائس والأديرة.

 

إسهامات الأنبا بطرس الطقسية

 

كان للأنبا بطرس دور كبير في تنسيق قراءات وألحان أسبوع الآلام، فقد كان المؤمنون في العصور القديمة يقرأون الكتاب المقدس بالكامل خلال أسبوع الآلام، مما كان يستغرق وقتًا طويلًا. 

 

وبعد أن تولى البابا غبريال الثاني السدة المرقسية، تم تنظيم وتبسيط قراءات البصخة. إلا أن الأنبا بطرس لاحظ عدم تناسق هذه القراءات، فقام بتنسيقها بحيث جمع من العهد القديم والعهد الجديد ما يناسب كل ساعة من ساعات البصخة، مما جعل القراءات متوازنة ومتناسقة. 

 

ووضع الأنبا بطرس أيضًا عظات يومية لأسبوع الآلام، مستندًا على أقوال الآباء، حيث خصص عظتين لكل يوم، إحداهما للصباح والأخرى للمساء، ومن هذه العظات تسع للقديس الأنبا شنوده، مما يعكس ارتباطه الروحي العميق بالقديس.

 

ترتيب قراءات الأناجيل وسفر المزامير

 

قام الأنبا بطرس بترتيب قراءات الأناجيل الأربعة خلال أسبوع الآلام بشكل متسق، حيث خصص قراءة إنجيل متى ليوم الثلاثاء، إنجيل مرقس ليوم الأربعاء، إنجيل لوقا ليوم الخميس بعد رفع بخور باكر، وإنجيل يوحنا لليلة السبت، قبل قداس عيد القيامة المجيد. كما نظّم قراءة المزامير خلال الجمعة العظيمة، حيث رتّب قراءة سفر المزامير بالكامل بعد دفن المسيح ولحن غولغوثا، وذلك لإضافة جو من الروحانية والتأمل خلال هذا الأسبوع المقدس.

 

ومن الإسهامات المميزة للأنبا بطرس أنه قام بتلحين العديد من الصلوات والقراءات، خاصة مزامير البصخة التي غنّاها باللحن الأدريبي، وهو لحن حزين يعود أصله إلى رهبان جبل أدريبة، حيث نشأ الأنبا بطرس. كما أدخل اللحن الشامي في بعض مزامير البصخة، مثل مزمور "بيك أثرونوس" و"أفتشنون"، ونقله من منطقة شامه غرب الأقصر حيث وادي الملوك.

 

طقس لقان عيد الآباء الرسل

 

كان الأنبا بطرس مسؤولًا عن وضع طقس خاص بلقان عيد الآباء الرسل الذي يُحتفل به في الخامس من أبيب. وقد أُدرج هذا الطقس ضمن الطقوس الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

 

طقس تكريس المعموديات الجديدة

 

وضع الأنبا بطرس أيضًا طقسًا خاصًا بتدشين المعموديات الجديدة، وهو الطقس الذي لا يزال مستخدمًا حتى يومنا هذا. وقد وردت مخطوطة تحمل النص التالي: "ترتيب وضعه أبونا القديس أنبا بطرس أسقف البهنسا من أجل تكريس المعمودية الجديدة".

 

مكانة الأنبا بطرس في الكنيسة

 

كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقدر الأنبا بطرس كثيرًا، حيث كانت تقر وتتبنى ترتيباته الطقسية فورًا، مما يدل على ثقتها في علمه وحكمته وروحانيته وترك الأنبا بطرس بصمة لا تُمحى في تاريخ الكنيسة، من خلال إسهاماته الفعالة في الطقوس والصلوات التي لا تزال الكنيسة تستعين بها حتى اليوم.

 

وتظل ذكرى الأنبا بطرس خالدة في قلوب المؤمنين، إذ يُعتبر واحدًا من أعظم أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذين ساهموا في تعزيز الروحانية والتقوى داخل الكنيسة، وتطوير طقوسها بما يخدم المؤمنين ويدعم حياتهم الروحية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية