رئيس التحرير
عصام كامل

الأخيار.. والأشرار

 من نعم ربنا علينا أن الأخيار هم الأغلبية؛ فالأخيار دائما يسعون لفعل الخير واكتساب رضا الله أما الأشرار يسعون إلى الشر والمؤامرات للوطن وللبشر، ولديهم القدرة على إفساد الحياة دون الشعور بالذنب؛ وهناك مقولة للإمام على بن أبي طالب: "الإحسان غريزة الأخيار والإساءة غريزة الأشرار".

 

 وعندما يقابلك شخص ويسألك ما سر تألقك وشبابك؟ أو بمعنى ليه الزمن بييجي عندك ويتوقف؟ الاجابة باختصار أن الداخل نقي يحمل الخير للجميع، فالداخل ينعكس على الخارج؛ فالأخيار بداخلهم سلام نفسي يحبون الخير للجميع عكس الأشرار.

 

والحاصل أن عددا من الأشرار ينشرون مؤخراعلى مواقع التواصل والسوشيال ميديا إشاعات ومعلومات مغلوطة؛ ناهيك عن الإساءة لعدد من رموز الدولة المصرية؛ وهؤلاء للأسف يحملون الجنسية المصرية  وينشرون سمومهم وأكاذيبهم من داخل مصر وخارجها. والسؤال هما: كيف تتعامل مع الأشرار؟

 

أولا، عندما تشعر بالظلم وتريد أن تأخذ حقك ممن ظلمك لا تنطوى ولا تكتئب ولا تفكر في من ظلمك؛ صحيح الشعور بالظلم من أصعب المشاعر التي يشعر بها الإنسان؛ ولكن تأخذ حقك بالقانون؛ ودائما توجه الى الله بالدعاء وإنتظر أن يأخذ الله حقك لأنه وعد عباده  كما جاء في الحديث فقال: "دعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ ويقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ" رواه ابو هريرة.

 

ثانيا، لاتهتم بمن يضايقك أو يغتابك فهذا النوع من الأشرار حاقد عليك وحاسد لك؛ فقد تكون هناك مواقف وتراكمات سابقة؛ الحل أن تبتعد عنه وتعمل وتشتغل أكثر وتنتج أكثر وتثق في نفسك فالنار تأكل نفسها أن لم تجد ما تأكله.

 

ثالثا، عندما تكون مضطرا لأن تتعامل مع زميلك أو جارك أو رئيسك في العمل أو قريبك؛ وهؤلاء يمتلكون شخصية عنيفة لا تعتبرهم من الأشرار؛ تحاور معهم؛ إستخدم معهم سياسة النفس الطويل والمواجهة؛ خاصة حال شعورك أن بعضهم يمتلك قلبا طيبا؛ الحوار والتواصل والمناقشة تؤدي إلى هدؤ النفس البشرية.

 

رابعا، إبتعد عن الغادر الذي يطعنك في ظهرك والمتنمر الذي يسيء إليك وإلى غيرك بكلماته وتعليقاته وكتاباته؛ وثق في نفسك وإشغل وقتك وإعتمد على ثقافة الإنتاج تنجح أكثر وتكون حياتك أسهل وأيسر وأسعد.

 

خامسا، لا ترد على الخونة والمأجورين الأشرارالمجرمين ممن يتحدثون بإسم الدين ويحرضون البشر بسمومهم الاعلامية وفديوهاتهم المفبركة، وهم يخرجون عبر قنواتهم المعادية للدولة المصرية.

 

سادسا، لا تستهلك وقتك وتناقش مؤيدين الارهاب وكارهين الدولة المصرية هؤلاء ممن حرضوا على قتل أبنائنا في الجيش والشرطة؛  فهؤلاء تجار الدم والدين، ولا أمل في إصلاحهم.

 

سابعا، كن مدافعا عن وطنك مصر ضد العدو المحتل للأراضي الفلسطينية وكن صوت مصر؛ وفي هذا السياق تحدثت مع طلابي الباحثين الفلسطينين ممن حصلوا على درجة الدكتوراه تحت إشرافي وتم تفنيد كل المزاعم الاسرائيلية الكاذبة فيما يتعلق بدخول المساعدات المصرية.

 

 ثامنا، من الأهمية إستخدام سلاح الكلمة لتحجيم بعض الشخصيات المصرية من الأشرار، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا المقال؛ هؤلاء ينشرون على صفحاتهم مقولات تسيء إلى مصر؛ يكتب أحدهم منشور ويستطلع رأي الناس عن إسم يكون بديل لأم الدنيا؛ يحرض الشباب ويعمل فتنة ويسمح لكارهين البلد يعلقون بأسماء لا تليق أن أكتبها على بلدي مصر.. 

وعلى الجانب الاخر يظهر الأخيار أصحاب الانتماء الوطني يكتبون مصر قاهرة الهكسوس والصليبين والانجليز والفرنسيين والإسرائيلين وإخوان الشياطين الذين يكرهون مصر أم الدنيا؛ وهناك من قال "أنها مصر وستظل مصر"؛ وهناك من رد "أم الدنيا مهما جرت عليها الأيام ليس لنا سواها"؛ وفي هذا السياق أتعجب من شخصية تسيء إلى مصر في الوقت الذي منحته الدولة جائزتها التقديرية وحصل على تقدير أدبي ومادي.

 

إن الأشرار لا يشعرون بتأنيب الضمير ولا يشعرون بالذنب؛ ومن نتائج بحوث علم الاجتماع الأشرار يشعرون بالسعادة عندما يحدث مكروه للناجحين؛ فهم يراقبونك ويتمنون لك زوال النعمة، وأخيرا نحتاج إلي تشريع يعاقب من يتخطى طريق حرية الرأي والتعبير، نحتاج تشريع يعاقب كل من يسيء لمصر كتابة أو شفاهة مصري أو غير مصري.

 

 

وختاما: طوف وشوف مواطنين من بلاد أخرى سواء عربية أو أجنبية؛ هؤلاء الأخيار لا يحملون الجنسية المصرية يقولون" لفينا العالم ولم نستريح إلا في مصر، ولم يقال عنها أم الدنيا من فراغ؛ مصر فيها الدين فيها الفن؛ مصر بلد الأزهر الشريف الذي ينشر الدين الوسطي في كل ربوع العالم.. 

والله في كل بلد في سلبيات لكن الإيجابيات في مصر أكثر؛ مصر أهل الطيبة، مصر فيها الفخامة والشعبية، مصر السياحة فيها مش غالية؛ مافيش زي مصر، تريد النيل في القاهرة؛ تريد البحر في الإسكندرية؛ مصر قلب الأمة العربية". 

الجريدة الرسمية