حسين رياض.. ترك الحربية من أجل الفن والأضواء.. تألق في دور الطيب وعندما جسد شخصية الشرير رفضه الجمهور.. كواليس خلافه مع نجيب الريحاني.. وهذا سر وصيته الغريبة
حسين رياض، فنان قدير من الزمن الجميل، أطلقوا عليه غول تمثيل، هو من أهم نجوم السينما الكلاسيكية، عملاق في الأداء، قدم مشوارا فنيا طويلا في السينما استمر أكثر من ستين عاما، فعرف بأبو السينما المصرية، وبابا حسين، اشتهر بدور الأب الطيب بل حصرته السينما في هذا الدور، وحين حاول حسن الإمام تقديمه في دور الرجل الشرير رفضته الجماهير، من أشهر أدواره دور الريس عبد الواحد في فيلم "رد قلبي"، ورحل في مثل هذا اليوم 17 يوليو عام 1965.
ولد الفنان حسين محمود شفيق الشهير بـ حسين رياض عام 1898 بحي السيدة زينب من أب مصري وأم سورية من أصول تركية، لكنه عاش وتربي حي الحلمية، والده كان يعمل فى تجارة الجلود،عشق التمثيل وتنقل بين الفرق الفنية وغير اسمه الى حسين رياض حتى لا تكتشف أسرته أمر اتجاهه إلى التمثيل بالمسرح مع الفرق الفنية، وشقيقه هو الفنان فؤاد شفيق.
ترك الحربية من أجل هواية التمثيل
أجبره والده على الالتحاق بالكلية الحربية أسوة بوجود ضباطا كثيرين بالعائلة، لكن ترك حسين رياض الكلية حبا في التمثيل، وشجعه على ذلك صديقه المؤلف الفنان عزيز عيد حين قال له "تستطيع الكلية الحربية تخريج مائة ضابط لكنها لا تستطيع تخريج موهوب مثلك"، فترك الكلية وانضم إلى فرقة هواة التمثيل مع عزيز عيد وأحمد علام ويوسف وهبى وقدمت الفرقة أولى مسرحياتها باسم "فقراء قريش".
انتقل حسين رياض إلى فرقة نجيب الريحاني؛ فقدَّم أول أدواره المسرحية أمام السيدة روز اليوسف في مسرحية "خلي بالك من إميلي" عام 1916، كما انضم إلى فرقة مسرح رمسيس مع يوسف وهبى الذى آمن بقدراته واستعان به في أغلب مسرحياته خاصة التاريخية، وقال عنه “حسين رياض وقف أمامي كثيرا في المسرح والسينما وربطتني معه صداقة طويلة وهو فنان قدير لديه موهبة كبيرة ومن الممكن أن تسند إليه أي دور مهما كان كبيرا وانت مغمض”، ومن أشهر مسرحياته معه (تاجر البندقية، العشرة الطيبة، مصرع كليوباترا، المرأة الطروب، شهرزاد، عاصفة على بيت عطيل، العباسة، القضاء والقدر).
أجاد في دور الرجل الطيب
عمل حسين رياض على خشبة المسرح وأصبح فيه الفتى الأول فترة من الزمن لكن عينه وأمله كان في السينما، فاتجه إليها مبكرا منذ كانت صامتة، مركزا على أدوار الرجل الطيب الحنون وساعدته ملامح وجهه وطيبة قلبه في ذلك، فقدم أدوار الفلاح والباشا والموظف الغلبان والإنسان المظلوم.
أحب الفنان حسين رياض الفنان نجيب الريحاني وعمل معه من خلال فرقته في مسرحيات عديدة وصارت صداقة كبيرة بينهما وحققا معا نجاحات كبيرة، إلا أنه في عام 1946 وقع خلاف كبير مع الريحانى، واستمر الخلاف أكثر من خمس سنوات بسبب موافقة رياض على تمثيل دور الريحاني الذى كان على خلاف مع صاحب المسرح، ووافق رياض على أداء شخصية الريحاني فى مسرحية (مغامرات كشكش بيه) إنقاذا للموقف، فغضب الريحانى وشن على رياض حملة كبيرة ثم عاد الصلح والتعاون من جديد في أوبريت "شهر زاد" وفيلم "سلامة في خير".
150 عملا في الإذاعة
مع افتتاح الإذاعة عام 1934 عمل الفنان حسين رياض بالإذاعة في بداية حياته، فقدَّم أكثر من 150 عملًا إذاعيا أشهرها أوبريت الثعلب فات، حيث غنى فيه مع سعاد حسني في برنامج "أبلة فضيلة"،
اتجه الفنان حسين رياض إلى التليفزيون عند افتتاحه أوائل الستينات فقدم مسلسلات (جواز البنات، خيال المآتة، هارب من الأيام) وغيرها.
ويرجع إلى المخرج أحمد سالم الفضل فى انضمام حسين رياض إلى السينما حين قدمه فى دور صغير في شخصية الحاكم بفيلم "لاشين"، أما أول أفلامه فكان فيلم “ليلى بنت الصحراء “ عام 1937 إخراج وتأليف بهيجة حافظ، حيث تقاضى أول أجر عنه 15 جنيها، وجاء بعده فيلم ”صاحب السعادة كشكش بيه”، تبعه أفلام (ليلى بنت الصحراء، سلامة في خير، في بيتنا رجل، ليلى البدوية، مصطفى كامل، بلال مؤذن الرسوب، البنات والصيف، بين الأطلال، شفيقة القبطية، أغلى من حياتى، صراع فى الميناء، الله معنا، شارع الحب، واسلاماه)، حتى كان آخر أفلامه "المماليك" عام ١٩٦٥.
كون الفنان حسين رياض صداقات واسعة دامت طويلا مع الأدباء والكتاب حبا في الثقافة والمعرفة، وكان مصدر احترامهم وتقديرهم، حتى إنه كان يعقد صالونا شهريا فى بيته يحضره الشعراء والأدباء، منهم شاعر الأطلال إبراهيم ناجي وإمام الصفتاوي والموسيقار عبده صالح والفنانات زوزو حمدي الحكيم وزينب صدقي وفاطمة رشدي وعزيز عيد وغيرهم من نجوم الثقافة والفن.
ومن أشهر أدوار الأب التي قدمها الفنان حسين رياض دور الريس عبد الواحد الفلاح البسيط المكافح في فيلم "رد قلبي" أحد أفلام ثورة يوليو عن قصة يوسف السباعي وهو الدور الذي أبكى الجميع حتى الرئيس جمال عبد الناصر الذي منحه وسام العلوم والفنون عام 1965 تقديرا له على ما قدمه خلال مشواره الفني.
بعد المماليك بدأ حسين رياض وهو في بداية المرض تصوير فيلم "ليلة الزفاف" مع أحمد مظهر وسعاد حسني عام 1965، لكنه لم يكمله وأصيب بأزمة قلبية في الاستديو وسقط أمام الكاميرا، ليرحل بعدها سريعا ويكمل شقيقه فؤاد شفيق استكمال تمثيل دوره في الفيلم لشدة الشبه بينهما.
وصية غريبة في دفنه
وكان الفنان حسين رياض قد أوصى فى حياته أن يدفن بعد وفاته بيومين، وعن وصيته الغريبة أوضحت ابنته فاطمة رياض فى حديث تليفزيوني أن “السبب في ذلك، هو دور قام به في إحدى المسرحيات كان يمثل فيه دور شخص مات في مسرحية، ولما دفنوه صحي تاني، لأنه كان مغمى عليه مش ميت، وأن حسين رياض كان متأثرا جدا بهذا الدور ولذلك طلب من زوجته إنه عندما يموت لا يدفن قبل 24 ساعة ليكونوا تأكدوا من موته”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.