رئيس التحرير
عصام كامل

زينات علوي.. راقصة الهوانم التي تألقت في الخمسينيات والستينيات.. عاشت وحيدة حتى وفاتها.. عُرفت بقلب الأسد لهذا السبب.. وماذا قالت تحية كاريوكا عنها؟

الراقصة زينات علوى
الراقصة زينات علوى

زينات علوى، واحدة من أشهر راقصات الزمن الجميل، لها شخصية متفردة فى الأداء، شاركت فى العديد من أفلام الأبيض والاسود، رقصاتها كانت حاضرة في معظم أفلام الخمسينات والستينات، لقبتها تحية كاريوكا بـ “راقصة الهوانم” لبراعتها في أداء الحركات الراقصة بشياكة ودلع دون ابتذال، ولقبها النقاد بالراقصة الملتزمة فى سلوكها وفى علاقتها بالآخرين، ولقبها زملاؤها الفنانون بـ"زينات قلب الاسد" لشجاعتها فى نصرة المظلوم والدفاع عنه،  ورحلت فى مثل هذا اليوم 16 يوليو عام 1988.


عاشت زينات علوي حياة الألم والمعاناة، فلم تتزوج طوال حياتها ورفضت الرجال بسبب ما تعرضت له على يد أبيها، فكانت قسوة الأب على جسدها الضعيف بالضرب، وعدم فهمه لطبيعه مشاعرها وطموحاتها سببا في الهروب من منزل أسرتها، وكانت دائما تردد وتقول  "إن كل الرجال ذئاب".

الحياة بمفردها بلا أقارب ولا أصدقاء 


 جاءت زينات علوى إلى القاهرة وهى فى السادسة عشر من عمرها،  وعاشت بمفردها دون أصدقاء ولا أقارب حتى يوم مماتها، لم تكن من رواد السهرات والشلل والأصدقاء، الأمر الذي قلل فرصها في الظهور السينمائي، من حيث عرض النصوص والأدوار عليها، مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد راقصات جيلها.

زينات علوى فى أحد افلامها مع محمد عبد المطلب وتوفيق الدقن 


ولدت زينات علوى عام 1930 بالإسكندرية، من أسرة فقيرة، حصلت على دبلوم التمريض من الهلال الأحمر، وبسبب قسوة والدها الذى كان يكره البنات تركت منزلها وهى صغيرة وعملت ممرضة بمستشفى الحميات بالعباسية، وبعد فصلها من المستشفى بسبب تقليدها رقص تحية كاريوكا أمام زميلاتها بالمستشفى، بحثت عن عمل آخر واختارت بالتحديد شارع عماد الدين حتى وجدت وظيفة في شباك التذاكر بكباريه في شارع الألفي، وكانت تتقاضى منه عشر جنيهات أخرى، إلى أن جاءت فرصتها الحقيقية، عندما تغيبت إحدى الراقصات عن الحضور إلى الكباريه، فتطوعت هي بالرقص بدلًا منها، ثم وقعت عقدًا مع صاحب الكباريه كراقصة.

الزوجة 13 أهم أدوارها 


وانضمت زينات علوى في بدايتها الى فرقة شكوكو كراقصة، ثم عملت في فرقة بديعة مصابنى ولفتت الأنظار اليها، وبرعت فى رقص التحطيب بالعصى والرقص الكلاسيكى واشهر رقصاتها فى فيلم " الزوجة 13 " على أغنية " كنت فين ياعلى "، واهتمت بالرقص اكثر من التمثيل وهذا سبب قلة أدوارها.

فيلم السراب آخر أعمالها

ثم اتجهت زينات علوى الى التمثيل وكان أول أفلامها " شباك حبيبى" عام 1951 لتنطلق كراقصة وممثلة في بعض الأفلام منها: نشال رغم أنفه، السراب، الزوج العازب، الزوجة 13، عندما نحب، الارملة الطروب، طريق الأمل، عبيد الجسد، ريا وسكينة، نهارك سعيد، رنة  خلخال، ريا وسكينة، الناس مقامات، اسماعيل يس فى الاسطول، كابتن مصر،لمين هواك، ودعت حبك  ، العيلة الكريمة، فاعل خير، ويعد فيلم «السراب» آخر الأعمال التي شاركت فيها الراقصة زينات علوي عام 1970، مع ماجدة، ونور الشريف عن قصة  للأديب نجيب محفوظ.

مواقف جدعنة بنت البلد فى حياتها 

كانت لزينات علوى مواقف فيها جدعنة بنت البلد، وكانت تدافع عن حقوق زملائها ضد سياسة النظام الناصري وقتها، لدرجة عرضتها  للتهديد بالسجن، وطالبت الراقصة بإنشاء نقابة للراقصات لحفظ حقوقهن، وهاجمت مطاردة الأجهزة الأمنية للراقصات، الأمر الذي سبب لها الكثير من المتاعب.


يحكى   الكاتب أنيس منصور الذى كتب عن الراقصة زينات علوى فى أكثر من مقال  عن كرمها الزائد على ضيوفها، فكتب يقول  في مقال له بعنوان "من الذي لا يحترم زينات علوي؟": زينات علوي هي أحسن راقصة مصرية بعد كاريوكا، لأن أداءها سهل وجميل ولا تتبذل في حركاتها، الأهم من كل ذلك موقفها النبيل من عدد من الصحافيين والكتاب الذين فصلهم الرئيس عبد الناصر، فقد عرف عنها توطيد علاقتها بالأدباء والمثقفين.

الراقصة زينات صدقى 


وأضاف الكاتب أنيس منصور: رأيت زينات علوى تزور الشاعر مأمون الشناوى فلما وجدته نائما ظلت جالسة حتى نهض من فراشه، وكان يسهر الليل وينام النهار ثم أعطت له مبلغا من المال - بضعة آلاف-. وهددت بأن تلقى بنفسها من النافذة إن لم يأخذ هذا المبلغ.

زواج قصير من  صحفى 

 

كما أعجب الأديب إحسان عبد القدوس بالراقصة زينات علوى، وأحبها الفنان عبد السلام النابلسى ولم يتزوجها أيضا، إلا انه تردد فى الصحف أنها تزوجت زواجا لم يدم طويلا من الصحفى محب مانع رئيس وصاحب مجلة أخبار النجوم. 

الموت وحيدة فى شقتها 


عاشت الراقصة زينات علوى بمفردها بعد الاعتزال عام 1968، وابتعدت عن الجميع، وتوفيت  وحيدة فى بيتها عام 1988 إثر أصابتها بأزمة قلبية حادة بسبب افراطها في الخمر والسجائر دون أن يشعر بها أحد ثلاثة أيام حيث اكتشفت خادمتها - التي رفضت تركها رغم ضيق أحوالها المادية - الأمر بالمصادفة الشديدة عندما أصرت على اقتحام المنزل بعد أن ارتابت في غيابها المفاجئ عن المنزل دون أن تخبرها كما اعتادت، ولم يمش في جنازتها سوى تحية كاريوكا وفيفي عبده.

زينات صدقى 


وأثار وفاة الراقصة زينات علوي واللحظات الأخيرة لها قبل الوفاة صدمة لمحبيها وجمهورها، خاصة وأنها عاشت سنواتها الأخيرة في حزن وبؤس، خاصة بعد وقوعها ضحية المرض والفقر، وبلغ بها الفقر إلى حد أنها قررت بيع أثاث منزلها لتوفير نفقات الطعام والعلاج، حتى رحلت بعد اعتزالها بأكثر من 20 عاما، وهى فى الثامنة والخمسين من عمرها.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية