رئيس التحرير
عصام كامل

الموسيقار محمود الشريف.. وضع النشيد الوطني «الله أكبر فوق كيد المعتدي».. برع في تلحين الأفلام الغنائية وقدم أول أوبرا مصرية.. تزوج أم كلثوم ولم يجمعهما أي عمل

الموسيقار محمود الشريف
الموسيقار محمود الشريف

الموسيقار محمود الشريف ملحن مصرى عظيم، قدم أكثر من 800 لحن متنوع بين العاطفى والدينى والوطنى حتى أنه وضع النشيد الوطنى “ الله أكبر فوق كيد المعتدى” من أشعار عبدالله شمس الدين، غنى من ألحانه أغلب المطربين والمطربات، كرمته الدولة بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1958، وجائزة الجدارة 1978 وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1989 ليرحل بعدها بعام فى مثل هذا اليوم عام  1990.

ولد الملحن الفنان محمود الشريف عام 1912، درس العود وهو فى الثانية عشرة من عمره وعشق الموسيقى وبدأ ممارسة هواية الغناء والتلحين في السهرات الخاصة وعلى مسارح الإسكندرية، ونظرا إلى قوة صوته عرف باسم محمود الراديو، وبدأت شهرته فسافر إلى القاهرة والتحق بفرقة بديعة مصابني عام 1928 ممثلا ومطربا وملحنا وفيها تعرف على المطرب الشعبى محمد عبد المطلب وفريد الأطرش وإبراهيم حمودة وقام بالتلحين لهم عام 1938.

 

صورة جماعية مع اعضاء نقابة الموسيقيين يوم الخطبة 

عن بدايته الفنية يقول الموسيقار محمود الشريف: كانت فرقة أحمد المسيرى تقدم إحدى رواياتها على مسرح البلدية بطنطا، وكان هناك لحن جماعى يؤديه الكورال وكنت ضمن فرقة الكورال وأعجبتنى جملة فانفردت بها وعلا صوتى فوق أصوات المجموعة فنال استحسان الجميع وصفق الحاضرون بالرغم من إن مكانى بين الملحنين لا وسط مجموعة من الكورال.

وقدمت أول لحن لى غناه المطرب محمد عبد المطلب فى الإذاعة بمصاحبة تخت شرقى، وكان عازف العود هو الأستاذ محمد عبد الوهاب واللحن بعنوان " بتسألينى بحبك ليه.. سؤال غريب مجاوبش عليه " الذى نجح كثيرا.

صاحب أشهر البرامج والصور الغنائية 

برع محمود الشريف في مجال الأفلام الغنائية فقام بتلحين أغلب هذه الأفلام، كما كان أيضا أول من تبنى فكرة البرامج والصور الغنائية في الإذاعة عام 1943 فقدم البرنامج الغنائى "الدندورمة" ثم "عذراء الربيع "و"قطر الندى" و"أرزاق" التي غنى فيها الدنيا أرزاق قسمها الخلاق سبحانه الرزاق، من كلمات عبد الفتاح مصطفى، والتحق بالإذاعة فى نفس العام وقام بتلحين أول أوبرا غنائية مصرية قدمتها الإذاعة باسم (روما تحترق ).

لحن محمود الشريف معظم المونولوجات لكل من شكوكو وإسماعيل يس وثريا حلمى وسعاد مكاوى، كما قدم ألحانه التي اشتهرت شهرة واسعة لجميع مطربى ومطربات جيله فقدمت له المجموعة نشيد الله أكبر الذى هز قلوب الملايين والذى وصفه الملحن كمال الطويل أنه أقوى نشيد قيل في معركة 56 ووصفه عبد الوهاب بأنه النشيد الوحيد الذى مس قلبه من أول لحظة.

ومن أغنياته أيضا "بطلوا ده واسمعوا ده ياما لسه هنشوف وياما"  لعزيز عثمان، شمس وقمرين رب يخلى  لصباح، على الحلوة والمرة لعبد الغنى السيد، اوصفولى الحب لنجاة الصغيرة، يا حسن يا خولى الجنينة لشادية، عينى بترف يا حبة عينى لكارم محمود، يا سيدى أمرك أمرك يا سيدى لعبد الحليم حافظ، تلت سلامات لمحمد قنديل.

محمود الشريف وزواج سرى من أم كلثوم 

في عام 1946 تزوج الموسيقار محمود الشريف من كوكب الشرق أم كلثوم، ويحكى الشريف قصة تعارفه مع أم كلثوم فيقول: كان اللقاء الأول في مكتب الإذاعي محمد فتحى، ثم كنا في نقابة الموسيقيين وكانت هى النقيبة وأنا السكرتير العام، ودعتنا للعشاء في بيتها وأخذتنى معها في عربتها، وكان العشاء كباب وشواء ومرطبات وغنت أم كلثوم وكانت مرحة خفيفة الروح تلقى النكات،  بعد ذلك اليوم صار الحب ثم الزواج واعترف أننى ولدت مرتين يوم أن ولدتنى أمى ويوم أن أحببتها..

لم يجمعهما لحن واحد 

أعلن الصحفى مصطفى أمين خبر زواج أم كلثوم من محمود الشريف، إلا أنه كان زواجا قصيرا سريا لم يستمر أكثر من عامين، ويوم الطلاق كتب مصطفى أمين الخبر تحت عنوان (جنازة حب) ولم يجمعهما لحن واحد، حيث كان من المفترض أن يلحن لها أغنية "شمس الأصيل " وكما وقع الانفصال كان نهاية التعاون الفنى أيضا وذهبت الأغنية إلى رياض السنباطى لتلحينها، وكان الطلاق بأمر من الملك فاروق إرضاء لشريف ذو الفقار صبرى شقيق الملكة نازلى الذى أحبها بجنون ومنعته نازلى من زواجها.

الموسيقار محمود الشريف 

فى تحليله للشخصية الموسيقية المصرية يرى الموسيقار محمود الشريف أن فى مصر أكثر من مائة ملحن تختلف أهواءهم ونزعاتهم الفنية.. لكن هناك أربعة منهم نستطيع القول بمصرية إنتاجهم وهم رياض السنباطى وزكريا أحمد وأحمد صدقى ومحمد القصبجى، وفيما عدا ذلك تجد المقتبس والمقلد وهلم جرا، وأن الجمهور المصرى فنان بطبعه فهو يغنى فى كل المناسبات فى الحزن والفرح، فهو شعب ذواق للفن لكن المشكلة فى بعض الملحنين المقتبسين فهم باقتباسهم يزورون أحاسيس ومشاعرالناس، ويزيفونها.

راض عن كل ما قدمه 

يقول الملحن والموسيقي الكبير محمود الشريف عن نفسه إنه عاش من أجل حب الفن، وإن حياته ليست أكثر من مجموعة من العواطف والفن والدين، فقد أخذه الاثنان وأعطيا أنفسهما له بلا حدود، وأنه عاش حياته كلها راضيا بما قدمه.
 

الجريدة الرسمية