رئيس التحرير
عصام كامل

الفاشلون وقدراتهم الخارقة!

القائد المميز لا يولد بقدرات استثنائية بل يصقل مهاراته ويطور نفسه ويستغل الظروف انطلاقا من الطموح الشخصي والرغبة في النجاح.. القائد يتحمل المسئولية ويتصرف بحكمة في الأوقات الصعبة من أجل تقييم المهارات القيادية للموظفين واختيار الموظف الأنسب لتحمل المسؤولية.. 

 

المتطلبات المهنية اليوم متطورة للغاية وتتطلب الجرأة وأحيانا المخاطرة ودائما وأبدا يتم البحث عن أفراد يمكنهم طرح أفكار جديدة.. البعض يرتعد من الفشل بينما الاستفادة منه أمر ضروري في عمليات التغيير والتصحيح والكارثة تكرار استخدام نفس أساليب الفشل وبالتالي لا توجد استفادة منه بقدر ما هو تكريس للفشل ذاته وجعله سمة غالبة.. 


الغباء، هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب وبنفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة وهو ما قاله ألبرت أينشتاين صاحب نظرية النسبية  العامة.. البعض يعتبر الفشل انتقاصا من قدراته في موقعه أو منصبه وهذا غير صحيح، إذ ليست الطامة أن تفشل وأنت تعمل وتحاول وتجتهد، بل المصيبة بأن تفشل وتصر على إقناع الآخرين بأن فشلك ليس سوى نجاح وأن من يشير إلى فشلك ما هو إلا حاقد أو كاره أو مغرض.. 

 

هناك فاشل في موقعه لكنه ناجح في تغليف فشله بهالة إعلامية تصوره كنجاح باهر يخدع عيون من يرى دون تدقيق أو دراية بما يدور خلف الكواليس.. الفاشلون يحيطون أنفسهم بمن على شاكلتهم، بينما المتميزون يحيطون أنفسهم بالعقول النيرة التي تضيف ولا تنتقص، تدعم عجلة العمل ولا تعرقلها.. تبني ولا تهدم..  تحقق نجاحات ولا تبحث عن شماعات تعلق عليها الفشل.. 

 

من بين أسباب الفشل الذي يتحقق في دولاب العمل بمختلف الأنشطة هو الاستعانة بأهل الثقة دون أهل الخبرة، وخلية المتملقين الذين يعشقون الطعام على كل الموائد، ومن يحيطون أنفسهم بالكبار لتفادي غدر الزمان، والثقة في تقلد المناصب القيادية برغم إمكانياتهم المتواضعة وضعف مستواهم المهني الذي يعد أهم عناصر القيادة.. 

 

 

على العموم نحن أمام ملف في غاية الأهمية يحتاج من القائد المتميز حسن الاختيار، والبعد عن كل ما يقوض العمل، وأن ينأى بنفسه عن كل فاشل أو متملق أو ماكر أو محدود القدرات إذا أراد النجاح.

الجريدة الرسمية