رئيس التحرير
عصام كامل

بديعة مصابني.. بداية ونهاية ملكة الليل التي حكمت باشوات القاهرة.. حكاية الزواج والانفصال عن الريحاني.. ونهاية مأساوية بسبب الضرائب

بديعة مصابنى ونجيب
بديعة مصابنى ونجيب الريحانى وزواج لم يدم طويلا، فيتو

بديعة مصابنى ، ملكة الليل، عميدة الرقص الشرقي وملكة الصالات والراقصة التي حكمت باشوات القاهرة، جمعت بين الجمال والذكاء اللبناني واشتهرت برقصة الشمعدان التى أصبح اسمها رقصة بديعة.

 جاءت إلى مصر رغبة فى الشهرة والانتشار وتزوجت الكوميديان نجيب الريحاني، رحلت فى مثل هذا اليوم من عام 1974.


ولدت بديعة مصابني واسمها الحقيقي "وديعة" عام 1892 لأم شامية وأب لبناني، جاءت إلى مصر عام 1920 حبًّا في الفن وللتعرف على الفنان نجيب الريحاني.

 وارتبطت حياتها بمصر بالعديد من الأحداث السياسية التي عاصرتها، فهي التي بدأت أولى خطواتها راقصة صغيرة في فرقة الريحاني الذي سمح لها بمشاركتها له أحد أعماله المسرحية "الليالي الملاح" تأليف بديع خيري، ليظهر اسمها لأول مرة بجانب الريحاني ليتبعها تقديم عدة مسرحيات من أجمل ما قدمه نجيب الريحاني منها أوبريت الشاطر حسن، ياسمينة، أنا وأنت، البرنسيس، وغيرها.


مدرسة أولى فى الرقص الشرقي  

وصفها الكاتب الصحفي جليل البنداري، فقال: كانت بديعة مصابني بحق المدرسة الأولى في الشرق الأوسط التي تعلم على يدها أفواج من الراقصات الرسميات وغير الرسميات، وأشهرهن ببا عز الدين، صفية حلمي، حكمت فهمي، كاميليا، تحية كاريوكا وسامية جمال، كما كانت صالة بديعة مدرسة لتخريج المطربين والملحنين منهم فريد الأطرش وشقيقته أسمهان، إسماعيل يس ومحمد فوزي وشكوكو وغيرهم.

بديعة مصابنى فى بداياتها، فيتو 

فى مذكراتها التي نشرتها مجلة الشبكة اللبنانية تتحدث بديعة مصابني عن نفسها فتقول: كنت راقصة غير عادية، فلم أكن أرتدي بدلة أثناء الرقص، لكنه كان فستانًا سواريه مع الإكسسوارات والمجوهرات، كما أضفتُ الموسيقى الإسبانية والتركية والإيرانية للتجديد، ولكسر الملل عند الجمهور المتعطش دائمًا إلى كل ما هو غريب وجديد، وبذلك اعترف الجمهور بفضلي على المزج الذي تم بين الموسيقى الشرقية والغربية، وأنني صاحبة السبق في دمج التخت الشرقي مع عازفين للآلات الغربية، وذلك باستضافتي للفرق الأجنبية من كل بلاد العالم للعمل في كازينو بديعة، ما منحني ثقافة فنية بأسرار هذا الفن.

حب وزواج نجيب الريحانى 

أحب الريحانى بديعة مصابنى وتزوجها، ثم دبت الخلافات بينهما بسبب الغيرة وطموح بديعة الزائد مقابل علاقات الريحانى النسائية المتعددة ومعجباته وإنفاقه ببذخ شديد فى حياته، فتم الانفصال بعد تقديمها آخر أدوارها معه فى دور امرأة لعوب أمامه في مسرحية "أنا وأنت"، حيث لطمها على وجهها، وكانت النهاية بينهما.

بديعة مصابني ونجيب الريحاني، فيتو 


عن علاقتها بنجيب الريحاني، قالت بديعة مصابني فى حوار لها بمجلة “آخر ساعة” مع جليل البندارى: بدأت قصتي مع الريحاني حين عرفني عليه الفنان حسين رياض، وفي نفس العام وقع معي عقد تمثيل، وأصبحت عضوة في فرقة الريحاني.. وفي مارس 1923 نُشر اسمى لأول مرة في جريدة الأهرام كفنانة مشاركة للريحاني فى عرض أوبريت "الليالي الملاح" من تأليف بديع خيرى، وهي مقتبسة من روايات “ألف ليلة وليلة” قدمت فيها دور شمعة العز، وقدم الريحاني دور نواس ونجح الأوبريت نجاحا كبيرا، وقدمنا معا بعد ذلك مسرحيات ناجحة كسرت الدنيا، وفى أوبريت "البرنس" عام 1924 انتهى عرض هذا الأوبريت بزواجي من نجيب الريحاني.

بديعة مع تحية كاريوكا وسامية جمال، فيتو 


وعن الانفصال تقول بديعة مصابنى: “أنا كنت شكل وهو شكل، هو يحب النوم ويحب السهر كتير، بيقعد هو وبديع خيري يألفوا ويعملوا روايات، وأنا عايزة بالنهار مثلًا أروح اتغدا في مسرح وأروح أتفسح، ما ألاقيش راجل معايا، فين نجيب؟ نايم، فين نجيب؟ بيشتغل، فين نجيب؟ عند بديع، وبدأ الخلاف”.
وأضافت بديعة: قمنا بجولات مسرحية ناجحة إلى مختلف دول العالم، وفجأة دبت الخلافات بيننا فانسحبت من الفرقة، وهاج الريحاني وصفعني على وجهي ففقدت توازني ووقعت على الأرض.. أغمي علي وتركت المنزل وتوقف أي عمل أو تفاهم بيننا.


مقتل أحمد ماهر يوم الافتتاح 

بعد الانفصال عن الريحانى، ومع شهرتها بدأت بديعة مصابني عملها بشراء صالة رقص بالإسكندرية اسمها (سنديكس) مقابل 5 آلاف جنيه، وعمل معها كل من: فتحية أحمد، وفاطمة سري، نجاة علي، محمد عبد المطلب، إبراهيم حمودة، أسمهان، فريد الأطرش، فريد غصن، محمد فوزي، محمود الشريف، إسماعيل يس.

 ثم جاءت إلى القاهرة واتجهت إلى شارع عماد الدين واشترت صالة هناك عرفت بـ "صالة بديعة" التي عرفت فيما بعد كازينو صفية حلمي، ويوم الافتتاح قُتل رئيس الوزراء أحمد ماهر على يد جماعة الإخوان فتوقف النشاط عامين، وتسبب فى خسائر فادحة. 


عاودت بديعة مصابني نشاطها الفني بامتلاك كازينو جديد باسم كازينو بديعة.. تم هدمه الآن وأقيم مكانه فندق شيراتون.. بجوار كوبري إسماعيل وأطلق عليه كوبري بديعة إلى أن تم هدم الكازينو وقامت ثورة يوليو فتغير اسم الكوبرى إلى كوبرى الجلاء.

الراقصة بديعة مصابني، فيتو 

عاصرت بديعة مصابنى أحداثا سياسية في مصر، كانت مطلعة عليها جميعا، بل وأثرت فيها عن طريق أصدقائها من الباشوات ورجال الدولة، فعاشت حياة حافلة مثيرة تعكس ما يدور من صراعات  بعد أن أنشأت كازينو باسم كازينو بديعة.

 وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وضعت بديعة كل إمكانيات الكازينو تحت تصرف القوات البريطانية حيث كان الكازينو قريبا من معسكرات الإنجليز.

هروب ونهاية فى لبنان 

تراكمت الضرائب عليها وعلى الصالات التي كانت تمتلكها، وطاردتها الضرائب في مصر بمبالغ ضخمة لم تمتلكها، فقررت الهرب إلى لبنان عن طريق طيار إنجليزي في زي راهبة، وفي مدينة شتورا بلبنان أسست بديعة مصابني متجرا للملابس عاشت من إيراده حتى رحيلها عن 86 عامًا عام 1974.
 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية