أزمة المحافظ والطبيبة.. لجان الاخوان تكسب!
سألت صديقي: ماذا قال محافظ سوهاج للطبيبة من إهانات حتي تنقلب الدنيا هكذا؟!
قال: قال لها معندكيش ضمير ولا إحساس!
قلت: ثم ماذا؟
قال: بس كدI
قلت: لا.. لا تخجل.. قل الفضايح المشار إليها من ألفاظ
قال: لا شيء آخر.. هذا كل ما في الفيديو
قلت: يا سيدي فيه ألفاظ خارجة قيلت.. قال لا يوجد.. هل توجد ألفاظ غير خارجة لكنها جارحة؟!
قال: لا
قلت: ولا عبارات عن شخص الطبيبة؟ بما يمثل سبا في حقها من عينة غبية، جاهلة، حمقاء؟!
قال: لا
قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله!
أيها السادة.. لا يوجد أحد في مصر لم يشتك يوما من سوء معاملةٍ بعض أطباء المستشفيات العامة، ونقول بعض لأن هناك طبيبات وأطباء كثيرين غاية في الأدب والمهنية.. يقدرون ظروف كل حالة ولم يستهلك العمل مع المرضي والمرض مشاعرهم ولم تتآكل إنسانيتهم.. لكن لا يزال هذا البعض هو واجهة الطب العام أو الحكومي ويسبب المشاكل..
وقلنا غير مرة.. الدولة أنفقت علي المستشفيات الجديدة مبالغ أسطورية ، بلغت في واحدة منها بسوهاج ذاتها مليارا ومائة وتسعة وسبعين مليون جنيه! وهو رقم كان ينفق علي الصحة كلها في صعيد مصر لسنوات!
وأنفقت علي مركز طبي آخر بالسويس ثلاثة مليارات! لكن كل ذلك وغيره يفقده قيمته العنصر البشري! فإلي متي يترك المهمل؟! وإلي متي يشتكي المواطن من سوء المعاملة؟!
وهل إنسانية الطب تجعل طبيبة أو غيرها ينتظرون تذكرة كشف للتدخل لمتابعة حالة طفل يصرخ أو مسن يئن؟! هل البيروقراطية والروتين تمنع التدخل الإنساني العاجل لوقف ألم أو لتسكين أوجاع؟!
لدينا عشرات القصص من أنحاء مصر.. طولها وعرضها لحالات مماثلة.. ثم ماذا عن شكوى المواطنين أطراف الواقعة؟! من يقدر عذابهم أو تألمهم من أجل أطفالهم وكانت صرخة علنية؟! من يعتذر لهم وقد تركنا صلب الموضوع؟!
يا سادة: لعبت لجان الإخوان لعبتها.. وضربت في كل اتجاه.. حرضت الناس علي محافظ جديد راعي ضميره واستجاب لمطالب الناس والمنطق بالتفتيش المفاجئ علي أماكن العمل.. وحرضت نقابة الأطباء التي لم تتحرك من تلقاء نفسها للتحقيق في شكوى واحدة ضد أحد أعضائها.. ومنعت -أو ستمنع- أي مسئول يفتش ويتخذ قرارا في مواطن الخلل!
سيقول أحدهم: وهو المحافظ لازم يشتم؟! ونقول: ما هو وصف من يترك طفلا يتألم ويجلس في مكتبه تحت أي حجة؟ بماذا يمكن وصف إحساسه وضميره؟!
سيقول آخر: وانت عايز الناس تكشف من غير ما تدفع قيمة الكشف وتسدد حق الدولة؟! ونقول: لم نقل ذلك علي الإطلاق.. ما نقله التدخل الطبي الطبيعي لحين ذهاب الأب أو أي شخص لدفع ثمن تذكرة الكشف!
وقبل فترة أصدر الدكتور جمال شعبان وقت أن كان عميدا لمعهد القلب قرارا بإجراء كل عمليات القلب لمن لهم الحق في العلاج علي نفقة لحين استخراج قرارات علاجهم! رغم التكلفة الباهظة لبعض أنواع تلك العمليات! وكان قرارا حكيما شجاعا.. فالمرض لا ينتظر..
كل التحية لمحافظ سوهاج حتي لو اضطر تحت الضغط للاعتذار.. تطييب الخواطر وفق تصورات البعض ليس عيبا.. المهم أن يواصل جولاته والتصدي لكل صور الإهمال.. هو وغيره من المحافظين.. وسيلقي كل من يعمل بضمير حي منهم.. كل الدعم.