ناصر حاتم.. وداعا!
سنوات طويلة وناصر حاتم لا يفعل شيئا إلا البحث عن فساد ليكشفه أو انحراف ليبلغ عنه بالطريقة الوحيدة التي يعرفها ويجيدها للإبلاغ.. الكتابة الصحفية والنشر!
حتى أننا كنا أحيانا نتساءل في دواخلنا ماذا يعمل ناصر حاتم بالضبط؟ هل هو مراسل جريدة الأسبوع -التي جمعنا العمل بها عدة سنوات قبل أن أتركها منذ سنوات طويلة- في المنيا أم أنه يعمل في مقر الجريدة بالقاهرة يتولى فيها متابعة ملف الفساد أو يغطي عمل بعض الأجهزة الرقابية؟
كان نشيطًا تجده هنا وهناك.. تجده مهموما بكل شيء.. السياسة والاقتصاد والحوادث والشئون العربية والدولية.. مهموما على الدوام بكل ما يهم الشعب المصري خاصة الضعفاء منهم.. الفقراء منهم.. فلاحين وعمال.. موظفين وكادحين وبسطاء في كل مكان.. طاقة حركة لا تهدأ.. وكتلة مبادئ متحركة لا تغادره ولا يغادرها مهما حدث..
ثم تتفرق السبل.. ويذهب كل منا في طريق مع آخرين اختاروا مسارات مختلفة.. وتمر الأيام ويتم ترشيحه لمراسلة موقع مهم للغاية.. صحفيا وسياسيا.. هو روسيا اليوم، والذي يتولاه بعد آخرين.. ورغم احترامنا لهم جميعا لكنه قفز بالموقع إلى منطقة مختلفة وضعته في مراكز التفوق الأولي سابقا الكثير من المواقع الدولية الأخرى ومتقدما عنهم..
حتى استطاع جعله موقعا شعبيا وليس نخبويا، وأصبحت مصر الأولي عربيا من حيث التغطية الطبيعية للاحداث له ثوابته في الأمر.. حريصا علي مصالح العباد والبلاد ومؤسساتهما وعلي رأسها قواتنا المسلحة مازجا بعبقرية بين الوطنية والموضوعية!
بالأمس رحل ناصر حاتم.. الذي عانى لسنوات من مرض قاس.. كنا نشفق عليه وهو يعمل ليل نهار.. حتى انتصر المرض أخيرا لنخسر إنسانا نقيا خلوقا مهذبا وطنيا مخلصا ومهنيا من طراز رفيع.. رحم الله ناصر حاتم.. الكاتب الصحفي الكبير.. وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أسرته وعائلته وأصدقائه ومحبيه كل الصبر..