رئيس التحرير
عصام كامل

حرب المسيرات الفضائية

بدت سماء المنطقة ملبدة بالطائرات المسيرة، لقد وصلنا الآن إلى نقطة انتشار الطائرات بدون طيار بشكل غير منضبط في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. ويمكن لأي دولة أو جهة غير حكومية أن تحصل على تقنيات الطائرات بدون طيار كسلاح، وهذه القدرة ستزيد المدى والدقة والقوة التفجيرية والتعقيد مستقبلا.. 

لذا فمن المرجح أن يكون مستقبل الجغرافيا السياسية والصراع في المنطقة مليئًا بالسماء المتنازع عليها، حيث يمكن للجهات الفاعلة الأضعف والأصغر حجمًا أن تشن هجمات فتاكة بعيدة المدى من الجو، ضد أهداف مدنية وعسكرية، وهو ما يستدعي إعادة تعريف تهديدات الأمن القومي للدول ومصادر تلك التهديدات، واستحداث وحدات جديدة بأجهزة المخابرات من أجل المتابعة والتحضير لما قد يحمله عالم المسيرات من تطور وتكنولوجيا.. 

هناك 102 دولة الآن تدير برامج طائرات مسيرة عسكرية نشطة، وحلت محل آلاف الجنود على الأرض بتواجد عناصر تحكم خلف أجهزة الكمبيوتر في قواعد بعيدة للغاية عن الهجمات الجوية التي يشنونها. 

وتتراوح أسعار المسيرات ما بين ألف دولار إلى 2000 دولار، ويمكن بسهولة تسليحها بواسطة جماعات إرهابية، إلى طائرات مسيرة متقدمة تكنولوجيا يمكنها حمل ذخائر توجه بالليزر وصواريخ، وهذا بخلاف المسيرات الأمريكية باهظة الثمن من طراز بريداتور، التي تبلغ تكلفة الواحدة منها 12 مليون دولار.. 

وزادت أهمية تلك الطائرات خلال السنوات الأخيرة، ففي النزاعات الأخيرة لعبت فيها المُسيَّرات أدوارا حاسمة، منها ستة معارك مهمة في سوريا واليمن وليبيا، وكذلك في إقليم ناغورني قره باغ، بين أذربيجان وأرمينيا، والحرب المتواصلة حاليا في أوكرانيا وغزة، التي ذاع فيها صيت الطائرات المُسيَّرة أكثر من أي صراع عسكري.

 

ويذكر أن استخدام المسيرات الرخيصة مكن أوكرانيا من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وبفضلها تم  غزو إسرائيل لأول مرة، وهى ليست من قامت بالغزو لأراضى الغير كما كان يحدث من قبل فى كل المعارك السابقة..


وهناك ثلاث دول في المنطقة تتنافس في صناعتها تركيا وإيران وإسرائيل وتعمل حاليا الإمارات مع إسرائيل بشكل مشترك بعد تطبيع العلاقات بين البلدين على تطوير أساطيل الطائرات بدون طيار وابتكار أنظمة لمكافحة الطائرات بدون طيار مدعما برادار ثلاثي الأبعاد، وتكنولوجيا استخبارات الاتصالات، والبصريات الكهربائية المدمجة في نظام موحد للقيادة والسيطرة  وذلك بهدف صد أي هجوم بالمسيرات.


وقد عرضت مصر مجموعة ضخمة من الأسلحة في معرض الصناعات الدفاعية "إيديكس 2023" من بينها طائرة "30 يونيو" المسيرة ويمكنها البقاء أكثر من 24 ساعة في الجو.. وتم عرض الطائرة "6 أكتوبر" وهي النموذج المطور من الطائرة 30 يونيو، وأقصى سرعة لها 260 كم في الساعة وزمن البقاء في الجو 30 ساعة.

 


والطائرات المسيرة أو الطائرات من دون طيار أو ما تُعرف بالدرونز هي طائرات لا يوجد على متنها طيار أو طاقم أو ركاب ويمكن أن تكون ذاتية الإدارة أو يتم التحكم فيها عن بعد. وتستطيع هذه الطائرات أن تحلق لمدد طويلة على ارتفاعات.. وتختلف من حيث الحجم والهدف منها.

فهناك طائرات دون طيار انتحارية على طريقة الكاميكازي الياباني الشهيرة، فتحمل في مقدمتها شحنة متفجرة، إلى جانب أدوات التوجيه والرصد، مثل الكاميرا، ويقوم مشغل الطائرة عن بُعد بتوجيهها نحو الهدف حتى ترتطم به وتنفجر فيه لكن من المؤكد أنها تتطور يومًا بعد آخر وتلك هي المشكلة إذا توافرت بسهولة للجماعات الارهابية.

الجريدة الرسمية