رئيس التحرير
عصام كامل

شباب حول الرسول، خالد بن سعيد "أول مَن كتب بسم الله الرحمن الرحيم"

خالد بن سعيد
خالد بن سعيد

 منذ فجر الإسلام، أحاط بـ رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، نخبة من المسلمين الأوائل، في الوقت الذي آمن فيه فتية صغار السن بالله حبًّا في النبي، وجهروا بالإسلام في شجاعة نادرة، رغم ما كان يكتنف البيئة المحيطة من تقديس للأصنام، والأوثان، وإدمان للأدران، وصمدوا بقوة أمام ضغوط الآباء والأمهات وعتاة المشركين.


تربوا في مدرسة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وحرصوا على مراقبة تصرفاته، وأنصتوا لنصائحه، وحفظوا أقواله، وفقهوا أحاديثه.


كانوا أصحاب فكر سديد، فأعلنوا اتباعهم للنبي، وتمسكوا بدينهم، وبذل بعضهم روحه من أجل العقيدة، وبعضهم فاق الكبار علما وفقها وشجاعة، فاستحقوا أن يكونوا قدوة للأجيال الشابة التالية.
إنهم "شباب حول الرسول".

 

سيدنا خالد بن سعيد، رضي الله عنه، كان من أشراف قريش وأعيانهم. وهو أول مَن كتب "بسم الله الرحمن الرحيم"، ومن السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وصلّى الركعتين، ورجع من الحبشة هو وزوجه وأخوه وابنته مع جعفر بن أبي طالب، ليلزم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
أسلم بعد علي بن أَبِي طالب، وَأَبي بكر، وزيد بْن حارثة، وسعد بْن أَبِي وقاص، رضي اللَّه عنهم.

 

رؤيا وراء إسلامه

هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي، كان سبب إسلامه أَنَّهُ رَأَى في النوم أَنَّهُ وقف عَلَى شفير (حافة) النار، فذكر من سعتها ما اللَّه أعلم به، وكأنَّ أباه يدفعه فيها، ورأى رَسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آخذًا بحقويه (ممسكا بملابسه، حتى) لا يقع فيها، ففزع، وقال: أحلف إنها لرؤيا حق، ولقي أبا بكر، رضي اللَّه عنه، فذكر ذلك له، فقال له أَبُو بكر: أريد بك خير، هذا رَسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اتبعه، فإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار، وأبوك واقع فيها.
فانصرف خَالِد إِلَى رَسُول اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يلزمه، ويعيش معه.

 

صبره على أذى أبيه

ولما علم أبوه سعيد بن العاص بإسلامه، أرسل إليه أحد إخوته، ولم يكونوا أسلموا بعد، فجاء خالد ووقف أمام والده، فأخذ أبوه يشتمه، ويسبه، ويضربه بمقرعة كانت في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال: اتبعت محمدا وأصحابه، وأنت ترى خلافه مع قومه، وما جاء به من عيب آلهتهم، وعيب من مضى من آبائهم؟!
فقال خالد: نعم تبعته على ما جاء به، فصاح أبوه فيه قائلا: اذهب يا أحمق حيث شئت، فوالله لأمنعنك القوت (أي الطعام)، فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به، ثم طرده من بيته، وقال لإخوته: لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت بهذا اللئيم.
وغادر خالد دار أبيه بكل ما فيها من نعيم، وذهب إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وظل معه، يعيش بجواره، وينهل من علمه وفضله. 
وكان خالد، رضي الله عنه، شديد الحب لله ولرسوله، صلى الله عليه وسلم، حتى إن أباه سعيد بن العاص مرض ذات يوم، فقال: لئن رفعني الله من مرضي هذا، لا يُعبد إله ابن أبي كبشة بمكة أبدا (يقصد بابن أبي كبشة رسول الله، صلى الله عليه وسلم).
فلما سمع خالد ما يقوله أبوه قال: اللهم لا ترفعه.
فمات أبوه في مرضه ذلك.

 

الهجرة إلى الحبشة

وهاجر خَالِد إِلَى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خَالِد الخزاعية، وولد له بها ابنه سَعِيد بن خَالِد، وابنته أم خَالِد، واسمها أمة.
وهاجر معه إِلَى أرض الحبشة أخوه عمرو بْن سَعِيد، وقدما عَلَى النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بخيبر مع جَعْفَر بْن أَبِي طالب في السفينتين، فكلم النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المسلمين، فأسهموا لهم، وشهد مع النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عمرة القضية وفتح مكة، وغزوة حنين، والطائف، وتبوك.

 

مع الرسول في المدينة

ثم يعود خالد مع إخوانه إلى المدينة بعد فتح خيبر، ويقيم بجوار رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويشاركه في فتح مكة وحنين والطائف، وتبوك، لا يتخلف عن غزوة، ولا يتقاعس عن جهاد.
وشاء الله تعالى أن يهدي إخوته إلى الإسلام، فأسلموا جميعا، وشاركوا الرسول، صلى الله عليه وسلم، غزواته، ثم جعلهم أمراء على بعض الإمارات.
وكان يكتب للنّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، بمكة والمدينة. وهو الّذي خط كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف ومشى بالصلح بينهم وبين النبي. 

افرأ أيضا: شباب حول الرسول.. صهيب الرومي، التاجر الرابح

ثم بعثه رسول الله عاملا على اليمن، فأقام إلى أن استخلف أبو بكر فعزله عن اليمن ودعاه إليه، فجاءه. 
وكان خَالِد عَلَى اليمن كما ذكرناه، وأبان عَلَى البحرين، وعمرو عَلَى تيماء وخيبر، وقرى عربية.
ولما انتقل الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى بارئه، ترك خالد وإخوته الإمارات، ورجعوا إلى المدينة.

فقال لهم أبوبكر: ما لكم رجعت عن عمالتكم، ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارجعوا إلى أعمالكم.

فقالوا: نحن بنو أبي أحيحة (لقب لأبيهم) لا نعمل لأحد بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أبدا.
ثم ذهبوا إلى الشام يجاهدون في سبيل الله حتى استشهدوا جميعا هناك.

وقد قيل: ما فتحت بالشام بلدة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص.

 

استشهاده

ثم استعمل أَبُو بكر خالدًا عَلَى جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إِلَى الشام، فقتل بمرج الصفر في خلافة أَبِي بكر، رضي اللَّه عنه، وقيل: كانت وقعة مرج الصفر (قرب دمشق) سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر.


وقيل: بل كان قتله في وقعة أجنادين بالشام (قرب الرملة في فلسطين) سنة 13 هـ، قبل وفاة أَبِي بكر بأربع وعشرين ليلة، ولعمرو ابن معدي كرب قصيدة يمدحه بها.
وقد اختلف أصحاب السير في وقعة أجنادين، ووقعة الصفر، ووقعة اليرموك، أيها قبل الأخرى.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية