يوسف إدريس، ما تيسر من سيرة تشيكوف الأدب العربي وأمير القصة القصيرة
الدكتور يوسف ادريس ، أديب فريد من نوعه، له كاريزما خاصة، وثقة شديدة فيما يكتبه، قال عنه عميد الادب العربى الدكتور طه حسين: “كأنه خلق ليكون قاصا، هو طبيب، حين يكتب يضع يده على معناه كما يضع يده على ما يشخص من العلل حين يفحص مرضاه وينقل الينا خواطره كما يصور اوصاف العلل وكما يصف لها ما ينبغى من الدواء”.
وقال المفكر محمد عودة عنه: “يوسف ادريس هو تشيكوف الادب العربى، ووصفه الكاتب رجاء النقاش بالفنان من نوع خاص وهو نوع نادر وأصيل يعيش الحياة التي يكتبها بروحه ودمه، ووصفه انيس منصور بأمير القصة العربية ”، وقال الصحفى على أمين عنه:" انه بعد الفرافير اصبح سيدا بين المؤلفين المسرحيين"، وقال عبد الرحمن أبو عوف عنه:" هو أمير القصة القصيرة التى تقدم الحياة فى شمول حى وحس مرهف".
بدأ طبيبا واصبح كاتب قصة
عرف عن الأديب يوسف ادريس ــ رحل فى مثل هذا اليوم الاول من اغسطس عام 1991 ــ بتشيكوف العرب، بدا طبيبا واصبح أكبر كتاب القصة، هو صاحب طبيعة ثائرة جعلت منه أديبا مشاغبا أشعل الكثير من المعارك الفكرية والسياسية، وفى نفس الوقت هناك أقلاما في مصر والعالم العربي اتهمته بأنه كاتب نرجسى مهتم بنفسه وشديد الذاتية فيما يكتب.
يكتب الاديب الدكتور يوسف ادريس فى مجلة الشباب عام 1989 يدافع عن نفسه ويقول:" أنا كثير التأنيب لنفسى بمعنى انى أزاول دائما النقد الذاتى بينى وبينها باستمرار، ويصل هذا النقد الى أدق دقائق تصرفاتى وشخصى واعمالى، فأجدنى مثلا حين اكتب مقالا أو عملا أدبيا لا أرضى عنه دائما بدرجة قد تصل الى التردد فى نشره ولكن هذا يساعدنى فى أن أكون صادقا فى رؤيتى فلا يفلت منى زمام الكتابة، لهذا فإننى انتقد نفسى أننى قليل الثقة بها".
وأضاف الأديب الدكتور يوسف ادريس:" اذكر ان بيكاسو كان يصحو من نومه وقد خيل له انه لن يستطيع الامساك بالفرشاة مرة أخرى، وكان هذا الشعور بعدم الثقة يسيطر عليه لدرجة تصل الى حد البكاء، وهو يؤكده لزوجته التى تواسيه وتؤكد له انه سيرسم اليوم أعظم لوحاته، ويجادلها مرة أخرى بأنه لن يستطيع الرسم ثانية لكنها تظل تؤازره حتى يمسك بلفرشاة وحينئذ تتركه فى صومعته وقد بدأ فى وضع أول خطوطه وألوانه".
خجول أمام المرأة
يقول الدكتور يوسف إدريس:" ارى ان هذا الكم من فقدان الثقة هو الذى يجعل الانسان يجدد فى عمله حتى يستعيد ثقته بنفسه وهذا ايضا ما يدفع الكاتب الى الاستمرار، واعترف اننى خجول تجاه الاخرين وخاصة المرأة، وكم سبب لى هذا الخجل من مشاكل حتى انه تسبب فى ان تفلت منى لحظات كثيرة من السعادة لم أعوضها حتى الآن ".
ويضيف:"ينتقدنى البعض ويتهمونى بأنى كاتب نرجسى، اى مهتم بنفسه أو شديد الذاتية فيما يكتب، وأرد عليهم بان النرجسية فى الكتابة مرض، وانا لست مريضا، والمفروض ان يرى الكاتب عيوبه فقط وليس مزاياه والدليل اننى لا أعيد قراءة رواية كتبتها أبدا، لأننى اعلم جيدا اننى لو فعلت فلن أرضى عنها، وسوف أعيد كتابتها من جديد".
ويقول الاديب يوسف ادريس:" النرجسية تعمى الانسان عن رؤية عيوبه الداخلية، أما أنا فأراها جيدا، وأرى أن عمل الكاتب هو أن يسجل انطباعاته الشخصية دون ان يتهم بالنرجسية، لأن إضافته الحقيقية هى ان يقدم للناس وجهة نظره هو وليس أحدا آخر، وإلا كتبها له الآخرون".
أختار من الحقائق الحقيقة الفاعلة
ويختتم الدكتور يوسف ادريس مقاله بقوله: “كذلك ينتقدنى البعض بأننى أقدم فيما اكتب من مقال او قصة بعض الحقيقة، ولا أقولها كاملة، وأرد على ذلك بأننى حريص على ألا أمس بذكر بعض الحقائق أشخاصا آخرين والنيل منهم، فأضطر لذكر ما يحرج ويهين، وأرى أن الحقيقة لابد لها من هدف، وذكرها لابد له من فاعلية ن لذلك اختار من الحقائق الحقيقية الفاعلة التى لها تأثير وليست مثل عدمها، وليس معنى ذلك أنى أدخر الحقيقة لنفسى، فيكفينى أن أبرهن على ان كل ما أقوله هو حقيقة وليس كذبا أو ادعاءا”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.