رئيس التحرير
عصام كامل

مستقبل العرب مع الصهاينة.. مضمون!

 ما هو مستقبل المنطقة العربية في السنوات القادمة؟ هل هو سؤال عبثى ونحن وسط النيران المشتعلة؟ أعتقد الإجابة بالنفي، ولذلك تكون الأسئلة مشروعة ومنها على سبيل المثال: هل تدرس مراكز الأبحاث والدراسات في عالمنا العربي مستقبل المنطقة وشكلها السياسى والاقتصادى والتكنولوجى بعد أن تضع الحرب الدائرة الآن أوزارها، ليس في غزة ولبنان فحسب ولكن مع احتمالات تمددها إلى دول أخرى؟

نعم الإجابة قد تكون صعبة، ولهذا مطلوب أن يضع الخبراء كافة السيناريوهات لكل السيناريوهات والاحتمالات.. لن أتحدث عن تمدد إسرائيل على أراض جديدة في لبنان مثلا بعد محاولات شل قدرات حزب الله، وإفقاد حماس الكثير من قوتها، لكن أقصد ما خارج منطقة الصراع..

 

ولذلك أعتقد أن الحرب القادمة التى يجب أن نحذر منها ستكون من داخل المجتمعات العربية وبأشكال مختلفة.. فالمسألة لن تقف عند إضعاف حماس أو حتى استبدالها بالسلطة الفلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل، أو استبدال الاثنين بقوات عربية ودولية وهو ما ترفضه أيضا بعض الدول العربية التى تكون بوجودها بمثابة قوات لحماية أمن إسرائيل وتلقى الطعنات بدلا منها من أهالينا الذين يريدون تحرير بلادهم من قبضة الاحتلال..

 

ولا أقصد أيضا الجنوب اللبنانى حتى لو توغلت إسرائيل إلى نهر الليطانى وما بعده لحماية مستوطاناتها، فمهما طال الآمد سيتجدد النزاع والصراع، والأسباب معروفة وهو ما تدركه إسرائيل!

لكن الأخطر من وجهة نظرى النجاح الصهيوني المنتظر في الفترة القادمة في التغلغل داخل المجتمعات العربية لنشر كل أنواع السرطان لينخر في عظامها حتى يتهاوى الجسد العربى بعد فترة.

 

على سبيل المثال ما هي السيناريوهات التى تعدها مراكز الدراسات والأبحاث العربية لمواجهة أو التحذير من المحاولات الاسرائيلية لتمزيق الجسد العربي في الصومال والسودان وليبيا والعراق وسوريا!

 

 بماذا تحذر الدراسات وبالمعلومات عما ستسفر عنه اتفاقيات التعاون والتطبيع القائمة والقادمة في تغلغل الكيان الصهيونى في المجتمعات العربية عن طريق أولا: الشراكات الاقتصادية المباشرة والعلنية  بين شركات إسرائيلية وشركات عربية، بعد أن اختفت أو تخفت لسنوات وراء الشركات متعددة الجنسيات، والهدف طبعا لكل ذى عينين هو السيطرة على الاقتصاد العربى، أو بالأصح من نجا أو تبقى من أموالنا التى لم تذهب للبنوك الأجنبية والأمريكية على وجه الخصوص!

 

تخيلوا معى نتائج إقامة بنوك مشتركة أو شركات لأنشطة اقتصادية متعددة، وتكون السيطرة فيها بمرور الأيام للكيان الصهيونى! تخيلوا معى ما شكل الصناعات العربية الاسرائيلية وما أهدافها بعد استنزاف المال العربى فيها لصالح الأجندة الصهيونية.

 

تعالو نتخيل معا ونحن نرى كل المعلومات عن كل شئ  للمواطن العربى، بدء من تاريخ ميلاده وتاريخه الاجتماعى والصحى والاقتصادى، وحتى البيانات الخاصة بكل شئ عن كل مؤسسات وهيئات كل دولة من خلال ما يسمى بالتعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولا يخفى على أحد كيف يمكن استغلال هذه المعلومات في القضاء على العالم العربى من الداخل!

 

تعالوا نتخيل ما يمكن أن يؤدى إليه التواجد الصهيونى الحقيقي على كل ذرة رمل من المحيط إلى الخليج وبإرادتنا المسلوبة. تخيلوا معى ماذا سيكون حال المعدات العسكرية التى دفع العرب ثمنها بالمليارات من الدولارات خلال السنوات الماضية، وقد أخذت إسرائيل “الباسورد” من البيت الأبيض والبنتاجون، لتتحول في لحظة إلى قطع من الخردة.

 

تعالوا نتخيل ما يمكن أن تحدثه الهيمنة الصهيونية على المعلومات الصحية للمواطنين العرب ومستشفياتهم بنشر الأوبئة والفيروسات والأمراض، يعنى بأيدينا نقدم “الباسورد” الخاص بمواطنينا ومنشآتنا للقضاء علينا من الأعداء.

تعالوا نتخيل ماذا سيحدث لأراضينا الزراعية بعد أن يثمر التعاون، أقصد الهيمنة الصهيونية على أراضينا من خلال البذور المعالجة جينيا بالهرمونات، أو بالمبيدات المسرطنة المرشوسشة بأيدينا في أراضينا!

 


 تعالوا نتخيل الأجواء العربية بعد نشر الفيروسات والأوبئة، تعالوا نتخيل ما يحدث لنا بعد ما نشربه بعد تلويث المياه والمشروبات، يعنى باختصار المهيمن سيكون للعقل الصهيونى.
تخيلوا بعد كل هذا هل ستحتاج إسرائيل إلى معارك حربية وصواريخ وقنابل، أم سنكون مجرد لقمة سائغة، أو مجرد منديل ورقى يلقى في صندوق المخلفات بعد أن تم استخدامه وللمرة الأخيرة.  
yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية