رئيس التحرير
عصام كامل

الغردقة... ولكن !

محاولات هنا، وتحركات هناك، وإستراتيجيات توصف بأنها خارج الصندوق تستهدف دفع القطاع السياحي إلى آفاق رحبة في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، فالسياحة البتة لا تستطيع أن تغرد منفردة ومن هنا كانت الدعوات للعمل التكاملي مع القطاعات الأخرى، ولكن نتاج تلك المحاولات لن يتم إلا بالوعي السياحي لدى الشعب خاصة الشرائح ذات الاحتكاك بالسائحين.


لقد آن الأوان حقا أن نعمل بروح الفريق وأن تتضافر كل الجهود من أجل تعزيز الحركة السياحية الوافدة وأن نعظم الاستفادة من الأنشطة الثقافية والرياضية في خدمة السياحة، باعتبارها أحد أهم روافد الاقتصاد القومي، وأن تكون الأنشطة الموجهة للوعي السياحي مصاحبة لأنشطة الترويج.


نعم ليست مصر الأهرامات فقط أو شواطئها الساحرة على سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط، مصر تضم من الأنماط السياحية ما يفوق نظائرها العالم أجمع في تنوعها، ولطالما كانت مهبطا للرسل ومنزلا طيبا لكل من أوى إليها كما كانت مصر عبر تاريخها قوية أبية في وجه من حاول النيل بها.


وستظل مصر بتنوعها رمزا للحفاظ على التراث والهوية الثقافية العربية الأصيلة، فسيناء بجبالها وتضاريسها وشواطئها ستظل تحمل من الدلالات ما يُجسد عمق ماضيها وعظمة حاضرها هناك في أرض الفيروز كلم الله موسى تكليما.. وكانت خطوات سيدنا إدريس عليه السلام متجهًا إلى أرض الكنانة.


جاء إليها يوسف عليه السلام ليصبح فى مأمن من أي أذى، كما جاء اليها سيدنا عيسى المسيح وهو طفل مع أمه سيدتنا مريم ومعهما يوسف النجار في رحلة الهروب إلى مصر.


ففي البحر الأحمر توجد كنوز بحرية وشعاب مرجانية تذهل  مشاهديها، وشواطئ تفوح رائحة نسائمها، وفى صحاريها تمارس السفارى والمعسكرات وحفلات  الشواء، فضلا عن المتعة بين رمالها وكثبانها وصخورها.   


إن مياه الغردقة الفيروزية وشعابها المرجانية الخلابة وشواطئها الجميلة تُعد ملاذا ومقصدا مفضلا للأوروبيين، وإذا نظرنا للجونة فنجدها من أجمل المنتجعات التي تحتوي على أجمل الشواطئ كشاطئ مانجروفي وشاطئ زيتونة وهي مقصد مناسب لراغبي الرياضات المائية والتزلج على الأمواج واستقلال الزوارق الشراعية، وإذا اتجهنا لمنطقة سهل حشيش نجدها وجهة مميزة للباحثين عن نمط سياحة اليخوت والاستمتاع برياضة الجولف.


في الغردقة يمكن زيارة متحف الأحياء المائية (أكوريوم الغردقة لعكس الحياة المائية بطريقة بانورامية رائعة)، كما أن بها منطقة السقالة وهي مركز تجاري هام لراغبي التسوق ومنطقة جذب سياحي هامة.

 

 

وفي النهاية يجب علينا أن نعي أن الوعي السياحي وكذلك التدريب بالنسبة للعاملين في الفنادق أصبح ضرورة، فالحملات الترويجية والأنشطة التسويقية لن نجني لها ثمارا دون أن يكون لدى المجتمع الحاضن للسياحة وعيا كافيا، ودون أن يكون لدينا عمالة فندقية مُدربة على كيفية التعامل مع النزلاء.

الجريدة الرسمية