رئيس التحرير
عصام كامل

محمود تيمور.. أول من كتب القصة القصيرة في الأدب العربي.. تأثر بالمنفلوطي وجبران.. الشيخ جمعة أولى مجموعاته.. وصفه طه حسين بـ"العالمي".. وكرمته جامعات العالم وترجمت أعماله

الاديب محمود تيمور
الاديب محمود تيمور

محمود تيمور، أديب عالمى مثقف واع، تأثر بكتابات المنفلوطى وجبران عرف بشيخ القصة القصيرة، فهو أول من كتب القصة القصيرة فى الأدب العربى، من أشهر مؤلفاته موسوعة الأمثال الشعبية بلغ مكانة أدبية كبرى وحصل على وسام الدولة، كرمه الرئيس عبد الناصر برسالة إعجاب، رحل فى مثل هذا اليوم فى لوزان بسويسرا عام 1979.

عشق محمود تيمور القراءة منذ صغره، كما عشق اقتناء الكتب، وعن الكتب فى حياته يقول: إن الكتب كفلذات الأكباد كل منها حبيب إلى النفس، موضع للرضا والاعتزاز، على أن الأبناء يختلفون في منازلهم من الآباء، ومهما قيل من أن الأب يشعر نحو أبنائه جميعًا بحب فياض، فإن الواقع يثبت أن هنالك من الأبناء من له مكانة من أبيه تفوق مكانة أخوته، وهذا يرجع إلى مميزات خاصة تميز هذا الابن وتجعل له المقام الملحوظ، فالكاتب حين يفكر مليًا أي كتبه أحب إليه وأيها امتاز بشخصية تعلي مكانته عنده فإنه يشعر بمزيد من الحب والإيثار لما أحدث من كتبه أكبر ضجة بما أثار حوله من خلاف في الرأي وتنازع في النقد والتقدير، فأثبت بذلك أن له شخصية ممتازة وأنه قد احتفظ لنفسه خطة جديدة يغاير بها مألوف العرف والاعتياد.

قصارى القول إن الخلاف على شيء برهان حيويته، وأن الإعجاب والسخط معًا دليل على أن الشيء الذي أثارهما ليس بالشيء التافه المبذول أو الأمر الهين المألوف الذي يقابل بالرضا العام.

الشيخ جمعة أولى مجموعاته 

كانت البداية الأدبية للكاتب محمود تيمور عام 1925 عندما نشر مجموعته القصصية الأولى والتي كانت بعنوان (الشيخ جمعة)  كتبها باللهجة العامية ثم بعد ذلك قام بتعديلها إلى اللغة الفصحى  بنصيحة من الدكتور طه حسين، كما قام بتعديل بعض عناوين القصص فيها مثل القصة الأولى "أبو علي عامل الأرتيست"  والتي عدّل عنوانها إلى "أبو علي الفنان"، أما مجموعته القصصية الثانية "عم متولى " عام 1926، ثم تلتها سيد العبيط، ثم حواء الخالدة، أبو الهول يطير، كذب في كذب، جزيرة الحب، مكتوب على الجبين، قصة غانية، والعديد من مؤلفات تيمور والتي بلغت الستين كتابًا، منها القصة والرواية والقصص والمسرحيات والدراسات اللغوية وغيرها.

الاديب محمود تيمور 

من أشهر مؤلفاته أيضا موسوعة الأمثال الشعبية الكبيرة التي جمع فيها الأمثال منذ أواخر القرن الثامن عشر حتى أوائل القرن العشرين، ويرى أنه من الصفات التي يجب توافرها لخلق أديب ناجح نافذ البصيرة، رقة المشاعر والإحساس، وتذوق الجمال. يقظة الوجدان، وصفاء الروح والنفس

وصفه طه حسين بالأديب العالمي 

قال عنه الدكتور طه حسين: إذا قيل إنك أديب مصري ففي ذلك غض منك، وإذا قيل إنك أديب عربي، ففي ذلك تقصير في ذاتك، وإنك لتوفى حقك إذا قيل أنك أديب عالمي، بأدق معاني الكلمة  وأوسعها  وأعمقها، ولا أكاد أصدق أن كاتبًا مصريًا- لم يكن شأنه- قد وصل إلى الجماهير المثقفة وغير المثقفة، كما وصلت أنت إليها؛ فلا تكاد تكتب ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب  حتى يصل إلى قلوبهم كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله.

