رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده، محطات في حياة زجال المسرح بديع خيري

الفنان متعدد المواهب
الفنان متعدد المواهب بديع خيري

بديع خيرى، كاتب مسرحي، فنان متعدد المواهب جمع بين الإخراج والكتابة، ألف المونولوج والرواية المسرحية، كانت أول أعماله المسرحية "على كيفك" مع نجيب الريحاني ولقب بزجال المسرح ورائد الكتابة المسرحية، فمن ينسى له كلماته الوطنية "قوم يامصري، صبح الصباح فتاح ياعليم" التي لحنها سيد درويش، وصف ضحكات الجمهور في المسرح بالفيتامين الذي يستمد منها الحياة، رحل عام 1966.

ولد بديع خيري في مثل هذا اليوم عام 1893 بحي المغربلين بالقاهرة، من أصل تركي وأم مصرية، عمل والده في دائرة حسابات الخديو عباس الثاني، حفظ بديع القرآن الكريم كاملا، وحصل على دبلوم المعلمين وعمل بعد تخرجه مدرسا للجغرافيا ثم موظفا بمصلحة التليفونات، وظهرت بوادر موهبته الفنية في كتابة المونولوجات فتنقل بين المقاهي والموالد في منطقة الجمالية والإمام الشافعي يستمع إلى الأشعار والسير الشعبية، حتى أنه وصف هذه المقاهي بمدرسته الأولى في التأليف المسرحي.

دعا إلى الوحدة الوطنية 

بديع خيرى فى أحد ندواته 

دعا بديع خيري في كتاباته إلى الوحدة الوطنية فمن أشهر عباراته: "إن كنت تخدم مصر أم الدنيا علشان تتقدم لا تقول لي نصراني ولا مسلم، يا شيخ اعلم اللي أوطانهم تجمعهم عمر ما الأديان تفرقهم".  

كتب "الحرب" أول قصيدة وطنية ضد الإنجليز 

عشق بديع خيري السياسة منذ صغره حتى أنه انضم إلى الحزب الوطني الذي أسسه الزعيم مصطفى كامل وبدأ نشر قصائده بجريدة الحزب "اللواء" بتوقيع "ابن النيل" وكانت أول قصيدة عام 1914 باسم " الحرب" هاجم فيها الاحتلال البريطاني، وهو في الخامسة عشرة من عمره، كذلك نشر بجريدة المؤيد مؤلفاته من الشعر الفصيح حيث كان والده صديقا للشيخ على يوسف صاحب المؤيد، ثم اتجه إلى كتابة الزجل والمونولوج الذي كان يعرض في فواصل مسرحيات الريحانى وفاطمة رشدى وعلى الكسار.

أغنية الحلوة دي قامت تعجن فى الفجرية 

كما كتب المونولوج معلقا على الأحداث التاريخية والأزمات التي تمر بها البلاد أيام الاحتلال، فكتب بديع خيرى أول مونولوج عام 1917 للمونولوجست فاطمة قدري، يقول مطلعه: (ليلة العيد كنت مخدر.. في ميدان عابدين ماشى أتمختر) وكان مقابل 50 قرشا أول مبلغ يتقاضاه بعد كتاباته المجانية للمونولوج، اتجه بعدها إلى كتابة الأغنية الشعبية والوطنية ولحن له كبار الملحنين فكتب لسيد درويش "دنجي دنجي، الحلوة دي قامت تعجن فى الفجرية، هز الهلال يا سيد بركاتك لجل نعيد، قوم يا مصري مصر دايما بتناديك، يا واش يا واش يا مرجيحة، كما كتب له قصائد أوبريت العشرة الطيبة وغيرها.

علاقة طويلة مع نجيب الريحانى 

في عام 1912 تعرف بديع خيري على فنان الشعب "سيد درويش" وكون معه فرقة مسرحية وقدم من تلحينه أوبريت العشرة الطيبة، الطاحونة الحمراء، الفلوس، أيام العز "الجنيه المصري، الليالي الملاح، الشاطر حسن، ثم اتجه الى كتابة المسرحيات التاريخية التي بدأها بمسرحية "محمد على وفتح السودان" التي نال عنها جائزة من وزارة الأشغال في ذلك الوقت.

بلقائه مع الريحانى دخل بديع خيرى عالم المسارح، حيث شارك مجموعة من الفنانين فى تأسيس فرقة مسرحية باسم "جمعية أنصار التمثيل" لعرض مسرحياته وأزجاله فقدم أولى مسرحياته "أما حتة ورطة " التي شاهدها نجيب الريحاني وأعجب بها وكانت بداية التعاون الفنى الطويل بين الريحانى وخيرى عام 1941، ووقع معه عقد احتكار مؤلفا لفرقة الريحانى، وكانت باكورة هذا التعاون مسرحية "على كيفك.

كتب حوار فيلم لعبة الست 

كانت المحطة الثالثة في حياة بديع خيرى كتابة الأغنيات في الأفلام السينمائية التي نجحت ورددها الناس بعد انتهاء العروض السينمائية من أغنيات الأفلام التي كتبها: لي عشم وياك يا جميل التي لحنها وغناها محمد فوزي، أغنية يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة تلحين محمود الشريف، وإلى جانب أغاني الأفلام كتب عدد ليس قليلا من حوارات الأفلام منها انتصار الشباب، لعبة الست، ورد الغرام، العزيمة وغيرها.

الحال فى مصر أصبح بزرميط 

إلى جانب الكتابة المسرحية عشق بديع خيري الكتابة الصحفية فعاش متنقلا بين الصحف، فكتب في صحف ذلك الوقت العديد من المقالات، الانتقادية، ونظرا لموقف بعض الصحف من كتاباته أصدر عدة مجلات ألف صنف، الغول، مجلة انهاردة، المسامير، الراديو، الفارس، الكشكول، وكان يوقع كتاباته فيها باسم "أبو فصادة " وكان نصيبهم جميعا الإغلاق والمصادرة بسبب مقالاته وأزجاله الانتقادية لأحوال المجتمع ومهاجمة القصر ودستور 23 حتى أنه كتب يقول "الحال في مصر أصبح بزرميط".

الفنان الراحل عادل خيرى 

عانى الفنان بديع خيري كثيرا من الحزن، ورغم الكوميديا التي كان يصدرها لجمهوره  إلا أن حياته كان عاصفة بالأحزان، حيث فقد ابنه الفنان عادل خيري وهو في شبابه وفي عز تألقه الفني، واضطر بديع إلى بتر أصابع قدمه بسبب مرض السكر ولم يتحمل فرحل بعد ابنه بثلاث سنوات  وهو يرى أن ضحكات جمهوره هي عزائه ومواساته في متاعبه واحزانه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية