رئيس التحرير
عصام كامل

عكس عكاس (14)

* مجلس النواب

لم نعهد منكم أو أي من لجان المجلس الموقر إصدار بيانات تخوين أو تشكيك بحق جهة أو أفراد، كما أن الجدل الدائر حول التعديلات على بعض مواد قانون الإجراءات الجنائية صحي للغاية، ويتماشى مع أدنى درجات حرية الرأي والتعبير، التي تبيح لكل الجهات المعنية بالقانون الدلو بدلوها وفق رؤيتها في التعديلات المطروحة.

الأعضاء الموقرون.. إلى متى سنظل نتعامل مع المعارضة بمنطق نظرية المؤامرة، والنظر لأصحاب الرأي الآخر كخونة وعملاء، على عكس النظرة المحترمة في كل دول العالم، التي تعتبر المعارضة جزءا من النظام، بل عين النظام التي تكشف العيوب والسلبيات من أجل التصويب للصالح العام.

أصحاب الرأي الآخر ليسوا بعملاء يا سادة، بل وطنيون لهم كل الاحترام وإن اختلفوا معكم في الرأي، أي أن أدنى مبادئ الديمقراطية تحتم عليكم التصويب وأخذ الملاحظات التي تقدمت بها نقابتا الصحفيين والمحامين بعين الاعتبار خلال مناقشة التعديلات بالجلسة العامة.. "والله مهمتك تشريعية ورقابية، أما البيانات فجديدة لنج".

*  مجلس الوزراء

وافقتم منذ أيام ودون مبرر منطقي، على الاقتراح الذي تقدم به رئيس الوزراء، بمد فترة توفيق وتقنين أوضاع الأجانب المقيمين في مصر بصورة غير شرعية لمدة عام إضافي، على الرغم من حالة الاستياء العام بين المصريين، بسبب الكم غير الطبيعي من غير الشرعيين الذين دخلوا للبلاد دون أوراق عن طريق عصابات التهريب، وبموجب تأشيرات محددة المدة انتهت منذ شهور..

السادة الوزراء.. لقد قمتم بمد المهلة الممنوحة لملايين الأجانب غير الشرعيين الذين تكتظ بهم شوارع مصر عدة مرات، على الرغم من الضغوط التي شكلوها على البلد المنهكة اقتصاديا، والخطر الذي يهدد آلاف العائلات المصرية الذين باتوا يعانون الأمرين لاستئجار مسكن، أمام إغراءات المبالغ المرتفعة التي يعرضها غير الشرعيين على أصحاب الشقق.

كما أن خطورة الأمر لم تعد اجتماعية فقط يا سادة، بل باتت أمنية تمس الأمن القومي المصري، وقد يصعب تداركها مع مرور الوقت، لا سيما أن العدد الهائل من غير الشرعيين يتزايد يوما بعد يوم، ووصل لحد تشكيل تكتلات بشرية فاقت أعداد المصريين في عشرات الأحياء.

فضلا، دعونا نتعامل بنفس الإجراءات التي تطبقها دول شقيقة مع ملايين المصريين العاملين بالخارج؛ رغم إقامتهم الشرعية، والذين اضطروا أمام قوانين تلك الدول والرسوم المرتفعة للإقامة، إلى الإبقاء على عائلاتهم جبرا في مصر.. "فما بالكم بمن لم يحترم قوانين مصر، ويعيش فيها دون أوراق، ولا نعرف له هوية أو انتماء".

*  وزير التعليم العالي

أصدرتم مجموعة من المحظورات يتحتم على الطلاب الالتزام بها داخل الحرم الجامعي، أبرزها عدم ارتداء الشورتات والبانطلونات الممزقة، والملابس الشفافة والمصنوعة من الفيزون، والشباشب وأحذية الكعب العالي، ومنع التدخين داخل القاعات الدراسية، ولعب الكوتشينة داخل حرم الجامعة.

معالي الوزير.. المحظورات في مجملها محترمة للغاية، غير أنني أتمنى أن تضيف إليها ضرورة التزام الطلاب بحلاقة الشعر بشكل يتناسب ورجولتهم، بدلا من الجدايل والكحك، واستخدام التوك وألوان الماشيت الحريمي.. "ورحمة خالي حسن بقيت اتوه في التمييز بين الولد من البنت".

*  الشرقية للدخان

كشفت الأرقام المعلنة من شركتكم، أن المصريين استهلكوا نحو 43 مليار سيجارة خلال عام 2023 - 2024 بقيمة وصلت لنحو 63.7 مليار جنيه، إلى جانب استهلاك نحو 7 مليارات طن من دخان المعسل خلال نفس الفترة، بخلاف المليارات من السجائر الأجنبية والمهربة التي تعج بها الأسواق المصرية، التي لم يشملها الإحصاء.

 

 

الشرقية للدخان.. صدقًا أنتم من الشركات المحظوظة، لأن الاستهلاك غير الطبيعي من السجائر لا يعكس ترفًا أو مزاجًا أو كيفًا من المصريين، في ظل الارتفاعات المتصاعدة في أسعارها، ولكنه حالة من التوتر والعكننة وانعدام المزاج نتيجة للضغوط الاقتصادية، تجعلهم ينفخون كنوع من التنفيس.. "وكلما زادت الضغوط زاد النفخ، وانتعشت مبيعات الشرقية للدخان".  

الجريدة الرسمية