غراب البين يكتب: البني آدمين ليه شاردين
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية في خلق الله.. قررت أريح جتتى ساعتين.. جلست فوق فرع الشجرة وانكمشت بين جناحىَّ ولأول مرة منذ زمن أروح في نوم عميق ولم أستيقظ إلا علي صوت كلاكسات السيارات وزقزقة العصافير من حولى، حيث صباح يوم جديد..
نظرت إلى المقهى أسفل الشجرة فوجدت عليه شوية زباين مش كتير بيصطبحوا في ساعة الاصطباحة وكل واحد فيهم باصص في اللا شيء وتايه في ملكوت ربه وما حدش بيكلم حد، في البداية صعب عليا البنى آدمين اللى واضح أنهم تعبانين وقرفانين، عَ الصبح وكل واحد منهم تايه في ملكوته..
قلت لنفسى جايز يكونوا سرحانين في الأسعار اللى بتزيد كل يوم ولو نزلت بتزيد تانى وتانى.. وجايز في مصاريف المدارس والدروس الخصوصية اللى ابتدت قبل الهنا بسنة.. وجايز ستاتهم منكدة عليهم بسبب المصيف اللى لسه ما شافوش منه حاجة إلا من خلال التليفزيون ومنشورات فيسبوك، المهم إنى حسيت أن حال البنى آدمين أصبح يصعب عَ الغربان..
لذلك كان نفسى أسيبهم في حالهم وأتركهم لشرودهم فقررت إنى لا أنعق ولا أسمعهم صوتى في صباح هذا اليوم لكن فجأة واحد منهم رفع دماغه لفوق وشافنى وأنا بتفحص حالهم فراح واقف فجاة وأخذ يهشنى ويقول لى: غور من هنا الله يحرقك أنت كمان عالصبح.. هو إحنا هنلاقيها من الستات ولا من الأسعار ولا منك أنت يا غراب البين.
وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وهربت مسرعا ولسان حالى يقول: ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم.. يقضون نصف يومهم فى الشرود بدلا من السعى على أرزاقهم!