محمود تيمور فى شبابه 

ولد محمود تيمور عام 1894 بدرب السعادة بالقاهرة لكنه عاش وتربى بحى الحلمية الشعبى، لم يكمل سوى التعليم المتوسط بمدرسة الزراعة لإصابته بالتيفود مما إعاقة عن الدراسة فاستغل وجوده بالبيت بالقراءة والاطلاع فى مكتبة والده فقرأ الأدب العربى والعالمى وسيرة عيسى بن هشام للمويلحى وقصة زينب للدكتور هيكل وتأثر بالأدباء تشيكوف ودى موباسان، وساعده على البناء الفكرى والثقافى حضوره الندوات الأدبية التي كان يقيمها والده فى المنزل يحضرها العديد من الأدباء، والعلماء والشعراء منهم الشيخ محمد عبده، والشيخ الشنقيطي، والشاعر محمود سامي البارودي، وغيرهم من رجالات الفكر والأدب.

وسافر إلى الخارج للاستشفاء في سويسرا، ووجد في نفسه ميلًا شديدًا إلى الأدب، فدرس الأدب الفرنسي والأدب الروسي، بالإضافة إلى ثقافته الواسعة في الأدب العربي.

ركن التيمورية بدار الكتب 

تربى محمود تيمور وسط مكتبة كبرى تحوي نوادر الكتب والمخطوطات، ورثها عن أبيه وهي موجودة الآن بدار الكتب المصرية في ركن باسم "التيمورية "، أتاحتها أسرته لكل باحث ودار للأدب والتاريخ.

كرم الأديب محمود تيمور كثيرا فى حياته وحصل على العديد من الجوائز منها: جائزة مجمع اللغة العربية بمصر 1947، ليعين بعدها عضوا فيه  وحصل على جائزة الدولة للآداب 1950، وجائزة "واصف غالي" بباريس عام  1951، وجائزة الدولة التقديرية في الأدب 1963 من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، واحتفلت به جامعات روسيا والمجر وأمريكا والعديد من جامعات العالم كما ترجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات.

رسالة خطية من عبد الناصر 

كما كرمه الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا، فبعد قيام ثورة يوليو 1952 بثلاث سنوات أرسل الأديب محمود تيمور كتبه الثلاثة الجدد "ثائرون، المزيفون، أشطر من إبليس" إلى البكباشى جمال عبد الناصر، وقد نشرت مجلة الإذاعة والتليفزيون أغسطس 1955 رد جمال عبد الناصر على هدية محمود تيمور فى رسالة تقدير يقول فيها:

“السيد الأستاذ محمود تيمور، طالعت كتبكم الثلاثة فلقيتها قد تناولت صورا مختلفة من صميم بيئتنا المصرية وأحداث المجتمع ومشاكله، وأراك قد نحوت فيها منحى جديد فى التحليل النفسي، وسبر أغوار النفس البشرية، فجلوت من الغاز المجتمع مغامض، ومن نفوس البشر خفايا، وعالجت شواذ الطباع فى هوادة ورفق، شأن الأديب المعاصر الذى يساير وعى الأمة، ويعبر عن أهدافها وآمالها، كل هذا بأسلوب سلس مع قوة فى العرض وبراعة فى الأداء، مما أضفى على كتبكم طابع الأدب الرفيع، وأنى أشكر سيادتكم على هذه الهدية القيمة، أسأل الله أن يوفقكم إلى مزيد من هذا الإنتاج العظيم”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية