الفيوم التي أحبها!
جئت إلى الفيوم طالبًا جامعيًا في بداية خريف 1999نازحًا من أسيوط، ومازلت أحبها وأحب أراضيها وهدير سواقيها وطيبة أهاليها.. مازلت أتذكر سينما عبدالحميد وكشرى سعيد وكبدة حسونة وفول أبواسلام.. أتحدث عن الفيوم ذلك المنخفض الكائن على أطراف الصحراء الغربية التى أقمت فيه لأربع سنوات أثناء دراستي الجامعية.
بعض أصدقائي ظنوا أنني فيومي كوني أتحدث عنها كثيرا، فالفيوم التي أنهيت دراستي الجامعية بها عام 2003 عودت إليها تارة أخرى لأحصل منها على درجتي الماجستير والدكتوراة في الفترة من (2016 إلى 2024) في الإعلام السياحي من جامعتها الشهيرة.
ومازلت مؤمنًا بأن للفيوم مستقبل سياحى كبير خاصة أنها تناسب بالفعل شريحة كبيرة من السائحين ويعزز ذلك ميزاتها التنافسية عن المقاصد الأخرى وعلى وجه التحديد فإنها مقصد رائع لراغبى سياحة مراقبة الطيور والسياحة البيئية والسياحة الزراعية فضلًا عن السياحة الشاطئية وأنه لابد للترويج السياحى للفيوم وتشجيع سياحة اليوم الواحد إليها.
الفيوم التى أحبها رغم أنى لست من سكانها وتجمعنى صداقات وطيدة مع كثير من أهاليها أرى أن مزيد من الاهتمام بها سيؤتى ثمارة خاصة فيما يتعلق بالاستثمار الزراعى والسياحى والعقارى في ظل قربها من القاهرة.
الفيوم ليست فقط السواقى والجامعة وقصر ثقافتها الرائع بل هى أيضًا بحيرة قارون بتاريخها الضارب في جذور التاريخ.. هى وادى الحيتان ووادى الريان تلك المعالم التى تصنف من مواقع التراث العالمى والتى تلقى إهتمامًا عالميًا من قبل منظمات عالمية.
في الفيوم تستمع بالطبيعة البكر التى تنخفض معدلات التلوث فيها عن المحافظات الأخرى، يشق وسطها بحر يوسف بتفريعاته التى تتخلل وسط المدينة، وكذلك سواقيها الشهيرة.
وتعد الفيوم ملتقى البيئات الساحلية والزراعية والصحراوية بما يجعلها بانوراما رائعة لكل من يزورها للاستمتاع بذلك التناغم الذى رسمته الطبيعة، فضلا عن توافر أثار الحضارات القديمة الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والاسلامية.
وتحتاج الفيوم بالفعل لإهتمام المحافظة ومسئولى الأحياء لرفع كفاءة النظافة العامة بالشوارع وإزالة الاشغالات حتى نستطيع أن نطبق المقولة التى تمت كتابتها على اللوحة المعلقة في أحد الشوارع الرئيسية "أبتسم أنت في الفيوم".
وعن قرية تونس بالفيوم أتحدث قليلًا فهى بالفعل نموذج جيد جدًا للسياحة البيئية ومقصد مناسب لقضاء أجازة عطلة الاسبوع فى أحد الفنادق البيئية بالقرية التى تشتهر بتعليم فنون الخزف والرسم عليه بكل أنواعه وكذلك مراقبة الطيور والاستمتاع بشاطىء بحيرة قارون.
أتمنى أن تشهد الفيوم وغيرها من محافظات مصر إهتمامًا يعزز الميزة التنافسية لكل محافظة وأن تعمل الحكومة جاهدة لرفع كفاءة المحافظات وجذب الاستثمارات المختلفة بما يحدث حراكًا تنمويًا ينعكس على المواطن ويسهم في تحقيق جزء من تطلعاته.