هل يكرر البلشي وعبد الرحيم إنجاز نافع؟
نقابة الصحفيين المصرية صرح عريق شاهد على تاريخ حافل بالصراع من أجل الحريات، وقد ارتبط باسم الأستاذ إبراهيم نافع الذي أسَّسه وجعله أيقونة خالدة، ورغم أهمية هذا المقر، لا تزال هناك حاجة إلى نادٍ اجتماعي يليق بمهنة الصحافة ويوفّر لمنتسبيها خدمات متكاملة، باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى.
وما دفعني أن أكتب هذا المقال مخاطبًا نقيب الصحفيين، ما شهدتُه منذ أيام عندما دعاني أحد الزملاء لحفل خطبته في نادي نقابة المهندسين بأكتوبر، فوجدت النادي نموذجًا يُحتَذى به، فهو على مساحة شاسعة تقدر بـ35 فدانًا، ويقدِّم خدمات متنوعة تلبّي احتياجات أعضاء النقابة وأسرهم، من ملاعب رياضية، وحمامات سباحة، وحدائق، وقاعات أفراح، وألعاب أطفال.
هذا النموذج الناجح دفعني للتساؤل: لماذا لا يكون لنقابة الصحفيين نادٍ مماثل؟ أليس من حق أبنائها وأسرهم أن يتمتعوا بمثل هذه الخدمات؟
وإذا كانت النقابات الأخرى قد استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الخدمات الاجتماعية والترفيهية لأعضائها، فهل يعني ذلك أن نقابة الصحفيين أقل شأنًا؟ بالتأكيد لا. فالصحفيون هم عماد المجتمع، وضمير الأمة، وهم الذين ينقلون الحقيقة إلى الناس.
إن النادي الاجتماعي يمثل مكانًا للترفيه والاسترخاء للصحفي ولأسرته مما يسهم في تحسين جودة حياته وتخفيف الضغوط المهنية.. كما يمكن أن يقدّم خدمات متنوعة مثل الملاعب الرياضية، والمراكز الصحية، والكافيهات والمطاعم، والمسابح.. من ناحية أخرى يمكن أن يكون النادي مشروعًا استثماريًا ناجحًا يسهم في زيادة إيرادات النقابة.
دور النقيب والمجلس
وبحكم الظرف التاريخي يتحمَّل خالد البلشي وجمال عبد الرحيم مسؤولية كبيرة في دفع عجلة تطوير النقابة، ورفع شأنها، وتحسين أوضاع الصحفيين المعيشية، وقد أثبتا قدرتهما بالفعل على تحقيق إنجازات مهمة خلال الفترة الماضية، وكذلك أعضاء المجلس، فهل يمكنهما أن يضيفا إلى سجلهما بناء نادٍ اجتماعي يليق بمهنة الصحافة؟
أعلم تمامًا أن الأمر ليس سهلًا، بل يحتاج إلى مجهود كبير وعظيم من الجميع، لذا فأنا أدعو النقيب لتشكيل لجنة لاستقصاء آراء الصحفيين بهذا الخصوص، والخدمات التي يتوقعون أن يقدمها لهم، ومن ثمَّ إعداد دراسة جدوى اقتصادية لتقييم تكلفة الإنشاء وإمكانية تمويله والعقبات المتوقعة وكيفية التصدي لها.
إن بناء نادٍ اجتماعي كبير ونوعي للصحفيين ليس مجرد حلم، بل هو ضرورة ملحة، فالصحفيون يستحقون أن يتمتعوا بجميع الحقوق والمزايا التي تتمتع بها النقابات الأخرى، وسيكون إنجازًا تاريخيًا يخلّد إسمي البلشي وعبد الرحيم في ذاكرة الأجيال القادمة.
وكما بنى نافع صرحًا خالدًا لنقابة الصحفيين، يمكن للجيل الحاليّ أن يبني صرحًا مماثلًا يعكس مكانة الصحفي في المجتمع ويوفر له ولأسرته حياة كريمة.