ساخرون، غراب البين يكتب: هما البنى آدمين جرالهم إيه
بعد نهار طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. وقفت على التندة بتاعت عم فرحات بياع السمك وانكمشت بين أجنحتى.. وقبل أن أغمض عيناى سمعت صوتا يأتى من محل السمك أسفل التندة لزبون يقول: يا عم ارحمنا بقا من أم الأسعار اللى بتضربها وخلاص دى.
إزاى يعنى كيلو سمك البلطى المقلى بـ 140 جنيه فى منطقة شعبية زى دى؟! عم فرحات رد عليه قائلا: والله اللى عاجبه الكُحل يتكحل.. خد السمك وخلى المدام تقليهولك فى البيت، وهحسبلك الكيلو بـ 100 جنيه الزبون مستغربا: إزاى يعنى كيلو البلطى بـ 100 جنيه؟! عم فرحات بثقة: زى ما أنت بتبيع كيلو الطماطم بـ 30 جنيه.. هو فيه طماطم بـ 30 جنيه؟! هو فيه خضار أغلى من الفاكهة يا راجل يا بارد؟! أنت جاى تتشطر عليا أنا؟!
وهنا أدركت أن المكان دا مش هينفع أنام فيه فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح جميع تجار السوق يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: هما البنى آدمين جرالهم إيه؟!
بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم أنكم من تنكدون على بعضكم البعض ليل نهار؟! طالما أن كل تاجر بيرفع سعر السلعة اللى عنده بحجة إنه هو كمان بيشترى الحاجة أغلى فلن تقوم لكم قائمة ومش هتعرفوا ترجعوا زى زمان، والأسعار هتفضل تزيد وتزيد حتى تصبح الزيادة عادة يومية لا حرج فيها ولا إحراج.. وفى النهاية المواطن الغلبان هو الضحية.