رئيس التحرير
عصام كامل

الأرض!

ألفريد سكاون بلنت.. هل تعرفون من هو صاحب الاسم؟ دبلوماسي بريطاني أرسل إلي مصر شابا صغيرا في عهد الخديوي إسماعيل.. وبقي سنوات طويلة حتي استقر بالقاهرة عام 1881 لعايش الاحتلال البريطاني لمصر من بدايته، ويعود إلي بلده قبل رحيله ليكتب واحدا من أشهر الكتب عن مصر وهو "التاريخ السري للاحتلال البريطاني لمصر"، وكانت فكرته قد بدأت في مصر وأبلغها للأستاذ الإمام محمد عبده والذي نصحه بكتابته بالإنجليزية!

 
قال الرجل شهادته الحق في ثلاثة أمور.. احتلال بلاده لبلادنا.. والثاني ما شاهده من عهد الخديوي إسماعيل وتسبب في الاحتلال.. يبقي الثالث ما رآه بعينيه من تعذيب للفلاحين المصريين بسبب الضرائب الباهظة.. 

حتي شاهد ذات مرة كيف يهجم جنود الخديوي أبناء محمد علي باشا علي السيدات في البيوت يأخذون منهن بالقوة الذهب والحلي من أياديهن ورقابهن بسبب تعثر أزواجهن أو آبائهن في تسديد الضرائب! أو إحداها! فقد بلغت الضرائب علي الفلاحين المصريين حدا لم تشهده بلد آخر ولم يعانِ منه شعب آخر منذ مجيء محمد علي وحتي قيام ثورة يوليو!


كتاب ألفريد سكاون بلنت يستحق القراءة من كل مصرية ومصري.. وأهميته كما قلنا إنها شهادة شاهد وليست استنتاجات أو فلسفة.. ما يعنينا اليوم أن الفلاح المسكين المعدم الذي أخذ بالقوة ليحفر مشاريع الري قبل مائتي وخمسين عام من ترع ورياحات ومصارف وقناة السويس وغيرها.. بالسخرة وبالكرباج وعاني كما لم يعانِ فلاح في العالم والذي استولي محمد علي باشا وأولاده علي أرضه.. 

ومنهم إلي خدم وموظفي القصور وعملاء الخديوي توفيق ضد البطل أحمد عرابي.. عادت لهم أملاكهم وقبلها كرامتهم وشعروا أن مساحة علي أرض بلادهم تتسع لهم ولأبنائهم.. 

 

 

مثل هذا اليوم عادت للفلاح المصري روحه.. أرضه التي سقاها بالدم قبل العرق.. كل عام وفلاحينا بكل خير.. وللحديث بقية.. من تاريخ يدور ويلف حوله بعض مؤرخي الغبرة.. ممن يصنعون تاريخا يمجد في المحتل المجرم وعملائه ويشوه من أبناء الجيش العظيم ممن استعادوا الأرض.. والعرض.. حقا لا بلاغة!

الجريدة الرسمية